بإجماع من لجنة التحكيم التي ترأسها الكاتب الإماراتي راشد صالح العريمي
بيت الفن
فاز الروائي المغربي أحمد المديني بـ”جائزة محمد زفزاف للرواية العربية”، في دورتها السابعة، برسم دورة 2018، بإجماع من لجنة التحكيم التي ترأسها الكاتب الإماراتي راشد صالح العريمي، رئيس “جائزة الشيخ زايد للكتاب” سابقا، وضمت في عضويتها النقاد والأكاديميين حسين حمودة من مصر، وشهلا العجيلي من سوريا، وأمين الزاوي من الجزائر، وفاتحة الطايب وفاطمة كدو من المغرب، بالإضافة إلى محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة.
وأبرزت مؤسسة منتدى أصيلة، أمس الأربعاء، أن قرار اللجنة جاء “إثر مداولات معمقة ومشاورات مستفيضة همت المنجز الروائي لكاتبات وكتاب من مشرق الوطن العربي ومغربه”، مضيفة أن اللجنة ارتأت منح الجائزة لكاتب استطاع على امتداد أربعة عقود أن يقدم للمشهد الروائي العربي رصيدا متنوعا وغنيا ومقنعا، هو الروائي المغربي أحمد المديني.
وذكر البيان بأن أحمد المديني يمثل أحد الأسماء اللامعة في المشهد الأدبي العربي المعاصر، راكم منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم ما يناهز خمسين عملا موزعة بين أجناس الرواية والقصة القصيرة والشعر والرحلة والبحث الأكاديمي والنقد الأدبي.
وأضاف أن نصوصه السردية المتواترة منذ نصه الرائد “زمن بين الولادة والحلم” (1976)، وحتى إصداره الأخير “في بلاد نون” (2018)، قد مثلت تنويعا جوهريا وبالغ التأثير من تجربة الرواية المغربية المعاصرة، ومن مغامرة بحثها عن تجديد الرؤية والأسلوب.
واسترعى انتباه لجنة التحكيم، يقول البيان، “ما تنطوي عليه أعمال الأستاذ المديني من رصيد جمالي وموضوعي لافت للانتباه، وقدرته على الإنصات لنبض المجتمع والتاريخ، وتحولات الفكر والعقيدة الجماعيتين، من مرحلة الاستعمار إلى خيبات التحديث، والتطرف الديني، ومن المقاومة والنضال الوطني إلى تجارب المنفى، ومن أحلام النهضة إلى انتفاضات ما سمي بالربيع العربي، وهي كلها موضوعات وجدت لها المبنى البليغ والمقنع، في خصوبة الأشكال السردية المنتقاة، ووجهات النظر التخييلية المقترحة، بما أسهم في انتشار إبداعه الروائي، وأهل بعض أعماله للترجمة للغات أجنبية عديدة”.
والشيء الأكيد، يضيف البيان، أن أعمال أحمد المديني، بما تشتمل عليه من رؤى جمالية وإنسانية فارقة في مسار الرواية العربية اليوم، وباعتبار قيمتها الفنية والفكرية، قد خدمت الثقافة العربية، وساهمت في ترسيخ التفاهم بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وهي الغايات التي من أجلها أنشأت مؤسسة منتدى أصيلة “جائزة محمد زفزاف للرواية العربية”.
يشار إلى أن أحمد المديني كاتب مغربي، حاصل على دكتوراة الدولة من جامعة السوربون في الآداب والعلوم الإنسانية. يعمل برتبة أستاذ في مجال التعليم العالي. حصل على جائزة المغرب الكبرى للكتاب عام 2006 في فرع النقد والدراسات الأدبية، وعلى الجائزة نفسها عام 2009 في فرع السرديات (الرواية والقصة). له عدد كبير من المؤلفات في القصة القصيرة والشعر وأدب الرحلات والدراسات النقدية.
وله 14 رواية منها “وردة للوقت المغربي”، “حكاية وهم”، “مدينة براقش”، “رجال ظهر المهراز”، “نصيبي من باريس” التي ترشحت لجائزة الشيخ زايد فرع الآداب لعام 2014-2015، و”ممر الصفصاف”، التي وصلت إلى القائمة النهائية لجائزة البوكر 2015. وهي رواية تسرد تسرد حكاية حي جديد ينبثق من مدينة مغربية قديمة. مدينة تحفل بناسها، وعيشها، كما تتقلب في أسرارها، هي قصة بشر يحاولون العيشَ ما استطاعوا، إلى جوار بعضهم، وتحت رحمة بشر سلوكهم البَطر والطغيان. بجوارهم كائنات حيوانية، لكن بروح الإنسان، تسعى بدورها للعيش في أمان. تجسد هذه الرواية قصة الصراع الذي يخوضه حارس مبنى يتشيد، وصراع جماعة تتشبث بنَسَبها إلى أرضها، وإلا تفنى، بوصفها رمزاً لحق الفرد في الوجود، في بلاد تنتزع فيها الحياة بالمحنة، مثلما يكبر فيها العتاة على حساب محنة المغلوبين. في هذه الرواية، يتوسط كائن ثالث مسعى حق العيش، ليستفرد ببطولة استثنائية، تجعل من هذا العمل متوالية من الحكايات والأحداث.