موسم طانطان

 افتتاح موسم طانطان بكرنفال صيني مغربي

النسخة 14 انطلقت برقصات تراثية من مختلف مناطق المغرب

بيت الفن

تحت شعار “موسم طانطان: عامل إشعاع الثقافة الحسانية” انطلقت مساء أمس الأربعاء بساحة السلم والتسامح بطانطان، فعاليات النسخة الـ14 لموسم طانطان، الذي تنظمه مؤسسة الموكار وشركاؤها، بمشاركة الصين ضيفة شرف الدورة وعدة دول أجنبية من أبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وانطلقت نسخة 2018 من موسم طانطان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بافتتاح رئيس مؤسسة “ألموكار” محمد فاضل بنيعيش وعامل إقليم طانطان الحسن عبد الخالقي للخيام الموضعاتية المغربية والإماراتية وخيمة ضيفة الشرف الصين الشعبية و”قرية الصناعة التقليدية” التي تمثل الجهات الصحراوية الثلاث للمملكة.

وتميز حفل افتتاح الموسم، المصنف سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن “روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية والمسجل سنة 2008 بالقائمة الممثلة للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، بعروض من الفروسية التقليدية (التبوريدة)، وكرنفال ضخم انطلق من شارع الحسن الثاني وامتزج فيه التراث المغربي والصيني.

وشهد الكارنافال تقديم عروض موسيقية ورقصات تراثية من مختلف مناطق المغرب من بينها (الكدرة) و(أحواش) و(الدقة) غيرها من الرقصات المغربية، ولوحات فنية ورياضية قدمها تلامذة الإقليم وعروض تتعلق بالتراث الحساني كخيمة تحضير الشاي الصحراوي والألعاب الشعبية الصحراوية من مثل “كبيبة” و”جر الحبل” و”السيك” و”خميسة” و”نيروبة” لما تمثله الألعاب الشعبية من دور مهم في الحياة الصحراوية، فضلا عن حضور وازن لكل ما يتعلق بالمرأة لا سيما (الهودج) الذي تحمل عليه العروس.

وتميز الكرنفال، أيضا، بفقرة للرقص الصيني قدمت من قبل فتيات صينيات، واستعراض موكب الإبل، التي ستشارك في سباقات خلال الدورة التي تستمر الى غاية تاسع يوليوز الجاري.

وتم بالمناسبة، أيضا، افتتاح المعرض التشكيلي السنوي الثاني تحت شعار “الذاكرة الجمالية لرحل الصحراء” الذي تنظمه جمعية أصدقاء متحف الطنطاني إطار النسخة الـ 14 للموسم.

ويشارك في المعرض عدد من الفنانين من المناطق الجنوبية، الى جانب ضيوف الشرف الذين اختارهم المنظمون وهم الفنانين التشكيليين عبد الكريم الأزهر من مدينة أزمور ومحمد السالمي من مدينة الراشدية.

وستشهد الدورة 14 للموسم تنظيم ندوة يشارك فيها فاعلون اقتصاديون مغاربة وأجانب بهدف إنعاش مناخ الأعمال وفرص الاستثمار، والوقوف على الإمكانيات الواعدة في هذا المجال على المستويين العام والخاص وطنيا وبالجنوب المغربي.

كما ستشهد تنظيم عدد من الأنشطة لفائدة الأطفال ذات بعد تربوي، وتنظيم مباريات في الشعر والألعاب التقليدية، والقصص المصورة، وأمسيات فنية وموسيقية بمشاركة فنانين وشعراء مغاربة وأجانب.

يحتفي المهرجان بالثقافة البدوية وتراثها اللامادي والشفهي، ويتضمن برنامج هذه الدورة العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة، منها التراثية والرياضية والفنية والسوسيو-اقتصادية، وخيام تراثية، وعروض فلكلورية كسباقات الهجن والفروسية، وندوات فكرية، بالإضافة إلى سهرات فنية وموسيقية، وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق محلية وطنية ودولية، ومعرض لصور تؤرخ لموسم طانطان، فضلا عن جلسات شعرية.

ويعد “مهرجان طانطان” من بين التظاهرات الثقافية الأكثر أهمية بالمغرب، إذ يعتبر شاهدا حيا على صون وتعزيز التراث اللامادي، ومخلدا لتقليد عريق، ومعززا للارتباط العميق للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، بأصولها وعاداتها وشهادة حية على الثقافات الشفوية والفنية الصحراوية.

وتأتي دورة هذا العام كواحدة من أهم التظاهرات الثقافية في شمال إفريقيا، كونها تحتفي بالتراث المشترك بين المغرب وموريتانيا، إذ تتمحور فعاليات الدورة الـ14 حول الثقافة الحسانية أو ما يعرف بـ”ثقافة البيضان” وهي نظام متكامل من تفاعلات تراثية وأنثروبولوجية، وعلاقات اجتماعية وتشكيلات فنية، وطقوس وعادات راسخة، في جنوب المغرب وموريتانيا.

وتتميز هذه الثقافة بقلة الكتابة ووسائلها في مجتمع الصحراء، فتصبح التعابير الشفهية فيها وسيلة التواصل الناقلة للتجارب، والحافظة للذاكرة الجماعية التي تترسخ وتتجذر من خلال جلسات السمر التي تميز ليل الصحراء.

يذكر أن مدينة طانطان شكلت عبر تاريخها نقطة التقاء عشرات القبائل خلال موسم سنوي، ينظم على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها. وقد تم إحياء هذا الموسم بهدف الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي للمنطقة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان الشعر المغربي بمراكش

مهرجان مراكش للشعر المغربي يحتفي بالتنوع الثقافي والتعدد اللساني الوطني

الدورة الـ5 تحتفي 3 أصوات شعرية تمثل التنوع الثقافي والتعدد اللساني المغربي، وتتوج الفائزين في …