فريد الزاهي
البارحة كان افتتاح معرض أثيرت حوله الضجة… جمع بين الشعيبية وفاطمة حسن الفروج وراضية (أم صديقي الراحل ميلود الأبيض)…
الحسين طلال، كما بلغني من أكثر من مصدر، عارض أن تخلط أعمال أمه المتميزة بأعمال فنانات أخريات…
كانت الضجة كما أوضحت من قبل وراءها نسر الفن الذي يرغب في بسط يده على الشعيبية بعد القاسمي، لأنه خاصو يجبر ما يدير…
عزيزي الحسين، أنا لا أشاطرك الرأي أبدا، وأنت تعرف مدى محبتي لك ومدى عشقي لأمك وأعمالها… للأسباب التالية:
أولا: لأن ليس لك الحق في التدخل في “الاستراتيجية الكيراتورية والبيداغوجية لمؤسسة عمومية كمتحف الفن الحديث والمعاصر مهما كانت وضيعة ومتواضعة. وإذا كنت ترفض تلك الاستراتيجية فاسحب أعمال أمك، أمك التي حجبتك كفنان، كما حجبت فاطمة حسن زوجها… وحده ميلود الأبيض عاش في ذاكرة أمه (ويمكنك أن تفهم ذلك إذا قرأت ما كتبت في كتاب معرض بنك المغرب الأخير) …
ثانيا: أنا لا أدافع عن المتحف ولا عن المعرض. فأنا لم أره لأن السيد الذي يتربع بشكل غير دستوري على مؤسسة لا موقع لها من المؤسسات العمومية (لأن المتاحف في الديمقراطية العتيدة تكون تحت وصاية وزارة الثقافة، وتلك حكاية أخرى قد يسعفني الوقت والحياة لأعود إليها) لم يوجه لي أبدا الدعوة، رغم أنه يوجهها بالهاتف والفايس لفتيات جميلات بعضهن من طلبتي وأصدقائي… (عفوا مرة تلقيت منه مراسلة عن ثمن أولي (Devis) لترجمة، فلما بعثت به دخل في صمت ولم يخبرني حتى أنه يرفضه. في ما بعد قرأت ترجمة رخيصة رديئة طاحت عليه أرخص، وبها من contre sens ما يندى له الجبين. ولأن صاحبنا لا يعرف لا العربية ولا الفرنسية، ولا يتقن إلا التهليل باسم عاهل البلاد وولائه الخالد له، فإنه لم ينتبه أن لافتة عمومية للمتحف تعلن عن معرض الشرقاوي فيها كلمة جذور مكتوبة بدال غير معجمة… وا معتصماه، ارحموا لغتنا فهي أشد تجذرا منكم في هذا البلد!).
أنا فقط أدافع هنا عن استقلالية الاختيار الذي يلزم أن ينتهجه مدير المتحف إزاء الدولة كما إزاء الفنانين والضغوط الخارجية… ومبرر الجمع بين الفنانات الثلاث مهم جدا، ولو كنت أنا لأضفت بنحيلة الركراكية وفاطنة الكبوري، باش تكمل الباهية…
عزيزي الحسين، لا تضع أعمالك بين أيدي صقور المزادات، واحذر ما يروج من أعمال مزيفة، وحافظ على ذاكرة أمك بجميع الطرق ومنها أنها كانت متواضعة ومضيافة. فلو كانت حية ما كانت سترفض هذا المعرض…
تتذكر حين أركبتني في مرسديسك العتيقة ذات اللون القرمزي؟
أخبرك أني اقتنيت واحدة تشبهها، ربما اقتداء بفرادتك من غير وعي مني…
مودتي أيها الرائع، ولا تنصع لمن لا يخدمون مصلحة هذا البلد، بل مصالحهم الشخصية.