المهرجان يسلط الضوء على السينما العربية بعد 12 عاما من الغياب
بيت الفن
بعد غياب ناهز 12 سنة، انطلقت أول أمس الخميس بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات مهرجان السينما العربية بمشاركة 3 أفلام مغربية طويلة ويتعلق الامر بـ”نور في الظلام” لخولة أسباب بنعمر، و”صوفيا” لمريم بن مبارك، و”الحاجات” لمحمد أشاور.
3 أفلام مغربي
يشارك في المهرجان فيلم “نور في الظلام” لخولة أسباب بنعمر، في أول عرض له بفرنسا، بعد عرضه في عدة مهرجانات أوروبية وعربية، حيث توج بالعديد من الجوائز من أبرزها جائزة العمل الأول من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
يعد الفيلم، أول تجربة سينمائية طويلة لخولة أسباب بنعمر، من بطولة أميمة الشباك، حسين أغبالو، لطيفة أحرار، صلاح بن صالح، الإعلامي امحمد البحيري، غيثة بنحيون، جلال كاريوا، حميد المرجاني ورشيد الصباحي.
أما فيلم “الحاجات”، الذي يعرض لأول مرة في فرنسا وأوروبا، بعد عرضه بالقاعات السينمائية المغربية، حيث حقق نجاحا جماهيريا مهما، فيعد ثاني تجربة سينمائية لمخرجه محمد أشاور، وهو من بطولة ليلى حديوي، وسعاد حسن، وفاطمة هراندي الشهيرة بـ”راوية”، وفاطمة بوشان، ومحمد الشوبي، وإسماعيل أبو القناطر، ومحمد بوصفيحة الإعلامي الشهير بـ”مومو”.
ويعرض فيلم “صوفيا” لمريم بن مبارك خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث توج بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة نظرة ما للدورة الـ71.
“صوفيا” هو الفيلم الروائي الأول هو الأول للمخرجة مريم بنمبارك، بعد عدة أفلام قصيرة، أشهرها “نور” و”جناح”، الذي حصلت منن خلاله على عدة جوائز ورشحها لأوسكار أفضل شريط قصير سنة 2015. وهو أيضا فيلم التخرج بعد دراستها السينما في المعهد الوطني لفنون الفرجة لبروكسيل.
شخص أدوار الفيلم سارة الدحماني العلوي التي برزت في “الزين لي فيك” لنبيل عيوش، لبنى أزبال بطلة “لحظة ظلام” لعيوش أيضا، و”كو دباي موروكو”، وسارة بيرليس التي تعرف عليها الجمهور من خلال “بورن آوت” للخماري، و”الفراشة” لحميد باسكيط، الذي نالت من خلاله جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الفيلم المغاربي بوجدة، كما يشارك في “صوفيا” أيضا، حمزة كفيف، والمخرج والممثل فوزي بنسعيدي وسعيد باي.
فوزي بنسعيدي يترأس لجنة التحكيم
بالإضافة إلى مشاركته في عروض الأفلام، يحضر المغرب، أيضا، في لجنة تحكيم الأفلام الروائية السينمائي من خلال رئيسها فوزي بنسعيدي، بينما ترأس المهرجان شرفيا في دورته الجديدة الممثلة الفلسطينية المقيمة في فرنسا هيام عباس.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية إلى جانب رئيسها السينمائي المغربي فوزي بنسعيدي، المنتج الفرنسي جاك بيدو، والمنتج المصري محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والموسيقي التونسي أمين بوحافة، والممثلة والفنانة التشكيلية السعودية فاطمة البنوي، والممثل الجزائري سليم كشيوش، والمونتيرة البلجيكية فيرونيك لانج.
وتتضمن جوائز بينالي السينما العربية، الجائزة الكبرى لمعهد العالم العربي للفيلم الروائي الطويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي الطويل، وجائزة “تي في 5 موند” لأول فيلم روائي طويل، وجائزة معهد العالم العربي للفيلم الروائي القصير، وجميعها تمنح للمخرج، إضافة إلى جائزة معهد العالم العربي لأفضل ممثلة في فيلم روائي طويل، وجائزة معهد العالم العربي لأفضل ممثل في فيلم روائي طويل.
ويمنح المهرجان مساعدة معهد العالم العربي للتوزيع، التي تذهب إلى موزع الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لمعهد العالم العربي، وذلك بمناسبة عرض الفيلم بشكل فعلي في القاعات.
