“كيف تصبح مخرجا عظيما؟”

هناك ثلاثة مستويات في الإخراج مخرج حرفي ومخرج جيد ومخرج عظيم

لتحميل وقراءة الكتاب

بيت الفن

صدرت عن المركز القومي للترجمة بمصر النسخة العربية لكتاب “فكرة الإخراج السينمائي، كيف تصبح مخرجا عظيما”، للناقد السينمائي الشهير كين دانسايجر، في 435 صفحة من الحجم المتوسط.

يشتمل الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية الناقد المصري أحمد يوسف، بالإضافة إلى تقديم بقلم المؤلف وخاتمة، على جزأين يضمان 23 فصلا.

يركز الجزء الأول من الكتاب على سؤال محوري، حول ماهية الإخراج، ويناقش كيف يمكن للمخرج أن يصل إلى فكرته الإخراجية الخاصة. النصف الأول من هذا الجزء يقدم تعريفا لفكرة المخرج، وتحديدا للفروق بين المخرج الحرفي المتمكن من أدواته النقدية، والمخرج الجيد، والمخرج العظيم، مع العلم أن صفات الحرفي والجيد والعظيم تحتمل العديد من المعاني، التي تختلف في تفسيرها من فرد إلى آخر، وهي صفات تحمل دلالات أن هناك مستوى أفضل من الآخر، وقد لا يتفق تفسير المؤلف لها، باعتراف منه، مع تفسير القارئ، ومع ذلك فإنه استخدم هذه المصطلحات كي يجسد مفهومه الخاص، عن أن هناك طريقا يمكن أن ينتقل المخرج من خلاله إلى مستوى إخراجي أفضل، ما يتطلب مقدمة منطقية يقوم عليها هذا التطور، وتلك هي فكرة الإخراج، التي يمكن للمخرج أن يحسم بواسطتها أن يحسم اختياراته وقراراته أثناء صنع الفيلم. وهذه الاختيارات يحددها المؤلف في (إدارة الممثلين، وتحديد أنواع اللقطات، ومدى اقتراب أو ابتعاد الكاميرا عما تقوم بتصويره، وقرار أن تكون الكاميرا ثابتة أحيانا، وأخيرا، تفسير النص أو السيناريو).

يتشكل الجزء الأول من الكتاب من ثمانية فصول، يتمحور الفصل الأول حول مهمة المخرج، ما عمله؟ ومن هو؟ والفصل الثاني حول فكرة الإخراج، والثالث حول المخرج المحترف المتمكن من أدواته، والرابع حول المخرج الجيد، والخامس حول المخرج العظيم. ويخصص الكتاب الفصل السادس لتفسير النص، وفي الفصل السابع للكاميرا، والفصل الثامن للممثل. فالمخرجون يواجهون، حسب المؤلف، مهام قراءة النص وتفسيره، وطريقة أداء الممثلين، وإيجاد الحلول البصرية للفيلم، لذلك هناك مستويات مختلفة في الإخراج. فمنذ نحو 40 عاما وضع أندرو ساريس في كتابه “السينما الأميركية” هرما صنف فيه المخرجين الأميركيين إلى طبقات، وأطلق على الطبقة العليا “مجمع الآلهة”، وهي الطبقة التي انتمى إليها مخرجون عظام كغرفث، وشابلن، وأرسون ويلز، وجون فورد وغيرهم. والآن يأتي كين دانسايجر، بتصنيف مشابه للمخرجين، يضم ثلاثة مستويات، مخرج حرفي، متمكن من أدواته التقنية، يحقق نص الفيلم دون أي قراءة للمعاني المتضمنة فيه، وبالتالي لا يضيف عمقا إلى معانيه أو مضمونه. ومخرج جيد يستخدم تفسيره للنص، ويضيف إلى معانيه معاني جديدة، ليجعلها عميقة أكثر، ويضفي على سرده تعقيده الواعي. ومخرج عظيم، يبحث عن معنى عميق متضمن في النص، يفسره بجرأة مدهشة، ويحقق تصورا سينمائيا، غير مألوف، ويردفه بصوت بصري قوي ورؤية خاصة للعالم.

أما الجزء الثاني من الكتاب فيتألف من 14 فصلا، يضم كل فصل منها دراسة حالة لمخرجين بعينهم، ويتعلق الأمر بإيرنست لوبيتش، وإليا كازان، وفرانسوا تروفو، ورومان بولانسكي، وستانلي كوبريك، وستيفن سبيلبيرج، ومارغاريتا فون تروتا، ولوكاس موديسون، وكاترين برياه، وماري هارون.

وتهدف هذه الدراسات إلى إيضاح فكرة الإخراج، وكيف قام المخرج بتطبيق هذه الفكرة؟ مع اختيار مشاهد أفلام كل مخرج على حدة، ومناقشتها، وتقديم ملخص للمضمون السردي للحدث، وأداء الممثلين، وكيف جرى تطويعهم ليتلاءموا من الناحية الوجدانية مع فكرة المخرج، وكيف قام التصوير السينمائي بتجسيد فكرة المخرج؟ وكيف أسهمت الإضاءة، والصوت، وتصميم المناظر، في تجسيد فكرة المخرج، وأخيرا تقديم ملخص للطريقة التي اجتمعت بها كل هذه العناصر لدعم حركة المخرج، وفي الأخير يستعرض الكتاب بالتحليل الأفكار العشرة حول الإخراج.

كما يتضمن الكتاب تقديما حمل عنوان “الاعتراف بالجميل، أهدى من خلاله الكاتب عمله، لكل الذين ساعدوه في إنجازه، كما يستعرض التقديم الأسباب والدوافع التي دفعت الكاتب إلى تأليف الكتاب، يقول كين دانسايجر “جاء كتاب “فكرة الإخراج السينمائي” كنتيجة لتجربة التدريس التي قمت بها لطلبة الإنتاج السينمائي، في جامعة نيويورك، بالإضافة إلى تجربتي مع المنتجين وفناني المونتاج المحترفين في معهد ماوريتس بينجر في أمستردام… قمت في كتبي السابقة بدراسة أدوات السرد السينمائي التي يملكها كتاب السيناريو بالإضافة إلى المونتير. أما الآن، فإن العمل مع الطلبة والسينمائيين المحترفين يدفعني إلى تقديم صياغة واضحة لأدوات السرد السينمائي التي يملكها المخرج”.

هذا الكتاب، الذي يدور حول الإخراج السينمائي موجه إلى المخرجين، وإلى الموهوبين الذين يريدون أن يصبحوا مخرجين، ورغم مواطن القصور التي يحتويها الكتاب، حسب كين دانسايجر، الذي أقر بأنه يتحمل مسؤوليتها، فإن الكاتب يأمل أن ينجح في الكشف عن مشاعره الحميمة، التي لم تفتر أبدا تجاه فن الإخراج، وتمنى أن يشاركه القراء هذه المشاعر.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

محمد عبد الرحمن التازي

“السينما لغتنا المشتركة”.. شعار المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان

يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الجديدة 16 فيلما تتبارى على ثلاث جوائز أمام لجنة تحكيم …