أفلام “اليوتوب” في المنافسة وشكران تحرج المنظمين
وهران: آسيا شلابي*
أسدلت الطبعة الـ11 من المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران ستارها سهرة الثلاثاء ، بعد أسبوع من المنافسة بين عشرة أفلام عربية “مصر ولبنان وتونس والمغرب وفلسطين وسوريا والإمارات والعراق”، إضافة إلى فيلمين جزائريين “لم نكن أبطالا” إخراج نصر الدين قنيفي، وأدى دور شخصية عبد الحميد بن زين الممثل أحمد رزاق وفي ختام المنافسة كان فيلم “إلى آخر الزمان” سيناريو وإخراج ياسمين شويخ.
فيلم “لم نكن أبطالا”سيناريو نصر الدين قنيفي، عن كتاب المعتقل عبد الحميد بن زين الذي صور بشاعة ما تعرض له المسجونون في معتقل محروس من طرف ضباط نازيين سابقين، تعذيب نفسي وجسدي يومي وحشي تعرض له مجموعة من الشباب بتهمة رفع السلاح وظلوا رغم ذلك أوفياء للثورة التحريرية.
دافع قنيفي عن خيار الكاستينغ وأكد أن مشاركة يوسف سحايري واحمد رزاق اللذين تعودنا على مشاهدتهما في أفلام راشدي لم تكن مقصودة وأنهما خضعا للكاستينغ مثل أسماء كثيرة ووقع عليهما الاختيار لأنهما أثبتا أحقيتهما بالدورين. أهم ما أضاف الفيلم هو حقيقة أن الضباط النازيين شاركوا فيما يعرف باللفيف الأجنبي في عمليات تعذيب الجزائريين في المعتقلات بطرق وحشية وغير إنسانية، وبالمقابل، أبرز تعاون وتعاطف ضباط فرنسيين لم تقضي الحرب على إنسانيتهم.
ما أثار الانتباه هو دخول أفلام موجودة على اليوتوب المنافسة وهو ما يتعارض مع قانون المهرجان مثل الفيلم اللبناني “نور” والفيلم المصري “فوتوكوبي” وهما فيلمان أنتجا سنة 2017 ومتوفران على اليوتوب.
ومقارنة بأفلام العرض الأول التي قدمت في الطبعة العاشرة كانت الأفلام المختارة دون المستوى المطلوب، والسبب حسب مصادر من داخل لجنة مشاهدة الأفلام أن المحافظة تكتفي بما يرسل على موقع المهرجان من أفلام ولا تبذل الإدارة الفنية جهودا لاستقدام أفلام جديدة لم تعرض بعد أو أفلام شاركت في مهرجانات من خلال العلاقات بالمخرجين وشركات الإنتاج.
وبدا التباين واضحا بين مستوى الأفلام التي اختيرت في منافسة الأفلام الطويلة وكانت لجنيتان أشرفتا على عملية الانتقاء والتقييم وإلا ما تفسير اختيار فيلم مثل “دوار البوم” و”الرحلة” ثم الموافقة على دخول “نور” و”فوتوكوبي” والفيلم الإماراتي “عاشق عموري” غمار نفس المنافسة.
الطبعة الـ11 أثارت الكثير من الجدل منذ انطلاقها الأربعاء المنصرم بسبب هفوات تنظيمية لا تليق بمهرجان دولي تجاوز عقده الأول، وما جعل الأمور تتعقد هو عدم تقبل بعض الضيوف لهذه السقطات فخرجوا عن صمتهم علنا وعبروا عن تذمرهم مثل الفنانة السورية شكران مرتجى التي تضايقت بسبب سقوط ورقة “بانوراما الفيلم القصير” من كاتالوج المهرجان التي تؤكد أنها جاءت إلى الجزائر باعتبارها عضو لجنة تحكيم وليست ضيف شرف.
شكران مرتجى لم تكتف بالتذمر في الجلسات المغلقة وإنما علا صوتها في قاعة المغرب خلال حفل الافتتاح عندما زاد الفنان حسان كشاش الطين بلة ونطق اسمها خاطئا. فاغتنمت الفرصة لتنتقم على الخشبة بتعليقها “اسمي كمان مرة سقط سهوا؟” الأمر الذي وضع المحافظ ابراهيم صديقي في حرج واضطره إلى طلب إرفاق الورقة بالكاتالوج وهذا الخطأ الذي تتحمل مسؤوليته الإدارة الفنية التي كانت تسارع الزمن ولم تضبط دفتر البرنامج إلا في الساعات القليلة التي سبقت تاريخ الافتتاح.
وسجل الممثل الفلسطيني محمد بكري موقفا بالصوت والصورة عندما انتقد تقصير المهرجان في الجانب التنظيمي وعاد ليعتذر من المهرجان ومن الجزائريين بعد تحريف تصريحاته وعدم التفريق بين انتقاده للمنظمين والجزائريين.
وإثر تغيير البرنامج بشكل مستمر وعدم إلمام ضيوف المهرجان من فنانين وإعلاميين بتفاصيله الجديدة على صورة الحدث السينمائي.
حيث عبر عدد من الفنانين العرب والجزائريين عن استيائهم من تصرفات بعض أعضاء المحافظة واستقالتهم التامة من مسؤولياتهم بمجرد افتتاح التظاهرة.
ويبقى رأس مال المهرجان هو الجمهور الوهراني المثقف الذي يتوافد يوميا لمشاهدة الأفلام ويتابع تفاصيل البرنامج الفني من بداية الحدث إلى غاية اختتامه وذلك عكس بعض ضيوف الـ11 من فنانين وإعلاميين لم نشاهد أغلبهم إلا يوم السجاد الأحمر ولم نقرأ إلا عن أفلام بلدانهم وعندما يتعلق الأمر بأفلام جزائرية لا يحضرون النقاش ولا يشاهدون الأفلام وفي مقدمتهم الفنانة المصرية عفاف شعيب التي لم تتعبها عمليات “الشوبينغ” في شوارع وهران ولكن ترهقها الحوارات واللقاءات الصحفية حيث ظلت تتهرب منذ وصولها من الأسرة الإعلامية عكس المخرج خالد يوسف الذي حرص على إجراء الكثير من المقابلات الصحفية احتراما لنفسه وللمحافظة وللصحفيين.
* صحافية، ورئيسة القسم الثقافي والفني بجريدة الشروق