المؤلف الجديد يعيد الحياة لرائد من رواد التشكيل المغربي
أسماء لوجاني
تحتضن القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط مساء يوم غد الجمعة 24 نونبر 2017 حفل تقديم وعرض فهرس أعمال الفنان التشكيلي محمد القاسمي لمؤلفته المؤرخة الفنية نادين ديسندر.
وسيتم خلال الحفل، الذي سيتميز بحضور باتول القاسمي، وهشام داودي، مؤسس “Art Holding Morocco” ونادين ديسندر، مؤرخة في مجال الفن، التعريف بالعمل العلمي، الذي نشر في مجلدين، هو الأول من نوعه الذي يعيد الحياة الفنية لأحد رواد المشهد التشكيلي المغربي.
وسيتضمن برنامج التظاهرة المنظمة بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، كلمة افتتاحية يلقيها هشام داودي، وعرض شريط مصور حول الفنان محمد القاسمي، ومحاضرة تحت عنوان “تفسير التحدي الجمالي والفني لأعمال محمد قاسمي”، للمؤرخة نادين ديسندر مؤلفة فهرس الفنان، استنتاجات وإجابات وحفل توقيع الكتاب.
ولد محمد القاسمي في مكناس عام 1942، ولم تسمح له ظروفه المعيشية لدراسة الرسم أكاديميا، رغم شغفه المبكر به. عام 1959 كان أول عهده في التعرف على تقنيات الرسم ومواده، حين شارك في دورة تدريبية للفن التشكيلي، نظمتها وزارة الشباب والرياضة. وقبلها كان يتردد على مرسم إحدى الرسامات الأوروبيات وكانت مقيمة في مكناس. في سن التاسعة عشرة زار مدريد ورأى في متحف برادو الأعمال الأصلية للفنانين الإسبان، التي سبق له أن لونها بعد أن رآها في أحد الكتب مطبوعة بالأسود والأبيض. عام 1965 أقام أول معارضه في مدينة إقامته، غير أن انطلاقته الحقيقية بدأت عام 1969 حين أقام معرضه الأول في باب الرواح بالرباط.
انتسب القاسمي في وقت مبكر من حياته إلى الجمعية المغربية للفنون التشكيلية واتحاد الكتاب في المغرب. وكان ناشطا في المؤسستين إضافة إلى دأبه على إقامة المعارض الشخصية والمشاركة في المعارض الجماعية، داخل المغرب وخارجه. فكان معرض الرواق المركزي بجنيف عام 1982 كما معرضه “مغارة الأزمنة الآتية” بالمركز الثقافي الفرنسي بمدينة الرباط عام 1993.
لم يثنه المرض الذي أودى بحياته عام 2003 عن إعلان موقفه المناوئ للحرب الذي شنتها الولايات المتحدة على العراق فنظم معرض “الإبداع في مواجهة الدمار والتخريب”، الذي تنقلت لوحاته بين البحرين وبلجيكا وتونس والولايات المتحدة، إلى جانب الرسم، كتب القاسمي الشعر ونشر مقالات عن الفن.
كان ناشطا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب، كما اختير ضمن نخبة من الشخصيات الفكرية والفنية والعلمية لعضوية اللجنة التي أعدّت الميثاق الوطني لإصلاح نظام التربية والتكوين. عام 1990 أصدر كتابه الشعري “صيف أبيض” وفي عام 1994 صدر له كتاب “رياح بنية” بمشاركة الشاعر حسن نجمي.