بيت الفن
أعلنت اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العربية جميعا، في كل الدول العربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، مقاطعتها المؤتمر العام لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، المقرر انعقاده في طنجة في دجنبر المقبل.
وتأتي المقاطعة، حسب رسالة للاتحاد تضامنا مع الأمين العام للاتحاد العام الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي حبيب الصايغ، الذي يدعي بأنه تعرض “لإساءات وتهديدات من عبدالرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب”، ورفضا لإقامة المؤتمر في ضيافة اتحاد “غير شرعي”، مشيرا على أن اتحاد الكتاب العرب لا يعترف بولاية العلام التي “انتهت صلاحيتها منذ 3 سنوات”.
وأكد المقاطعون في الرسالة ذاتها “أن هذا الموقف لا يمتد إلى اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ولا أمينه العام، ولا يستهدفهما، كما أنه لا يعني الفعاليات المقبلة للاتحاد، إن أجريت في ضيافة هيئات ثقافية شرعية، تختار قياداتها بشكل ديمقراطي حر وفق القوانين والنظم المسيرة لها”.
كما أن المقاطعة لا تستهدف اتحاد كتاب المغرب العريق، الذي أدى دورا مهما في الاتحادات الإقليمية والقارية في الماضي القريب، وتحلى رؤساؤه السابقون بالثقافة والكياسة وحسن المعاملة والتعاون مع زملائهم، والذي يضم أدباء وكتابا ونقادا ومثقفين مهمين، شاركوا على مر التاريخ في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في المغرب وفي الوطن العربي جميعا، من خلال إصداراتهم التي أضافت ولا تزال تضيف عمقا وثراء للمكتبة العربية.
وعبر رؤساء الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات والمجالس العربية المقاطعة عن “أسفهم لاضطرارهم إلى اتخاذ هذا الموقف، حيث صبروا كثيرا على إساءات وتجاوزات الرئيس المنتهية ولايته لاتحاد كتاب المغرب في حق الأمين العام، وبعض رؤساء الاتحادات العربية العريقة”.
وأبرزوا أن “الأمر هذه المرة تعدى السب والقذف العلنيين إلى تهديد الأمين العام في حالة (تجرأ) وحضر مهرجانا أطلق عليه اسمه تكريما له في المغرب”.
وأكدوا أن “العلام يسيئ بتصرفاته غير المقبولة هذه، مع ذلك وقبله، إلى اتحاد كتاب المغرب نفسه الذي يستحق أفضل من هذا بالنظر إلى تاريخه وإسهاماته، وهو الأمر الذي استدعى اتخاذ موقف صارم في مؤتمره الأخير الذي عقد بالقاهرة (23- 26/ 10/ 2018) حيث قرر أن شخص عبدالرحيم العلام لا يمثل اتحاد كتاب المغرب نظرا لتجاوزاته، ولأنه يحتل موقعه دون انتخابات نزيهة وشفافة، وهو شرط مهم في النظام الأساس للاتحاد العام”.
كما أعلن المقاطعون بوضوح أنهم يحملون عبدالرحيم العلام شخصيا المسؤولية الجنائية عن أي ضرر يصيب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حبيب الصايغ، أثناء زيارته لمدينة طنجة للمشاركة في مهرجان طنجة الدولي للشعر، حيث ستحمل هذه الدورة اسمه، ويتم تكريمه على هامش أعمالها، مؤكدين أن الكيانات الثقافية والأدبية تدعو للسلام والوفاق والمحبة والإخاء، وليست منصات للاتهامات والتهديدات ونشر ثقافة الاستعداء والتهجم والسباب غير المقبول.
وحث رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب المثقفين والأدباء والكتاب في المغرب على ضرورة إجراء انتخابات جديدة لهيئتهم التنفيذية، التي كانت مقررة منذ نحو السنوات الـ3، فلا يليق باتحاد كبير بحجم اتحاد كتاب المغرب أن تُغتصب قيادته، وأن يتحول إلى منصة للإساءة إلى الآخرين، في ظل وجود هذه الكوكبة من الأدباء والكتاب والمثقفين الذين يعتز بهم كل أدباء وكتاب الوطن العربي، غير أن الانتخابات الشفافة والتداول الطبيعي للسلطة هو الهدف الرئيس والأسمى للأدباء والكتاب حول العالم.
وفي رده اتهم عبد الرحيم العلام “الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالسعي إلى التفرقة بين الاتحادات العربية للأدباء والكتاب، كما هاجم، بشكل شخصي، رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، متهما إياه بـ”مواصلة تنفيذ مخططه الوضيع بتهريب المؤتمر المقبل للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى أبو ظبي بدل تنظيمه في المغرب”.
