تتنافس على جائزة “حصان ينينغا الذهبي” بثاني تجربة سينمائية طويلة
بيت الفن
يشارك فيلم “أنديكو” للمخرجة المغربية سلمى بركاش في المسابقة الرسمية الطويلة للنسخة الـ26 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بوغادوغو (فيسباكو)، التي تنظم من 23 فبراير إلى 2 مارس المقبلين، بمشاركة 19 فيلما آخر من 16 بلدا وهي مالي وبوركينا فاسو وتونس وتنزانيا ومصر وغانا وكينيا وكوت ديفوار والكاميرون وموزمبيق والسودان ورواندا وجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا.
ويرفع المهرجان، الذي يحتفل هذه السنة بيوبيله الذهبي “الذكرى الخمسين لانطلاقه” (1969-2019)، شعار “ذاكرة ومستقبل السينما الإفريقية” وتحل رواندا ضيف شرف الدورة التي تنظم كل سنتين وتحتفي هذه السنة بوزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا.
ويعد فيلم “أنديكو”، الذي ثاني فيلم روائي من إخراج سلمى بركاش بعد “الوتر الخامس”. وحصل على جائزة أفضل دور نسائي في الدورة الـ21 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة.
على مدى تسعين دقيقة من العرض، تقدم المخرجة سلمى بركاش الشخصية الرئيسية لفيلمها “أنديكو” التي تعيش صدمة نفسية تجعلها تلجأ إلى عالم التنبؤات للهروب من واقعها وبطش محيطها العائلي.
تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الطفلة (نورة)، ذات الـ13 ربيعا، بأن أمها (ليلى) ستلتحق بأبيها إلى الديار الأسترالية، و بالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى الخيال حتى تكتشف حقيقتها.
وتتقاطع شخصية (نورة) مع خالتها (مينة)، الفتاة المتحررة، التي تعمل في مجال تعليم السياقة، وتعيش قصة حب مضطربة، فتلجأ لـ(نورة)، لاعتقادها أنها تمتلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، لتساعدها على معرفة ما يخبئ لها القدر، في علاقتها العاطفية لكن تنبؤات (نورة) دائما ما تكون صحيحة ولها بالغ الأثر على المحيطين بها.
تبدأ (نورة) الدخول إلى عالم التخيلات، تجوب شوارع البيضاء هربا من مضايقات أخيها الصغير (مهدي)، هذا الأخير الذي يحاول في كل مرة استفزازها والاستهزاء من تنبؤاتها من خلال اتهامها بالجنون، فتجد نفسها دائما في موضع الاتهام أمام أمها التي تدافع عن الأخ رغم كذبه.
من خلال رحلة (نورة) مع خالتها لطرق أبواب المشعوذين الذين أجمعوا على أن الفتاة لها “أنديكو” أي لها قدرات روحانية خاصة، حاولت المخرجة سلمى بركاش تسليط الضوء على عالم الخرافة والشعوذة، في تقاطعه مع الطب النفسي الذي اختارت الأم (ليلى) اللجوء إليه، والتناقضات الكبيرة بين العالمين.
كما تطرق الفيلم لموضوع التفكك والإهمال الأسري وتأثيره على نفسية الأطفال، من خلال زاوية معالجة جديدة ومتميزة، شدت انتباه المشاهد.