بيت الفن
فاز فيلم “يوم الدين” للمخرج المصري أبوبكر شوقي بجائزة فرانسوا شاليه بمهرجان كان السينمائى، الذي تختتم فعالياته مساء اليوم السبت.
وكان فيلم “يوم الدين” المشارك فى المسابقة الرسمية للدورة 71 لمهرجان كان السينمائي 2018 ، أول فيلم مصرى يشارك في هذه المسابقة منذ 6 سنوات.
يحكي “يوم الدين” قصة رجل نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، لكنه يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة حماره وطفل مرافق له خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته.
ويعتمد فيلم “يوم الدين” على سيناريو كتبه أبوبكر شوقي من داخل تجربته الشخصية التي تتمثل في الاقتراب من عالم المصابين بمرض الجذام، الذي يترك آثارا لا تزول من التشوهات العضلية والجلدية.
وسبق أن أخرج شوقي فيلما وثائقيا قصيرا عن الموضوع نفسه، والتقى أثناء بحثه بالرجل الذي سيجعله بطل فيلمه هذا، وهو راضي جمال الذي يقوم بدور “بشاي”، وهو رجل في الأربعين من عمره، أمي لا يعرف القراءة والكتابة، تركه أبوه وهو طفل صغير أمام باب مصحة لمرضى الجذام توجد في مكان ما في الصحراء قرب القاهرة، فألحق بها.
ويقول المخرج إن في قصة الفيلم وملامح الشخصية الكثير مما وقع لبطله في الواقع، وبدا أيضا أن الممثل الصغير غير المحترف أحمد عبدالحفيظ في دور أوباما يتمتع هو الآخر بحضور كبير، كما يتميز أداء الاثنين معا بالانسجام والتجانس المدهش.
“يوم الدين” أوديسة مصرية مؤثرة في فيلم لا يشبه غيره من الأفلام، يخوض بطلا هذه الأوديسة رحلة طويلة مليئة بالأمل، يشوبها حزن دفين ينعكس طول الوقت على وجه بشاي الذي كان يتعين عليه أن يدفع الثمن مرتين، الأولى عندما تخلى عنه أبوه وتركه مقطوع الصلة بالأسرة وظل كذلك لثلاثين عاما أو أكثر، يجتر شعوره بالمرارة، ومرة ثانية عندما وجد نفسه منبوذا من الآخرين الذين ينفرون من منظر وجهه المشوه.
وعودة البطلين إلى موطنهما الأصلي لن تسفر غالبا سوى عن المزيد من الإحساس بالغربة، لذلك تصبح الصحبة التي يوفرها عالم المنبوذين أفضل من التيه في الوطن الافتراضي.