عبدالواحد مجاهد

مجاهد: الهرهورة سيصبح مهرجانا دوليا السنة المقبلة

 ميزانيته الهرهورة 200 مليون سنتيم ولولا أهل الفن وبعض الغيورين لتوقف المهرجان 

في حركة دؤوبة، يستعد شاطئ الهرهورة ابتداء من يوم غد الثلاثاء من 28 غشت إلى فاتح شتنبر 2018، لاحتضان المهرجان السينمائي الثالث “سينما الشاطئ”، بمشاركة عدد كبير من الفنانات والفنانين والمخرجين.

وقوفا على هذه الاستعدادات كان لـ”بيت الفن” لقاء مع مدير المهرجان عبدالواحد مجاهد، تكلم فيه عن جديد المهرجان وأشياء أخرى.

حاوره محمد الصغير

 تأخذون على عاتقكم مهمة اختيار أفلام ترضي جميع الفئات العمرية، ما هي المعايير التي تعتمدونها في ذلك؟

اختيار الأفلام مرتبط بالإنتاج السينمائي في المغرب، حيث يتم إنتاج 25 فيلما في السنة تقريبا، ويكون لدينا فرصة اختيار 10 أفلام فقط، بسبب ارتباط الأفلام الأخرى بمهرجانات خارج أرض الوطن، لديها شروط خاصة كأن لا يعرض الفيلم في مهرجان آخر.

إذن نحن نحرم من 10 أفلام، ويبقى لنا حق الاختيار في أفلام المتبقية. التي نختار منها الأجود والأحسن والأنسب.

ومن شروط الاختيار أن تكون الأفلام من إنتاج سنتي 2017 ــ 2018، وأن تكون أفلام جماهيرية  أي خالية من الكلمات النابية، والعبارات التي تخدش الحياء، حتى تكون الفرجة عائلية بامتياز، لأن عروض الأفلام تكون في الهواء الطلق، وبالتالي فالمهرجان للجميع، للطفل واليافع للشابة والشاب، وللمرأة والرجل، نحن نحاول ما أمكن أن يكون المهرجان والفيلم تحديدا عائليا، يجمع الأب مع أبنائه وزوجته دون أن يشعر أي أحد منهم بنوع من الإحراج وهو يتفرج على الأفلام المعروضة طيلة أيام المهرجان.

كما نحرص على أن تتوفر الأفلام على شروط العمل السينمائي المهني من قصة وكاستينغ وسيناريو يعني مجموعة من الشروط الواجب توفرها في الفيلم، حتى يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.

 عملتم على إخراج السينما للجمهور بدل أن يذهب الجمهور إلى القاعات السينمائية، بمعنى أنكم عملتم على ترسيخ سينما القرب. كيف تفاعل الجمهور مع ذلك؟

هذا سؤال وجيه، أول شيء أن مدينة تمارة لا تتوفر على قاعات للسينما.  وحتى الصخيرات أو عين عتيق، أو مجموعة من المناطق التابعة والمحيطة بالهرهورة لا تتوفر على أية قاعة للسينما، أو مركب ثقافي، لذلك نعرض الأفلام على شاطئ البحر.

ونعمل على توفير شروط العرض السينمائي على شاطئ الهرهورة الجميل، باعتماد شاشة كبرى من 8 أمتار، بالإضافة إلى الكراسي المريحة، والصوت ذو الجودة العالية، الصافي والمسموع بشكل واضح، بالإضافة إلى المنظر الجميل، الذي يغري بالإقبال الكبير من طرف رواد شاطئ الهرهورة، سواء المواطنات والمواطنون القاطنون بتراب الهرهورة، أو القادمون من مدن أخرى، أو من خارج أرض الوطن. وهذا الإقبال الكبير يتفاوت حسب نوع الفيلم المعروض، في السنة الماضية مثلا وصلنا إلى ما بين 1800 و2000 متفرج في كل يوم، ناهيك عن العدد الكبير من الفنانات والفانين والمثقفين والمهتمين بالشأن السينمائي. حوالي 300 فنان(ة) منهم من يقيم رفقة أسرته طيلة أيام المهرجان، ومنهم من يغادر كل ليلة، ثم يعود كل صباح لمواكبة برنامج المهرجان، وأنشطته المتنوعة، وغالبية هؤلاء يقطنون بالرباط والمحمدية والقنيطرة وبنسليمان والدار البيضاء.

