الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون يرسم نور العالم بباريس

وليد السجعي

بعد النجاح الذي شهدته معارضه الانطباعية بروما، وطهران، وباليرمو، ومراكش، وطنجة، يستعد الكاتب والفنان الطاهر بن جلون من 10 أكتوبر إلى 7 يناير المقبلين لعرض آخر إبداعاته الفنية بمعهد العالم العربي بباريس.

واختار الطاهر بن جلون عنوانا دالا لمعرضه المستقبلي، تحت عنوان” أحاول أن أرسم نور العالم”. وهو فرصة لاكتشاف الوجه الآخر للكاتب والقاص والروائي بن جلون، الذي اجترح عوالم الفنون التشكيلية.

الطاهر بن جلون ألف كتابا حول سيرة مجموعة من الفنانين، منهم تشكيليون ونحاتون من قبيل بلكاهية، بلامين، شعيبية، غرباوي، شرقاوي، قاسمي، وآخرون أمثال ماتيس، جيوكوميتي، كلوديوبرافو، ،ميمو روتيلا….، منهم أحياء وآخرون قضوا نحبهم.

يقول الطاهر بن جلون إنه كان مفتونا دائما بالرسم، بدأ الصباغة بتوصية من صديق، منذ 2010. وأصبحت الصباغة بالنسبة إليه واجبا يوميا، تماما مثل الكتابة، يرسم بأسلوب خاص، تجد من ضمن كائناته التشكيلية ( باب، ضريح..) يكتب الطاهر بن جلون حول آلام العالم، كل كتاباته لها شهادة ميلاد مؤلمة، لكن رسوماته تحتفي بالفرح. يدعونا الطاهر بن جلون إلى اكتشاف عوالمه السرية التي تنبني على الفرح.

ويضيف في تقديمه لتجربة هذا المعرض “أي فكرة عجيبة تلك التي تجعلنا نضع الألوان على مشاهد من الحياة، وعلى جمال وأحزان العالم؟ أنا لا أرسم ما أشاهده، بل ما أتخيله، أبتكر فراشات عملاقة لا وجود لها في أي مكان، فأملأها ببقع الألوان”.

وهو يرسم أيضا، كما يقول، “أضرحة مشرعة على موجات من الأحلام، وفواكه (متفتحة)، حيث الأشجار صواعق، وحيث السماء تنحني على البحر، مندمجة مع المرايا غير الصادقة، وأرسم أبوابا دون أن أفتحها، وأتذكر الصالحين في نومهم الأبدي، وأضع أشعة الضوء على الجدران، في ما الشمس والقمر عصافير زرقاء أو سوداء تنتشر في سماء ببياض غير واقعي”.

ويسعى بن جلون في لوحاته إلى الابتعاد عن درامية المشاهد المؤلمة التي تضمنتها روايته الأخيرة “الاستئصال”، عقب تجربته المريرة مع الاستشفاء والتداوي والإحساس بالعجز المضاعف، عبر الاحتفاء بالحياة ورسم الأشكال البديعة بألوان مثيرة، ودالة على الحيوية والتوثب والانطلاق، لذلك تجده يميل إلى رسم الفراشات والزهور والسجاد، والأشكال الفسيفسائية، والبحر، والسماء في صفائها، والعصافير والقباب في طمأنينتها.

ولعل هذا ما عبّر عنه الناقد التشكيلي عزيز الداكي في تقييمه تجربة بن جلون، قائلا “إن الخطوات الأولى لبن جلون كرسام تتميز بعالم مذهل من الألوان، يجري نسجه بطريقة عفوية تقريبا، حيث نكون مع قصاصات من الأقمشة ومن الذكريات المنتمية إلى عالمين: عالم الرسام واضح تماما، بتأثيرات لماتيس وسونيا دولاناي، دون أن ينتقص من عالم الميزة الشخصية لأعماله وبصمته الخاصة التي يمارس بها الرسم”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الطاهر بن جلون يعود إلى الساحة الثقافية بـ”العسل والمرارة”

يعود الكاتب والروائي الفرنكفوني المغربي الطاهر بن جلون بمؤلف جديد إلى الساحة الثقافية العالمية...