بيت الفن
في هوليوود، يحدق مائة خبير في شاشات كبيرة، يركزون على أبسط التفاصيل، لمحاولة التعرف على أفلام صامتة بالأبيض والأسود طواها النسيان منذ وقت طويل.
وهؤلاء الشغوفون بالسينما يراقبون بعناية بالغة مقتطفات من آلاف الأفلام الطويلة القديمة المحفوظة في مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة، لكن أحدا لا يعرف شيئا عنها ولا عن مضمونها ولا مخرجها ولا من شارك بأدائها.
وفي مسعى لكشف ما أمكن عن هذه الأفلام المجهولة الاسم والمصدر، تنظم المكتبة ورشات سنوية يجتمع فيها خبراء وشغوفون بالسينما.
ويقول غريغ لوكو مدير قسم المحفوظات المرئية والمسموعة، إن “مكتبة الكونغرس مهتمة جدا بمعرفة هذه الأفلام وحفظها ونشر تراثنا السينمائي الصامت، الذي ما زال قسم كبير منه مجهولا”.
خلال الورشات، يستخدم المشاركون أجهزة لوحية وهواتف ذكية للبحث عبر الإنترنت، إضافة إلى معلوماتهم وقوة ملاحظتهم الثاقبة.
وحين يعثر أحدهم على أي تفصيل أو يعرف اسم أحد من الممثلين يخبر الباقين بكل حماسة.
يعتمد هؤلاء الخبراء والهواة على ما اكتسبوه من معلومات طول حياتهم، مما لا يمكن العثور عليه في قاعدة معلومات محددة.
وتقول راشيل ديل غوديو المسؤولة التقنية في المكتبة “نحن فخورون جدا، بعض هذه الأفلام متوفر في نسخ أخرى كاملة، لكن بعض النسخ هنا هي الوحيدة”.
وأصدرت المكتبة دراسة جاء فيها أن ثلاثة أرباع الأفلام الصامتة، التي أنتجتها كبرى الشركات بين العامين 1912 و1929، والبالغ عددها 11 ألفا، قد فقدت.
ومن الكنوز السينمائية، التي عثر عليها بفضل هذه الورشات فيلم رسوم متحركة من إنتاج “والت ديزني” في عام 1928، وفيلم لجون فورد عام 1927.
وعثر أيضا على فيلم عن قصة طفل ضيعه والده، وتبين أن هذا الفيلم هو “تودلز، توم أند ترابلز” الذي أنتج في عام 1915.
وقد تمكن الخبراء من التعرف على تاريخ صدوره والأماكن التي صورت فيها مشاهده، بفضل عوامل عدة أبرزها ملابس الممثلين، والمواد المعروضة في واجهات المتاجر، والمصابيح المستخدمة في إنارة الشوارع.