خناثة بنونة

مختبر “الفيزيوباتولوجيا” بكلية عين الشق يستضيف خناتة بنونة

وليد السجعي

ينظم مختبر “الفيزيوباتولوجيا” بكلية العلوم عين الشق بالدارالبيضاء يوم الخميس 19 أكتوبر 2017 على الساعة العاشرة والنصف صباحا بالمركب الثقافي بكلية العلوم عين الشق لقاء مع الكاتبة خناتة بنونة، حول موضوع “دور الأدب في خدمة البحث العلمي”.

ويندرج اللقاء في إطار استراتيجية هذه المؤسسة التربوية الأكاديمية للانفتاح على المجال الثقافي والأدبي، وضمن سياسة دعم البحث العلمي.

ويشكل اللقاء مع الكاتبة المرموقة خناثة بنونة مناسبة لنقاش وظيفة ودور الأدب في التشجيع على المعرفة والعلوم، وسيستعيد الحضور مع الكاتبة مسارها الطويل في عالم الكتابة والمجال الثقافي، ما جعلها تشكل نموذجا مشرفا في مشهدنا الثقافي المغربي.

وتعد الأديبة والروائية خناتة بنونة أول من كتب الرواية والقصة من النساء في المغرب، إذ شكل مسارها الأدبي ملحمة إبداعية متألقة منذ مطلع الستينيات من القرن المنصرم، وناصرت القضايا الإسلامية والإنسانية، وقال عنها السياسي المغربي علال الفاسي “هذه بنتي وبنت المغرب”.

ولدت خناثة بنونة يوم 24 شتنبر 1940 في مدينة فاس، لأسرة محافظة مناضلة، وحال تدخل الراحل الشيخ علال الفاسي لدى والدها وعمها دون زواجها في سن صغيرة، وأكملت دراستها في فاس.

اشتغلت بالتدريس، وعينت عام 1968 مديرة للتعليم الثانوي بالدار البيضاء.

وصفت نفسها بالقول “أنا نخلة مغربية طالعة من تراب هذه الأرض، سامقة لا أستظل لا بظل أوروبا ولا أمريكا، مع أنني أعترف بأنني تلميذة للفكر والإبداع الإنساني أينما كان”، مضيفة “قضيتي ليست قضية التحدي وإثبات الذات، أنا امرأة عادية، صادقة في اختياراتي، متبنية قضايا وطني وهذه الأمة”.

ربطتها بالقضية الفلسطينية زيارتها للقدس مع أبيها أثناء طريقهما لأداء الحج وهي ابنة عشر سنوات. وفي تلك الرحلة وجدت كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” وأثر فيها وشكل لديها وعيا نضاليا قوميا، وأعطاها دفعة قوية للمنافحة عن الهوية والدين والتاريخ والحضارة والماضي والحاضر والمستقبل.

تبرعت خناتة بالقيمة المالية المهمة لجائزة القدس، التي حصلت عليها عام 2013 في سلطنة عُمان لـ”بيت مال القدس”، قائلة “مال القدس يرجع إلى القدس”.

وتبرعت قبل ذلك بجائزة الكتاب المغربي عن راويتها “النار والاختيار” ومبيعاتها لدعم منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تأخذ منها درهما واحدا، لكنها عاتبت المنظمة فيما بعد وأعلنت رفضها لدخولها في مسار مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، ووصفتها بالكاذبة.

لم تتوان خناثة بنونة -بفكرها الوطني والقومي والإسلامي-عن دعم قضايا عدد من الشعوب المظلومة في العالم الإسلامي، من البوسنة والشيشان إلى أفغانستان إلى اللاجئين الصوماليين. وآمنت بأهمية دور المثقف الفاعل في مجتمعه، المتبني لقضاياه ومصير وطنه.

وعلقت على جدال أثير في المغرب حول استعمال اللغة الدارجة بدل اللغة العربية في التعليم، بقولها “المرتد عن لغته كالمرتد عن دينه”.

في مسارها الإبداعي الطويل أخرجت بنونة أول مجلة نسائية، وكتبت أكثر من عشر روايات ومجموعات قصصية متحررة من الجسد والأنوثة، ومسكونة بقضايا الأمة حاضرها ومستقبلها.

وكتبت” ليسقط الصمت” عام 1967 وهي أول مجموعة قصصية نسائية في المغرب، و”النار والاختيار” عام 1969 أول رواية نسائية في المغرب حصلت على الجائزة الأدبية الأولى في البلاد، وكانت موضوع عدة أطروحات دكتوراه في المشرق، وقررت وزارة التربية الوطنية بالمغرب تدريسها في جميع الثانويات لسنوات عديدة.

كما كتبت مجموعة قصصية عنوانها “الصورة والصوت” عام 1975، ورواية “الغد والغضب” عام 1984 وطبعت عدة مرات في المغرب والعراق وليبيا، وصدرت لها “الأعمال الكاملة” عام 2008.

نالت خناثة بنونة تكريم جهات أدبية وأكاديمية، وحصلت على جوائز متنوعة كجائزة الكتاب المغربي وجائزة القدس في الأدب لعام 2013.

وألف اتحاد كتاب المغرب بالتعاون مع دار طبع من سلطنة عُمان كتابا بعنوان “خناثة بنونة: في المرايا المنعكسة” تضمّن مجموعة من الدراسات والقراءات وشهادات مجموعة من كبار الكتاب والأدباء والنقاد من المغرب وخارجه بحق تجربتها الأدبية.

عن بيت الفن