مجلس الجالية يفتح رواقه لمبدعي المهجر

بيت الفن

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي تحتضنه الدورة الـ25 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، تقديم “ذاكرة حقائب” للكاتبة رشيدة الأنصاري الزاكي من إيطاليا، و”المشي على الريح .. موت في المنفى” للروائي عبد الحميد البجوقي من إسبانيا، و”صلوات في أعالي البحار .. مذكرات مهاجر غير شرعي” لكاتبه محمد الدوبلالي من إيطاليا، وكتابي “وجوه مغربية بالخليج -مسارات” و”وجوه مغربية بهولندا -مسارات” للصحافيين طارق العاطفي وأمين الخياري.

“ذاكرة حقائب”

تعالج “ذاكرة حقائب”، الرواية الأولى للكاتبة المغربية المقيمة في إيطاليا رشيدة الأنصاري الزاكي، قضايا متعددة ومتداخلة منطلقة من وحي الغربة وعالم المهجر والعلاقة بين الوطن وبلد الإقامة.

ورغم إقامة الكاتبة في إيطاليا منذ حوالي 30 سنة، إلا أنها قررت الكتابة باللغة العربية الفصحى، باعتبارها رمزا للارتباط بالوطن ولغتها الأم وثقافتها المغربية الحية، إنها رسم لنافذة على الغربة والهجرة بقلم امرأة مغربية.

وأوضحت الكاتبة أنها حين تكتب تحاول إيصال المشاعر والأحاسيس، ولا يمكنها أن تضمن هذه المشاعر في نصوصها الأدبية إذا لم تكتب باللغة الأولى التي نطقت بها، مبرزة أنها اختارت العنوان، كإيحاء مجازي إلى كل ما تتضمنه الحقائب، مشيرة إلى أنها تقصد بالحقيبة هنا الوعاء الذي يتضمن أحلام الإنسان وآلامه وانكساراته.

وبخصوص اختيار “ذاكرة الحقائب” عنوانا للرواية أبرزت الأنصاري أن الحقائب لفظ مجازي لوعاء يجمع فيه كل واحد حياته حسب أهمية الأحداث والوقائع، ويستفها بأناقة وعناية، ومع الوقت يتخلى عن بعض الأشياء وبعض الأشخاص، لأن كل شخصٍ شيء، وهذا وارد في القرآن الكريم، إذ قال سبحانه وتعالى.. “كل شيء هالك إلا وجهه.. صدق الله العظيم..” ويبقي على كل شيء مهم ولكن أحيانا أيضا المهم يصبح عرقلة في مسار الحياة، فما علينا إلا كيَّه وطيَّه وإعطاءه مكانا يليق به، المكان نفسه الذي يحتله في القلوب. وهكذا يصبح لأشيائنا ذاكرة صنعناها من حياتنا معها.

تبدأ الرواية بجملة يمكنها أن تلخص الرواية بأكملها وهي: “الحب كالإيمان هو ما وقر في القلب، يقوله اللسان ويصدقه العمل..”.

ولو وقفنا بين حروف هذه الجملة لوجدناها أولا كلمة صوفية، تختزل الحب والإيمان ثم البوح والتصديق والعمل… العمل الذي هو اعتراف عملي لذلك العاشق المحب الولهان في معشوقه، وكثيرا ما قرأنا عن الصوفيين في هذا المجال وكيف أن الحب عندهم تعلق بالمحبوب حد الانغماس في حبه والانصهار في عشقه، مما يجعلهم يزهدون في الدنيا وينصب كل شغلهم إلى هذا الحبيب.

“المشي على الريح .. موت في المنفى”

يعبر البجوقي، من خلال روايته، “المشي على الريح .. موت في المنفى” عن مواقف شخصياتها ومواقف من تجليات واقع الوطن والمنفى، وينضاف هذا الإصدار إلى روايتين سابقتين تناولتا نفس موضوع، استخدم فيها لغة بسيطة قريبة إلى الواقع، تعبر عن معاناة المنفى، مع مقومات جمالية ودلالية يمزج فيها بين الأدب والحكاية.

وأوضح عبد الحميد البجوقي، خلال تقديمه للرواية، أنها الجزء الأخير ختم به “ثلاثية المنفى”، بعد روايتيه الأوليين “عيون المنفى” و”حكايات المنفى”، مضيفا أن “المشي على الريح” تتضمن مشاهد مزج فيها بين ما حصل له شخصيا وبين أحداث خيالية يطرح من خلالها أسئلة حول النفي والهجرة بإفريقيا، حيث تبدأ الرواية من نيجيريا وتمر عبر عدة دول إفريقية وصولا إلى مدريد، ومرورا بمدينة طنجة.

وعبر فصول الرواية، يناقش الكاتب عدة قضايا لها علاقة بالعرق والعنصرية وما أسماه “نفاق الغرب في تعامله مع الآخر”، في إشارة إلى قوانين دول الاستقبال التي وصفها بالمجحفة.

“صلوات في أعالي البحار .. مذكرات مهاجر غير شرعي”

قال محمد الدوبلالي، إن “صلوات في أعالي البحار .. مذكرات مهاجر غير شرعي” هو عبارة عن سيرة ذاتية يحكي فيها معاناة مهاجر غير شرعي في طريقه لتحقيق أحلامه في عيش كريم على أرض الفردوس الأوروبي.

وأوضح المؤلف أن كتابه يدخل ضمن صنف المذكرات، لأنه جمع فيها مجموعة من التجارب التي مر بها ويمر بها المهاجرون في وضعية غير قانونية، وهو نتيجة لأزيد من 20 سنة أمضاها الكاتب في المهجر.

وأضاف أنه حاول في روايته أن يطرح إشكاليات مهمة تتعلق باستغلال المهاجرين غير الشرعيين والتمييز الحاصل في تطبيق العدالة على المواطنين والمهاجرين غير الشرعيين، كما أنه يصف تفاصيل الركوب على زوارق الموت التي يراها الشباب حلا لعدة أزمات مالية ونفسية، في إشارة إلى أن ما وجده على الضفة الأخرى لم يكن يستحق كل تلك التضحية.

“وجوه مغربية بالخليج.. وبهولندا”

يتضمن كل من كتابي “وجوه مغربية بالخليج” وكتاب “وجوه مغربية بهولندا” بورتريهات لشخصيات ولقاءات أجراها الصحافيان طارق العاطفي وأمين الخياري، مع كفاءات مغربية في مجالات الأدب والصحافة والتدريس الجامعي والفن والرياضة وغيرها، موزعة بين هولندا وبلدان خليجية، هي الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عمان.

وفي تقديمه للكتاب، قال طارق العاطفي إن الاشتغال على هذا الكتاب استغرق ثمانية أشهر، من أجل إنجاز مقابلات مع مائة شخصيات مغربية مقيمة بالدول الخليجية الثلاث المذكورة، مشيرا إلى أن نسبة الإناث تشكل 37 في المائة من هؤلاء النماذج.

ويصدر هذا المؤلف ضمن سلسلة “مسارات”، التي دأب مجلس الجالية المغربية بالخارج على إخراجها، في إطار جهوده الرامية تسليط الضوء على الكفاءات المغربية الموجودة في الخارج، والتعريف بها، وربط جسر للتواصل في ما بينها.

عن بيت الفن