أسماء لوجاني
تنطلق بعد غد الاثنين “أسابيع الفيلم الأوروبي” في دورتها الـ26 المنظمة إلى غاية 28 نونبر الجاري، بمدن الدارالبيضاء والرباط ومراكش وطنجة.
وتعد الدورة الجديدة من الأسابيع السينمائية ببرمجة غنية تتميز بعرض ثمانية أفلام طويلة من أمهات الأفلام الأوروبية توجت معظمها بجوائز في مختلف المهرجانات والتظاهرات السينمائية الدولية الكبرى، وثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط.
وتفتتح الدورة بفيلم “المربع” “The Square” للسويدي روبين أوستلوند، الذي توج في شهر ماي الأخير بالسعفة الذهبية لمهرجان “كان”، واختير لتمثيل السويد في مسابقة الأوسكار لعام 2018.
وفضلا عن فيلم الافتتاح يلتقي جمهور السينما مع أعمال أخرى لأسماء كبيرة من قبيل أنييس فاردا (89 سنة)، الأيقونة السينمائية التي اشتهرت مع “الموجة الفرنسية الجديدة”، بـ Sans toit ni loi الحائز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية في 1985، وسيزار فخري سنة 2001، والسعفة الذهبية في مهرجان “كان” سنة 2015، وأوسكار فخري سنة 2017، وجون روني (33 سنة)، الفنان المعاصر المعروف بعروضه الفوتوغرافية العملاقة على الجدران في العالم كله.
ومن الأسماء الكبرى، أيضا، يعود هذا العام المخرج الفنلندي أكيكو ريسماكي، بمعنويات مرتفعة من خلال فيلم “L’autre côté de l’espoir” أو “الجهة الأخرى للأمل”، الذي أراده أن يكون عملا إنسانيا وهزليا بأبعاد رمزية عميقة نال عنه جائزة “الدب الفضي” لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الأخير.
أما السويدي ميكائيل هانيكي (الفائز مرتين بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه “Amour”، فيواصل مقاربته السينمائية للبورجوازية في فليم “Happy End” “نهاية سعيدة”، الذي كان حاضرا في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان “كان”.
وفي ما يخص الاكتشافات الجديدة، سيلتقي الجمهور السينمائي مع فيلم Une” famille syrienne” (عائلة سورية) للمخرج البلجيكي فليب فان ليو، الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان برلين الأخير (فئة بانوراما)، ومع La lune de Jupiter (قمر المشتري) لكورنيل موندروكزو (هنغاريا)، الذي استأثر بالإعجاب في مهرجان “كان” العام الجاري ضمن المسابقة الرسمية.
ومن الأعمال الجديدة المبرمجة في دورة هذه السنة، سيكون عشاق السينما على موعد مع فيلم “Taxi Sofia” “طاكسي صوفيا” لستيفان كومانداريف (بلغاريا)، الذي كان حاضرا هو الآخر، في تشكيلة الأفلام المختارة في مهرجان “كان” 2017 فئة “نظرة ما”.
أما فيلم “Que Dios nos perdone” “فليغفر لنا الرب”، للمخرج رودريغو سوروغويان، المتوج بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان سان سباستيان وجائزة “غويا” (النسخة الإسبانية لجائزة الأوسكار) في فئة “أفضل ممثل”، فيحضر ليؤكد قوة السينما الإيبيرية.
وما كانت البرمجة السينمائية لهذه الدورة أن تكتمل بدون برنامج الأفلام القصيرة المقبلة من جنوب المتوسط.
و في هذا الإطار، يعرض ضمن برنامج “Chemins d’enfance” (دروب الطفولة)، الفيلم السوري “Mare nostrom” (ماريه نوستروم) للمخرجين رنا كزكز وأنس خلف، الذي كان حاضرا في المسابقة الرسمية لمهرجان “سان دانس” الأخير، وفيلم “Cargo” (شحن) لمخرجه كريم الرحباني (لبنان)، الذي عرض في مهرجان بيروت أخيرا، فضلا عن فيلم (تكيتة السوليما) للمخرج أيوب اليوسفي، الفائز بجائزة أفضل سيناريو في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
تجدر الإشارة إلى أن تظاهرة “أسابيع الفيلم الأوروبي”، التي تتطلع إلى تعريف الجمهور السينمائي المغربي بأكبر الأعمال السينمائية الأوروبية الناجحة من خلال نظرة السينمائيين اللامعين للتنوع الأوروبي، ينظمها الاتحاد الأوروبي بالمغرب منذ 1991، بتعاون مع السفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبشراكة مع المركز السينمائي المغربي والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، وسينما كوليزي (مراكش) والخزانة السينمائية بطنجة، وسينما الريف (الدار البيضاء)، وسينما النهضة رونيسانس (الرباط).