فاروق شوشة

“العربي” تحتفي بعاشق العربية فاروق شوشة

الاحتفاء تضمن شهادات للكاتب المغربي نجيب العوفي والشاعر الكويتي البابطين والمصري شبلول

بيت الفن

خصت مجلة “العربي” في عددها الجديد (أكتوبر 2017) الشاعر الراحل فاروق شوشة بملف أسهم فيه نخبة من أهم الكتاب والشعراء العرب، تناول كل واحد منهم تجربة شوشة من منظوره الخاص، بما يكفي لإعطاء صورة متكاملة عن شاعر كان أحد حراس اللغة العربية، ومن أبرز المدافعين عنها بقوة عبر برنامجه الإذاعي الشهير “لغتنا الجميلة”، ومن خلال بابه الشهري في مجلة العربي “جمال العربية”.

وأجمع الكتاب المساهمون في الملف على تمتع شوشة بنبل الأخلاق وغزارة العلم والسمعة الطيبة بين الناس، وسعيه الدائم إلى انتشار الإعلام الثقافي الصحيح، والتصالح مع اللغة والتأمل في جمالياتها في زمن انعدم فيه الذوق.

وأشارت المجلة في بداية الملف إلى أن جوانب عدة مثلت تاريخا حافلا بالجهود الأدبية والشعرية والإعلامية في حياة الراحل فاروق شوشة الذي ترك لنا أعمالا جليلة من الشعر والبرامج الإذاعية والثقافية والأدبية على مدار سنوات عمره.

وأضافت المجلة، التي يرأس تحريرها عادل سالم العبد الجادر، أن الفقيد كان من الكتاب البارزين في مجلة العربي لسنوات عدة، حاضرا ملتقياتها وندواتها ومشاركا في فعالياتها، لذلك حرصت “العربي” على إعداد ملف خاص تكريما ووفاء منها للشاعر والإذاعي الراحل فاروق شوشة بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته، لتكشف فيه عن الجوانب الإنسانية والثقافية والأدبية في حياة فقيد الأدب والشعر واللغة والإذاعة الراحل.

وكتب الكاتب المغربي نجيب العوفي تحت عنوان (عاشق العربية) “جاء فاروق شوشة إلى الأدب وروضه اليانع، جاء من الشعر، والشعر سيد الكلام. وقد أبدع فاروق في مجال الشعر، وأنتج فيه ما يناهز ثلاث عشرة مجموعة شعرية، تنضج بماء الشعر وروائه حسب العبارة النقدية العربية المأثورة، وتنساب نصوصها جداول شعرية رقراقة، وهي الصفة التي أراها قريبة من أسلوبه الشعري”.

وأشار العوفي إلى أن فاروق شوشة في أخريات حياته وإزاء تردي الأوضاع العربية وانحراف بعض المثقفين عن سواء السبيل، وهم نخبة الأمة ولسانها ووجدانها، انتقد بحدة فئة المثقفين الوصوليين والمهرولين، وثارت ثائرته عليهم، من خلال قصيدته “خدم .. خدم”.

وكتب الشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين عن فاروق شوشة رجل الشعر والحكمة وعمق المعرفة، “تتسع الرؤية حين تكون الكتابة عن شاعر ولغوي بحجم فاروق شوشة، ويحار القلم من أي باب يدخل إلى عالم هذا الشاعر الذي أسس منهجا شعريا جذوره ممتدة نحو الماضي، وفروع أغصانه باسقة في العصر الجديد”.

وأوضح البابطين أن علاقته بفاروق شوشة ذات شقين، الأول هي علاقة شخصية أدبية نجمت عن إعجابه بأشعاره وبرامجه التلفزيونية عن اللغة العربية والشعر، والثانية هي علاقة مؤسساتية فقد كسبته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية لدورات عدة عضوا في مجلس الأمناء، حيث مضى على وجوده في مجلس الأمناء حوالي عشرين عاما، لذلك فهو أقدم عضو مجلس أمناء استمر في دورات متتالية.

وأكد البابطين أن شوشة إلى جانب حكمته وسداد رأيه، أثرى مسيرة المؤسسة بعديد من الأفكار والرؤى التي كان لها الأثر الإيجابي في دورات المؤسسة.

وختم البابطين كلمته عن الراحل بقوله “الشاعر فاروق شوشة من الناس الذين يرحلون جسدا، لكن أرواحهم باقية في وجداننا وفي الكتب وفي دفاتر المعجبين”.

أما الشاعر أحمد فضل شبلول فقال في شهادته عن الراحل فاروق شوشة “لم يكن فاروق شوشة شاعرا كبيرا فحسب، ولم يكن مجرد إعلامي كبير فقط، ولكنه نجح في الجمع بين الاثنين (الشعر والإعلام) ليحقق بذلك ذيوعا وانتشارا لم يحققهما شاعر إعلامي آخر من قبل، فدخل كل البيوت العربية من باب البرنامج العام بإذاعة القاهرة عن طريق برنامجه اليومي الشهير “لغتنا الجميلة” الذي قدمه على مدى خمسين عاما متواصلة منذ عام 1967 وحتى رحيله في 14 أكتوبر 2016، وعن طريق برنامجه التلفزيوني الثقافي الناجح “أمسية ثقافية” بالقناة الثانية المصرية على مدى سنوات متعاقبة”.

وذكر شبلول أن فاروق شوشة “لم يكن طاووسا في يوم من الأيام، خاصة في أمسياته وندواته الشعرية التي يشارك فيها، فكان يحتضن الجميع ويبتسم في وجه الجميع ويحنو على الجميع صغارا وكبارا”، موضحا أن كتابه “في صحبة فاروق شوشة” الذي صدر بعد وفاته، كان ثمرة صداقة ومحبة عميقة امتدت لأكثر من 35 عاما.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بيت الشعر يطلق أمسيات “شعراء في الغرفة المضيئة”

تستضيف مدينة الرباط خلال شهر رمضان المبارك، الدورة الثانية من أمسيات "شعراء الغرفة المضيئة"، الذي ينظمه بيت الشعر في المغرب...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *