بيت الفن
تم، مساء اليوم الثلاثاء، بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، عرض شريط “أنديكو” للمخرجة المغربية سلمى بركاش، الذي يشارك في الدورة الـ26 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بوغادوغو (فيسباكو).
و”أنديكو” هو الشريط المغربي الوحيد الذي يتنافس على حصان ينينغا الذهبي، في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، التي تضم قائمتها 20 فيلما من 16 بلدا هي مالي وبوركينا فاسو وتونس وتنزانيا ومصر وغانا وكينيا وكوت ديفوار والكاميرون وموزمبيق والسودان ورواندا وجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا.
ويحكي الشريط، الذي سبق له الفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، طيلة 90 دقيقة قصة طفلة تعيش صدمة نفسية تجعلها تلجأ إلى عالم التنبؤات للهروب من واقعها وبطش محيطها العائلي.
تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الطفلة (نورا)، ذات الـ13 ربيعا، أن أمها (ليلى) ستلتحق بأبيها إلى الديار الأسترالية، و بالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى الخيال حتى تكتشف حقيقتها.
وتتقاطع شخصية (نورا) مع خالتها (مينة)، الفتاة المتحررة، التي تعمل في مجال تعليم السياقة، وتعيش قصة حب مضطربة، فتلجأ لـ(نورا)، لاعتقادها انها تمتلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، لتساعدها على معرفة ما يخبأ لها القدر، في علاقتها العاطفية لكن تنبؤات (نورا) دائما ما تكون صحيحة ولها بالغ الأثر على المحيطين بها.
تبدأ (نورا) الدخول إلى عالم التخيلات، تجوب شوارع البيضاء هربا من مضايقات أخيها الصغير (مهدي)، هذا الأخير الذي يحاول في كل مرة استفزازها والاستهزاء من تنبؤاتها من خلال اتهامها بالجنون، فتجد نفسها دائما في موضع الاتهام أمام أمها التي تدافع عن الأخ رغم كذبه.
من خلال رحلة (نورا) مع خالتها لطرق أبواب المشعوذين الذين أجمعوا على أن الفتاة لها “أنديكو” أي لها قدرات روحانية خاصة، حاولت المخرجة سلمى بركاش تسليط الضوء على عالم الخرافة والشعوذة، في تقاطعه مع الطب النفسي الذي اختارت الأم (ليلى) اللجوء إليه، والتناقضات الكبيرة بين العالمين.
كما يشارك المغرب في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، التي تضم قائمتها 28 فيلما روائيا قصيرا، بفيلمي “ما بعد الجدار” لعائشة جبور، و”ریال بوليتيك” لمراد الصايل نجل الناقد السينمائي نور الدين الصايل.
ويحضر المغرب، أيضا، في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، التي تضم قائمتها 21 فيلما وثائقيا، بشريط “حين كان يرقص العرب” لجواد غالب.
ويحتفل المهرجان، المنظم من 23 فبراير الجاري إلى 2 مارس المقبل، هذه السنة بيوبيله الذهبي “الذكرى الخمسين لانطلاقه” (1969-2019) تحت شعار “ذاكرة ومستقبل السينما الإفريقية”، وتحل رواندا ضيف شرف الدورة التي تنظم كل سنتين.