“غوغل” و”فايسبوك” تهيمنان على 50 في المائة من الإعلانات
بيت الفن
راهن المستثمرون في قطاع الإعلام العالمي في السنوات الأخيرة على مؤسسات الأخبار الرقمية، معتبرين أنها ستقود مستقبل صناعة الإعلام، خاصة مع تحول العديد من الصحف الكبرى إلى مواقع إلكترونية واستغنائها عن النسخ المطبوعة، لكن هيمنة “غوغل” و”فايسبوك” على الإعلانات وضعتها أيضا في أزمة.
ويتواصل الحديث منذ أيام عن تدهور الصحافة الإلكترونية بعدما أعلنت عدة شركات مثل “بازفيد” و”فوكس ميديا” عن خططهما للاستغناء عن قسم كبير من الموظفين، بهدف خفض التكاليف والقدرة على البقاء في سوق تزداد فيها المنافسة شراسة، دون أن تتزحزح شركات الإنترنت عن عرش الإعلانات الرقمية.
وقررت شركة بازفيد الأميركية تخفيض عدد موظفيها بنسبة 15 في المائة، وهي ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها مثل هذا الخطوة لكنها الأكبر من نوعها، حيث توجه جون بيريتي الأسبوع الماضي برسالة إلكترونية داخلية للموظفين، ذكر خلالها أن الشركة بصدد “إجراء عملية إعادة هيكلة وستضمن للأسف إجراءات قاسية”، وفق ما أكدت صحيفة فاينينشال تايمز الأميركية في تقرير لكل من آنا نيكولاو وباتريشيا نيلسون.
وأوضحت مصادر مطلعة وفقا لـ”لفاينينشال تايمز”، أن شركة بازفيد تمكنت من الحصول على 500 مليون دولار من عدد من المستثمرين من ضمنهم شركة أن.بي.سي يونيفيرسال المملوكة لشركة كومكاست، وشركة أندريسن هورويتز.
وشرح بيريتي أسباب الحاجة الملحة إلى خفض التكاليف، بالقول “لا يمكن لنمو الإيرادات أن يكون كافيا لتحقيق الاستمرارية والنجاح طويلا. إذ أن إعادة الهيكلة ستساهم في التخفيف من ثقل التكاليف على كاهلنا، وتحسن من نموذج التشغيل ما يجعلنا قادرين على المسك بزمام الأمور والتحكم في مستقبلنا المهني، دون أن نضطر إلى إيجاد مصادر تمويل أخرى”.
وتأسست بازفيد عام 2006، واستقطبت العديد من المستثمرين المؤمنين بمستقبل الإعلام الرقمي، بعد انتشار شركات الإنترنت وسحبها البساط من تحت أقدام المنشورات المطبوعة من صحف ومجلات عامة ومتخصصة، وقد وضعت بازفيد هدفا ماليا نصب عينيها في عام 2017، وحاولت الوصول إلى إيرادات بمبلغ 300 مليون دولار، لكنها لم تستطع الوصول إلى هذا الهدف.
ويقول كين دكتور، المحلل المتخصص في صناعة الأخبار، إن هذه الضجة خفتت مع تثبيت أقدام عملاقي الإنترنت غوغل وفيسبوك في سوق الإعلانات واحتفاظهما بنصيب الأسد. وذكرت شركة إي ماركتر لأبحاث السوق أنه من المتوقع أن تستحوذ غوغل وفيسبوك على أكثر من نصف إيرادات الإعلانات بحلول عام 2020، مع نمو إيراداتهما بحوالي 75 بالمئة خلال الفترة من 2017 إلى 2020، بالمقارنة مع نمو إيرادات الصحافة الرقمية بحدود 15 في المائة فقط ويشمل ذلك “هافينغتون بوست” و”بازفيد”.
وفي ما يتعلق بمجموعة “فيريزون” العملاقة المالكة لكل من “هافينغتون بوست”، و”ياهو”، و”آي أو أل”، فقد أعلنت أنها ستلغي أكثر من ألف وظيفة لديها في هذه الشركات، بنسبة 7 في المائة من عدد الموظفين.
وصرح روب نورمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “غروب أم”، أن شركات الإعلام الرقمي تحتاج إلى إيجاد قنوات توزيع متنوعة، حيث لم تعتمد على فيسبوك، وركز نورمان على حاجة هذه الشركات إلى أكثر من قناة توزيع لتكون قادرة على الاستمرار.
بدورها، أكدت صحيفة الغارديان البريطانية، أن هذه الأمثلة عن الشركات الرقمية التي تقلص عدد الوظائف تنبئ بتراجع أكيد في مستقبل الإعلام الرقمي، الذي كان يُنظر إليه على أنه مستقبل الإعلام عوضًا عن الإعلام التقليدي. وذكرت أن موجة الإعلام الرقمي الإلكتروني، أجبرت سابقا الإعلام الورقي (الصحافة الورقية) على تقليص عمالتها بنسب تتراوح بين 50 و80 في المائة.
وأشارت إلى أن موجة الإعلام الرقمي وجدت نفسها أخيرا، أسيرة هيمنة فيسبوك وغوغل على سوق الإعلان في هذا القطاع. ونقلت الصحيفة، عن باميلا مان مديرة دائرة الموارد في صحيفة نيويوركر، تأكيدها أن هذا الواقع المتمثل في عجز الصحافة الرقمية عن منافسة فيسبوك وغوغل في الإيرادات الإعلانية، يُعتبر “تغييرًا في قواعد اللعبة”، التي كانت أطاحت بالإعلام التقليدي، ومنه الصحافة الورقية، ليصبح الآن مصير الإعلام الرقمي الجديد في دائرة اللايقين.