بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
كان الراحل يعتبر المرض محفزا له على الإبداع فكلما استشعر حدته كلما قاومه بالكتابة والإبداع
سعاد العطار
ودعت الساحة الثقافية المغربية والعربية الشاعر عبد السلام بوحجر، الذي سلم الروح لبارئها فجر اليوم الثلاثاء بعد معاناة مع المرض عن سن 63 عاما.
ونعى بيت الشعر الراحل في تدوينة خطها رئيسه مراد القادري ورد فيها “لم تشأ سنة 2018 أن تغادرنا دون أن تخطف منا، في آخر لحظاتها، الشاعر المغربي عبد السلام بوحجر”.
وأضاف القادري “باسم بيت الشعر في المغرب، أعرب عن حزننا العميق لهذا الفقد الشعري و الإنساني الذي يجعلنا نلج سنة 2019 مجللين بالحزن والفقد و الغياب. رحمة الله على الشاعر بوحجر واحدا من الأصوات الشعرية التي ساهمت في ثراء و بهاء شعرنا المغربي. ندعو الله أن يشمله بلطفه و رحمته و أن يلهم أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
كما نعت دار الشعر بمراكش الشاعر عبد السلام بوحجر في بيان ورد فيه “تلقينا في دار الشعر بمراكش بأسى وحزن بالغين، نبأ وفاة الشاعر الكبير عبد السلام بوحجر، فجر اليوم الثلاثاء فاتح دجنبر 2019، بالمستشفى الجامعي بمدينة وجدة، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج”.
وتقدمت الدار بهذه المناسبة الأليمة بتعازيها ومواساتها إلى أسرة الفقيد وإلى عائلته الكبيرة من الشعراء المغاربة راجية من العلي القدير أن يشمل الراحل برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكبيرة والصغيرة جميل الصبر وحسن العزاء”.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر المغربي/ العربي الراحل عبد السلام بوحجر، الذي غادرنا بعد مسيرة شعرية حافلة بالعطاء جعلت منه واحدا من أرقى الأصوات الشعرية في المغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولد عام 1955 بإقليم الحسيمة ودرس بمدينتي وجدة وفاس، وتجاوزت تجربته الشعرية ومساره الإبداعي الثلاثين سنة، نشر خلالها عددا من الدواوين الشعرية من أبرزها “أحد عشر كوكبا” و”الغناء على مقام الهاء”، و”أجراس الأمل”، و”إيقاع عربي خارج الموت”، و”قمر الأطلس”، ومسرحية شعرية بعنوان “الصخرة السوداء”.
واستطاع الراحل أن ينحت أسلوبه وصوته الشعري المتفرد بعيدا عن المساحات التي يكثر فيها الابتذال، ونال بذلك تتويجا بلقب “شاعر الجماليات العليا”، وكان للمرض دور في تشكل الأفق الشعري للراحل بوحجر، إذ كان يعتبر المرض محفزا له على الإبداع، فكلما استشعر حدة المرض كلما قاومه بالكتابة والإبداع.
وكان الراحل عضوا في اتحاد كتاب المغرب، ونال جوائز محلية وعربية من ضمنها الجائزة الأولى في المسابقة الدولية للشعر في أحسن قصيدة، عن قصيدته “مقام القدس العالي” نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف بمساهمة مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، خلال الحفل الختامي لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009.