كادت الدورة الجديدة أن تلغى لأسباب مادية، كيف استطعتم التغلب على هذا المشكل، مع العلم أن هنا بالهرهورة أو بتراب العمالة العديد من الشركات العالمية الكبرى لدعم هذا المهرجان، والعمل السينمائي والثقافي عموما؟

أولا يجب أن نوضح أن جمعية الفن بلا حدود، هي جمعية مكونة من طاقم فني يضم مخرجين وممثلين، لهم علاقة بالثقافة، هؤلاء لا يمكنهم أن يقوموا بمهام أخرى لها علاقة بالإدارة وبالاتصال والتواصل. مثلا إعداد ملف وعرضه على الجهات المعنية المانحة يتطلب مختص في التواصل وفي التدبير الإداري، بينما نحن “ناس ديال الفن” حيث كان اجتهاد منا كي نحصل على الدعم من بعض الجهات، منها عمالة الصخيرات تمارة، والمركز السينمائي المغربي، وشركاء أخرون قدموا لنا مساعدات مهمة، منهم من تكلف بتوفير الإقامات، والنقل وغير ذلك، وهذا العمل ساعدنا كثيرا كي نسير قدما إلى الأمام بهذا المهرجان، الذي تبلغ ميزانيته أكثر من مليوني درهم يعني 200 مليون سنتيم، وأعتقد أنه ليس بالعمل الهين والسهل الحصول على هذا المبلغ في وقت قياسي.

كان دوري كرئيس أن أشتغل ليل نهار حتى نتمكن جميعا من أن يصل هذا المهرجان إلى الدورة الثالثة وأن يستمر بالشكل اللائق، وفي السنة المقبلة سيصبح مهرجانا دوليا لسينما الشاطئ بالهرهورة . Ceni plage mondiale

ماذا أضاف مهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة إلى المهرجانات، التي يصل عددها حوالي 78 مهرجان، ما هي بصمتكم الفنية في المهرجانات السينمائية؟

أولا الفضاء الذي يحتضن المهرجان هنا بالهرهورة هو ما يميزنا عن باقي المهرجانات، باستثناء مهرجان السعيدية، اللهم بعض المهرجانات الموسيقية في الهواء الطلق، هذا هو التميز الأول.

ثانيا أن الهرهورة هي منطقة قريبة من أهم المدن، الدارالبيضاء والمحمدية والرباط والقنيطرة، كل سكان هذه المدن يتوافدون بانتظام على المهرجان، وهم لا يحتاجون إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى المئات من الكيلومترات للوصول إلى المهرجان، مثلما يحدث مع مهرجانات أخرى مثل الداخلة أو زكورة. إذن عامل القرب مهم جدا بالإضافة إلى عوامل أخرى مهمة تجعل المهرجان ناجحا، ويستقطب أكبر عدد من المتفرجين المصطافين ورواد الشاطئ، وكذلك المهتمين بالسينما والثقافة والفن.

حصلتم على الدعم والاعتراف من المركز السينمائي المغربي، ماذا بقي أمامكم بعد كل هذا الاعتراف والدعم؟

دعم المركز السينمائي المغربي مهم جدا، وبالمناسبة أشكر اللجنة المكونة من مجموعة من الأطر المنتمين إلى عدة قطاعات مختلفة، بحيث حصلنا على الثقة وعلى مضاعفة المبلغ مقارنة بالسنة الفارطة، إذن أكيد أن هذا المهرجان يسير في الاتجاه الصحيح، غير أن هذا الدعم الذي منحه لنا المركز السينمائي المغربي يبقى غير كافي، ونظل نعاني من الخصاص على عدة واجهات، بالإضافة الى ذلك فهو لا يغطي إلا نسبة 30 % من مصاريف المهرجان، ولهذا نحن مطالبون بالبحث على داعمين وشركاء آخرين، ومساهمين في المهرجان حتى يصبح مهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة في الشكل والحلة الجميلة التي نريد أن نراه عليها، ولولا أهل الفن وبعض الغيورين من مخرجين وممثلين ماكان هذا المهرجان أن يستمر، فشكرا لهؤلاء الذين وضعوا اليد في اليد كي يصل هذا المهرجان إلى شاطئ النجاة، وإلى بر الأمان، لأنه مهرجان يجمع جميع الأطياف الثقافية والأجناس الفنية وهذه خطوة دفعتنا جميعا إلى الأمام.

هل أنتم راضون بما فيه الكفاية عن كل ما تحقق في هذا المهرجان منذ الدورة الأولى إلى اليوم؟

أظن أننا نستفيد دائما من أخطائنا، كانت أخطاء في الدورات السابقة، ويجب علينا تجاوزها في الدورات اللاحقة، نقول، نحن راضون وليس بنسبة 100% يعني أن الإنسان الذي يقول إنه راض تمام الرضى فهو إنسان مغرور، أقول دائما نحن قمنا بعمل جيد ولكن قدر المستطاع، إذ لا يمكن أبدا أن نصل إلى الرضى النهائي، أو الأسمى، وإنما تبقى بعض الأخطاء ولو كانت بسيطة، وبعض الاختلالات هنا وهناك، فالعراقيل والصعوبات دائما  تدفعنا إلى التحدي من أجل الوصول إلى الأفضل. فنحن في مهرجان الشاطئ بالهرهورة نبذل جهودنا من أجل الحصول على نسبة 50% وما فوق وهذا في رأينا نجاح كبير.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بهاء الطرابلسي

الأفلام ومشاريع الأفلام المستفيدة من دعم الإنتاج السينمائي سنة 2023

أحمد سيجلماسي:       أفرزت اجتماعات الدورات الثلاث للجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية برسم سنة …