عرض 80 فيلما لمخرجين شباب وتكريمات خاصة للرواد
تحمل الدورة التاسعة التي تتواصل حتى الثامن من يوليوز المقبل، برمجة خاصة تفتح أبوابا واسعة لإبداعات وتجارب السينمائيين العرب على اختلاف مدارسهم وانتماءاتهم.
ويتضمن برنامج المهرجان في دورته الجديدة عرض أكثر من 80 من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة منها، وجميعها من إنتاج عامي 2017 و2018، سيتم عرضها للجمهور في معظم دور السينما في العاصمة الفرنسية وضواحيها والمناطق التابعة لها، إضافة إلى قاعات معهد العالم العربي في باريس.
ويتضمن المهرجان في قسمه الأول المنافسة الرسمية للأفلام القصيرة والطويلة، الروائية والتسجيلية المنتجة خلال عامين، وفي القسم الثاني يكرم المنظمون اثنين من صناع السينما العربية ممن شاركوا في تأسيسه ونجاحه، الراحلين في عام 2017، وهما المخرج السينمائي اللبناني جان شمعون رائد السينما الوثائقية، والمخرج الجزائري محمود زموري، الذي قدم أعمالا مبدعة عالجت مشاكل الهوية والاندماج في فرنسا، أما القسم الثالث من المهرجان فيسلط الضوء على السينما السعودية.
ندوات في فن الكتابة السينمائية
سيتم، على هامش فعاليات المهرجان، تنظيم اجتماعات وندوات تخصصية في فن الكتابة السينمائية في أوروبا والعالم العربي بحضور محترفين وموهوبين عرب وأوروبيين، إضافة إلى ندوة عامة حول السينما العربية للجمهور من كافة الفئات العمرية من 7 إلى 77 عاما.
ويخصص المهرجان جلسة نقاشية حول صناعة السينما الفلسطينية بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة، بالتعاون مع مهرجان حيفا وفيلم لاب فلسطين، حيث ستركز هذه الندوة على ظروف إنتاج وتصوير الأفلام في فلسطين وتتناول تقديما للسينما الفلسطينية وتطورها من 1948 إلى يومنا هذا، والبحث عن التمويل والمشاكل التي يواجهها صناع الأفلام الفلسطينية، والوضع السياسي في فلسطين وانعكاساته على الفن والثقافة.
كما ينظم المهرجان ورشتي عمل، تتمحور الأولى حول كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة بالتعاون مع مختبر وبرنامج “سينفيليا شورت لاب” في باريس لمساعدة صانعي الأفلام وتطوير قدراتهم، موجهة إلى أصحاب مشاريع السينما القادمين من ضفتي المتوسط، وسيتم في نهاية الورشة منح جائزة لصاحب أفضل سيناريو.
أما ورشة العمل الثانية فسوف يتم تنظيمها تحت عنوان “مواهب في الأفلام القصيرة من الكتابة إلى الشاشة”، وذلك بالتعاون مع إدارة الأفلام القصيرة في المركز الوطني للسينما بفرنسا، وهي مخصصة للسينمائيين الهواة الذين تعلموا بشكل ذاتي، ويرغبون في الاطلاع على المراحل المختلفة لإنتاج فيلم واكتساب المزيد من المهارات.
احتفاء فرنسي بالسينما العربية
وفي حديثه عن المهرجان، يقول جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس، إن “المعهد يعتبر جهة متميزة للترويج للسينما العربية وعرضها ونشرها في فرنسا وأوروبا، إذ يضع المعهد الفن السابع في قلب برمجته، من خلال استعادة العلاقة مع بينالي السينما العربية بدورة جديدة ووعود جديدة، ومخرجين معظمهم شباب ومنهم من لم يبلغ بعد الـ25، من مصر، والجزائر، وسوريا، ولبنان، والعراق، وفلسطين، وتونس، والإمارات، والسعودية، والمغرب، والأردن، والسودان، من الذين اختاروا الوقوف خلف الكاميرا كي يتحدثوا عن عالمهم العربي، هذا العالم المحموم الذي يعمل المعهد عاما بعد عام، على تقديم مواهبه الجديدة”.
ويختم لانغ حديثه بقوله “من خلال هذا المهرجان في العاصمة الفرنسية، تعود الأضواء لتسلط على السينما العربية من جديد بعد 12 عاما من التوقف والاختفاء من خارطة المهرجانات السينمائية، لتعود أجواء الفرح والاحتفاء بالسينمائيين العرب”.