يعرض بـ “رواق الفن” في تطوان 43 لوحة أنجزها بين سنتي 2018 و2019
بيت الفن
عاد الفنان التشكيلي المغربي، أحمد بن يسف، المقيم في مدينة إشبيلية الإسبانية، إلى مسقط رأسه مدينة تطوان لعرض آخر إبداعاته في معرض يحتضنه “رواق الفن” إلى غاية فاتح مارس المقبل.
ويقدم عميد الفن التشكيلي بالمغرب، بن يسف، في هذا المعرض الذي يحتضنه حاليا “رواق الفن” بالحي الإداري بتطوان، آخر إبداعاته الفنية، البالغ عددها 43 لوحة، أنجزها بين سنتي 2018 و2019.
ويتيح المعرض لعشاق الريشة واللون السفر إلى عوالمه الخاصة، كما يجدد من خلاله لقائه مع متتبعيه وعشاقه وارتباطه القوي بمدينة تطوان.
ويحتفي المعرض بالمكان والإنسان وبالتاريخ العريق، كما يغري زائره بالدخول في معركة الإنصات لشخوصات لوحات الفنان إبن يسف، والتي لا يمكن فهم قيمتها التخاطبية إلا إذا أدرجت في سياق الإنصات لفلسفة تحليله للوحاته، اعتبارا من حضور متلازمات وتقابل بين ثقافتين يربطهما تاريخ وماض مشترك، بين ما هو مغربي/ عربي/ إسلامي، وما هو أندلسي إيبيري متوسطي.
وأكد الفنان أحمد بن يسف أن اللوحة “تعكس ظروف ونفسية المبدع، واللوحة التي تخرج عن هذا الإطار تكون مصطنعة ولا قيمة فنية لها”، موضحا أن هذا ما يفسر “اشتغالي عادة على موضوع بعينه في خمسة أو ستة أعمال، لكن بطريقة وأداء مختلفين، وبأحاسيس مختلفة كذلك وبألوان مغايرة، وهو ما يدخلني في أزمة فنية بغية البحث على عمل أحسن من الآخر”.
وعن قصة حضور الحمام في أغلب لوحاته، أكد بن يسف أنه “يهدف إلى التخفيف من ألم المتلقي للوحاته”، مبرزا أنه في بداية مساره الإبداعي كان عادة ما يحاول تخفيف هذه القساوة والعنف في لوحاته باستعمال الورد أو المزهريات، “إلى أن زارني إبني عمر بمعية والدي بمقر إقامتي بمدينة إشبيلية، حيث إنه في أول جولة لوالدي لأحد فضاءات المدينة المشهورة بالحمام بدأ هذا الأخير يحط على كتفيهما، وهو مشهد ترسخ في ذهني مباشرة بعد عودتي إلى مرسمي، ووجده دواء كل ناضر وعاشق للوحاتي”.
وأضاف ومنذ ذلك الحين “قرر الحمام عدم مغادرة لوحاتي، بل والاستقلال بنفسها وأخذ موضوعا لنفسها في مجمل لوحاتي”.
يذكر أن الفنان المغربي المرموق بن يسف رأى النور بمدينة تطوان، ومنها سافر إلى مدينة إشبيلية الإسبانية بحثا عن الالهام، حيث تعمق في بحثه الفني، ليصبح اليوم من أشهر الفنانين في العالم، وساعدته إقامته في اسبانيا على الانفتاح على تجارب وتقنيات أكاديمية على مستوى عال في مزج الألوان، ولهذا فإن نقاد الفن التشكيلي يعتبرون أعماله “تتميز بدواخل الشخوص والتعبير عن التداخل بين الأشياء”.
وحاز إبن يسف على عدة جوائز خلال مساره الفني كما حظي بتكريمات كثيرة، سواء بالمغرب أو بإسبانيا، وتبقى أعزها على قلبه، يؤكد الفنان، توشيحه بأوسمة ملكية سامية، هذا إلى شرف إنجاز لوحة عملاقة بملعب فريق “إف – سي إشبيلة”، رامون سانشيس بيزخوان سنة 2005 بمناسبة الذكرى المائوية للفريق، ليجسد فعلا مقولته التي يرددها دائما “تطوان مهدي وإشبيلية بيتي”.