بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
قدم الباحث في مجال المخطوطات محمد زين العابدين الحسيني، أخيرا، بفاس كتابه الجديد “جامعة القرويين تمنح أول إجازة في الطب”، كوثيقة علمية فريدة تبرز قيمة المنظومة التدريسية لهذا الصرح في القرن الـ13 الميلادي.
وتم تقديم الإصدار الجديد في حفل نظمته لجنة التراث تحت إشراف كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، كامتداد لسلسلة التظاهرات والملتقيات العلمية والثقافية التي تبرمجها اللجنة المذكورة بالعاصمة العلمية منذ 5 سنوات.
وكتاب “جامعة القرويين تمنح أول إجازة في الطب” الذي يقع في نحو 400 صفحة من القطع المتوسط، يهدف، وفق صاحبه الباحث الحسيني، إلى إبراز بعض المظاهر العلمية في الحضارة العربية- المغربية- الإسلامية، والتعريف بالعديد من المخطوطات في المجال العلمي، وتوضيح أهمية الطب ضمن المنظومة العلمية لهذه الجامعة.
واعتبر في تقديمه لمضامين الكتاب خلال هذا الحفل، أن هذا الإصدار يطرح جملة من القضايا، أبرزها التطور الواضح في المجال المعماري بالنسبة لبناء جامع القرويين، والقرويين كجامعة وأسبقيتها في مجال التدريس، ومخطوطاتها التي خلقت ثورة بعد كانت أن المخطوطات بالمشرق تمثل مرجعا آنذاك.
وقال الأكاديمي الحسيني إن الكتاب، الذي طبع بدار نشر في لبنان، “ينبغي أن نعتز به كمغاربة لأن به مضامين تعطي وزنا لعملنا العلمي”، مضيفا أنه سيتم تسويقه لاحقا في تظاهرات ثقافية بالمشرق العربي، حيث “سيكون بمثابة دبلوماسية مغربية للتعريف بالأهمية التي يحظى بها العلم بالمملكة”.
وهذا الإصدار مقسم لسنة فصول، تتمثل في مسجد القرويين كمكونات، ومكانته الدينية، والتدريس في جامعة القرويين، والإجازات بها، وأول إجازة تمنحها الجامعة، والإشعاع الحضاري للقرويين باعتباره غير العقليات المعاصرة.
ويفيد الكتاب بأن هذه الإجازة في الطب منحتها الجامعة لعبد الله بن صالح الكتامي سنة 603ه (1207م)، على هد الخليفة الموحدي أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المومن الملقب بالناصر.
وسلمت الإجازة بحضور الموثق القاضي عبد الله طاهر إلى جانب الأطباء ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي المعروف بابن البيطار، وأبو العباس أحمد بن مفرج المعروف بالنبطي، أبو عمر أحمد بن محمد بن الحجاج المعروف بالإشبيلي.
والباحث محمد زين العابدين الحسيني محاضر زائر بجامعات مغربية أجنبية وأستاذ التاريخ العسكري بعدد من الأكاديميات ومؤسسات التعليم العالي بالمغرب، وهو مهتم بمجالات حضارية مرتبطة بالمخطوطات كالطب والفلك.