وقال العلام إن الرسالة الأخيرة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب “تعكس الوضعَ المزري والمقلق الذي آل إليه هذا الصرح الثقافي العربي، والذي لم يسبق له أن بلغ هذا المستوى من الوضاعة والدناءة بمثل ما وصل إليه في هذه التجربة الأخيرة”.
وأضاف العلام: “لقد كان حريا باتحاد الكتاب العرب، وفق رسالته التاريخية ووظائفه وأدواره التي أسس من أجلها، أن يهتم بالدفاع عن المثقفين وعن الثقافة العربية، وأن يسعى إلى لم شمل الاتحادات العربية بدل السعي إلى التفرقة بينها، لكن هذا هو مآله اليوم، للأسف، وهو بين أياد غير بيضاء ملوثة بشتى أنواع الإساءة إلى الثقافة العربية، ما فتئت تسيء إلى تاريخ الاتحاد العام ومساره وكل من تولى تدبير شؤونه بكل حكمة وتعقل وبصيرة”.
واتهم العلام، حبيب الصايغ، رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالسعي إلى إبعاد اتحاد كتاب المغرب عن الاتحاد العام، “انتقاما من منافستنا السابقة له على الأمانة العامة، وخوفا من منافستنا اللاحقة له في المؤتمر المقبل، رغم أننا تنازلنا له عن الأمانة إشفاقا على عقده ونرجسيته، واحتراما منا لكتاب ومثقفي بلده، وأيضا لكون اتحادنا أكبر من أي منصب يتهافت عليه الجياع”.
وجدد العلام رفضه تكريم حبيب الصايغ في المهرجان الدولي للشعر بطنجة، قائلا “أن أرفض أن يكرم من أساء إلى بلدي وثقافتنا الوطنية ومنظمتنا العتيدة ولي شخصيا، فذاك أمر يخصني أنا شخصيا، ولا علاقة له باتحادنا، مع أنه موقف أعتز به دفاعا عن وطني وعن أفقه الثقافي والرمزي ضد ما قد يستهدفه من الحقودين”.
أما بخصوص تجميد اتحاد كتاب العرب لمنصب النائب الأول، فقد قال العلام إن الأمر “تم بشكل فوضوي وعشوائي وبقرار غير قانوني، ومن لدن من تم الاختلاء بهم في ظلمة فندق بغداد الصامدة ضد طغاة جدد، وقد اختاروا هذا الوقت بالذات، أي بعد أن فقدوا السيطرة التامة على أعصابهم، وقد فوجئوا، مرة أخرى، بأن اتحادنا بخير وبأن أجهزته التنفيذية تواصل عملها بشكل قانوني ومشروع، جهلا منهم بالقوانين المنظمة للاتحاد، من قبيل المقتضى الذي ينص على أن (المكتب التنفيذي هو المسؤول عن الاتحاد بين مؤتمرين”، غير أن قرار اتحاد كتاب العرب، قد أتى متأخرا جدا، إذ سبق لاتحادنا أن صرح، في أكثر من مناسبة، بأن منصب نائب الأمين العام لم يعد يشرفنا ولا يهمنا، بل وقد تنازلنا عنه للأمين العام ولغيره من الكتاب المساكين، ممن يتهافتون عليه بكل بلادة، لكن الوقت، للأسف، لم يعد يمهلهم أن يستمتعوا بهذا المنصب الكبير إلى جانب الشاعر (الصغير)، أما نحن فلا يشرفنا أن نجاور جلوسا أشباه الشعراء، من المتهمين بالفساد في بلدانهم”.
يشار إلى أن عبدالرحيم العلام أرسل رسالة إلكترونية إلى بلال الصغير، مدير مهرجان طنجة الدولي للشعر، هدد فيها بـ”تبعات سيئة” في حال استضافة الصايغ وتكريمه كما هو مبرمج، وقد نشر مدير المهرجان الرسالة على المواقع الثقافية العربية، كما أرسل العلام تهديدا مماثلا للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وتطور الأمر ووصل إلى الجهات الرسمية في البلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات قديمة وعميقة على المستويات جميعًا.
وجذير بأليذكر أن الهيئات العربية التي أعلنت مقاطعة المؤتمر العام لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، المقرر انعقاده في طنجة بالمغرب في دجنبر المقبل، هي (رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، اتحاد الكتاب التونسيين، اتحاد الكتاب الجزائريين، مجالس أندية الأدب في السعودية، الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، اتحاد الكتاب العرب بسوريا، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، رابطة الأدباء في الكويت، اتحاد الكتاب اللبنانيين، رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، نقابة اتحاد كتاب مصر، اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين).