أسيا جبار

ترجمة “لا مكان في بيت والدي” لآسيا جبار إلى العربية

بيت الفن

عن منشورات المركز الثقافي العربي ببيروت، ومنشورات سيديا بالجزائر، صدرت، أخيرا، النسخة العربية لكتاب “لا مكان في بيت والدي” لآسيا جبار.

وحسب مترجم الكتاب محمد يحياتن، فإن وعي آسيا جبار يوغل في سيرتها الروائية “بوابة الذكريات” عميقا إلى جوف الكينونة، التي منها ينبث نور الوجود.

تستخدم آسيا جبار، يضيف مترجم الكتاب، لغة مهموسة، حادة ورهيفة كالشفرة، لتحدث جروحا صغيرة في جلد ذاكرتها، لتقترب، وهي تعيش مسرات الاكتشاف، أو بالأحرى إعادة الاكتشاف، والاعتراف، من ذاتها، عقلا وجسدا وروحا.

تستعيد آسيا جبار بعضا من التفاصيل الدقيقة لتحولات جسدها من طفلة إلى مراهقة وشابة، إلى امرأة في أواسط العمر، ومن ثمة لما تغدو في عمر الكهولة، وأخيرا حكيمة على أبواب الشيخوخة.

فآسيا جبار تعرفنا على عالم النساء الجزائريات الضاج بالثرثرة، والنميمة، والألفة، والمؤامرات الصغيرة، والفضول، والكبت، والأسرار، والأحلام، وذلك في أواسط القرن.

العين هي الحاسة الأكثر حضورا في كتاب آسيا جبار. العين التي تراقب، والعين التي تدين، والعين التي تعري. وهي في تنقلها بين قريتها والمدينة والمدرسة والعاصمة كانت تحسب حساب الأعين قبل الآذان.

كتبت آسيا جبار هذا كله بعد خمسين سنة أو أكثر من وقوع أحداثها، وأحيانا بتفاصيل دقيقة في وصف الأشياء، وفي تصوير المشاعر المرافقة للأحداث، فهل علينا أن نثق بذاكرتها، ونعد هذا الكتاب وثيقة لا يطولها الشك عن مرحلة حياتها الأولى؟ أم علينا التعاطي معه بوصفه مادة سرديّة تمتح من التاريخ الشخصي والعام، لكنها تتبرقش بالخيال الذي هو منبع السرد الأول وعلة جماله؟

عن بيت الفن