فرقة “تكدة” تعود إلى المسرح بـ”احجر وطوب”

بيت الفن

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف يوم 27 مارس من كل سنة، يقدم مسرح “تكدة” عرضه المسرحي الجديد “احجر وطوب” تأليف وإخراج عمر دخوش وأحمد دخوش الروداني، وتشخيص فاطمة الناجي، فاطمة حركات، فتيحة فخفاخي، المصطفى أطسي، عبد الهادي لبنين، ياسين دخوش، عبد الرحيم الغزواني، محمد لقلع، عمر دخوش، خالد فضلي، محمد العقلي، وأحمد دخوش الروداني.

تدور أحداث المسرحية، التي تتخللها لوحات فنية غنائية ورقصات بملابس ومناظر أريد لها أن تجسد هذا الإبداع المتجدد لجمعية تكدة للمسرح والفنون الشعبية، في أربعة لوحات فنية تجمع بين الهزل والجد والإمتاع والمؤانسة، تقارب مواضيع آنية بعيدا عن التقريرية والخطاب المباشر وتستثمر من خلاله رموز المتن الشعبي  وخاصة الأمثال المتواترة في هذا الباب، كما تتخذ من العالم القروي بمعناه السوسيولوجي والثقافي فضاءا لأطواره.

تسبر المسرحية، التي تعكس وفاء “تكدة” للمسرح الفرجوي، الذي ينهل من التراث الثقافي المغربي المنفتح على القيم الإنسانية النبيلة، أغوار المعيش اليومي في البادية، لتقف بالأساس على مقاربة الآني من قبيل وضع المرأة على ضوء الأحكام المسبقة التي تكرسها الأمثال الشعبية وترسخها في المخيال الجمعي وما تتداوله الألسن “المرأة حاشاك” “والمرأة ضلعة عوجة” و”المرأة شاورها لا دير برأيها”  .

وفي قالب فرجوي خالص تتناول المسرحية هذا الموضوع ومواضيع أخرى كالخيانة الزوجية، واستغلال الآباء لبناتهم بالرمي بهن إلى المجهول كخادمات للبيوت مقابل “المادة” وهضم حقوق الإخوة حق أخواتهم في التركة وتزويج القاصر بالمسن .

تشاء الأقدار أن يجتمع أهل الدوار للتصدي ومواجهة آفة سرقة المواشي التي استفحلت في الدوار وبعد أن استنفدوا كل أساليب الحل…

وتنتصر المسرحية للمرأة في لوحاتها الأخيرة، حين تبرز “كارزمياتها” ونباهتها وقدرتها على حل المشاكل وحسم الصراعات من قبيل الصراع على دورية الحراسة “نوبة العسة” لمواجهة هذه الآفة، وذلك بأن نساء الدوار حلوا محل الرجال في “نوبة العسة” ووقفن على أسرار الليل وخباياه كما يقال “الليل بعينيه” ورصدن تيه “العطار” الذي “ضربه حمار الليل”، ويحسم الصراع ويختتم باقتناع الجميع على أن المرأة والرجل متكاملان… فالمرأة هي الزوجة والأم والأخت والابنة والرجل هو الأب والأخ والزوج والولد، وأي تفريق بينهما فهو ضد المنطق.