بيت الفن
بعد تتويجه بجائزة الإخراج عن فيلمه “كليكيس..دوار البوم” من مهرجان وهران الدولى للفيلم، يواصل المخرج المغربي عزالعرب العلوي المحارزي مشاركته في المحافل والمهرجانات الدولية، حيث اختير الفيلم للمشاركة في المسابقة الدولية لمهرجان الاسكندرية السينمائي بمصر التي تنظم دورتها الرابعة والثلاثون من 3 إلى 9 أكتوبر المقبل.
كما يشارك “كليكيس..دوار البوم”، الذي يعد ثاني فيلم طويل لمخرجه، خلال الفترة من 3 إلى 15 أكتوبر في مهرجان “فاميك”. والدورة 13 للقاءات “سيني ألما” المتوسطية التي تنظم من 12 إلى 21 أكتوبر بمدينة كاروس الفرنسية.
انطلق عز العرب العلوي في سرد حكاية فيلمه مما اختزنته ذاكرته من صور وأحداث وروايات عن معتقل سري كبير يقع على أطراف قرية صغيرة، سكانها بسطاء لا يعلمون تفاصيل ما يدور داخل أسوار السجن الكبير عدا معلومة أن كل المعتقلين أجانب وأعداء الوطن ويجب عزلهم عن المجتمع لقطع أي تواصل.
كاميرا العلوي لم تهمل جمال الطبيعة في المكان المنزوي عن المدينة ولم تهمل تفاصيل يوميات السكان الذين يحيط بقريتهم حاجز مرور محروس في إشارة إلى أن كل القرية كانت سجنا وليس فقط المعتقلين، بل ذهب أبعد من ذلك حيث صور حراس المعتقل، أيضا، في صورة المسجونين. وهي الفكرة التي جعلت من الأحداث تتطور دون تركيز على التصادم بقدر ما ركزت على مصالحة مبررة بين السجين والسجان وهو ما أسقط التهمة بالكامل عن الحراس، الذين أظهرهم في صورة شخصيات سلبية وغير سوية وجاهلة مما سهل التحكم فيهم.
كما أبرز المخرج من خلال شخصية الإمام الضعيفة تواطؤ الدين واستعماله لتنويم السكان وتشجيعهم على تقبل الأمر الواقع، في حين انتصر للمرأة وركز كثيرا على حضورها في أحداث الفيلم من خلال “السعدية” صاحبة الملهى ووالدة “وفاء” المستقيلة من علاقتها الزوجية ووفاء البنت المتعلمة الواعية، التي رفضت الارتباط بالحارس “حمادي” ليس لأنه ابن غير شرعي للسعدية، ولكن لأنها فضلت سعيد ابن الإمام “الفقيه” الذي على عكس شقيقه انغمس في حياة اللهو والخمر.
تتأزم الأحداث بعد وفاة أحد المسجونين خلال دخوله في إضراب عن الطعام، ولأن “حمادي” كان يعلم أن السجين هو ابن الإمام المفقود منذ فترة وهو ما أشار إليه المخرج من خلال مشهد وضع حمادي كمية من التمر كان الإمام قد أعطاه إياها. ظل يعذب نفسه في غرفة منزوية في البيت حتى يخرج مكبوتاته بالصراخ.
توفي السجين وقصد الإمام المعتقل حاملا التابوت، الذي وظف في أكثر من صورة. مشهد قوي جدا صور صدمة الأب في اكتشاف أن من جاء ليحمل جثته هو ابنه المفقود وصدمة أيقظت ضمير صديقه الحارس، الذي لطالما رفض مساعدة الأمهات وأحرق صور أبنائهن المفقودين لأنه لم يتوقع أن يكون بين جدران المعتقل أبناء من الوطن نفسه.