مائدة مستديرة بطنجة من أجل النهوض بفن كتابة السيناريو كأداة إبداعية وتربوية…
بيت الفن
ركز مشاركون في مائدة مستديرة جرى تنظيمها يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 بقصر الثقافة والفنون بطنجة، حول “كتابة السيناريوهات للأطفال”، على أهمية تعليم الأطفال فن كتابة السيناريو كأداة إبداعية وتربوية، وكيف يساعد هذا النوع من الكتابة الأطفال على تنمية مهاراتهم في التفكير النقدي والإبداعي، مما يعزز من قدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة منطقية وسلسة، ويتيح لهم فرصة أن يصبحوا صناع محتوى بأنفسهم بدلا من أن يظلوا مستهلكين فقط.
ولفت المشاركون الانتباه إلى الخصائص الكبيرة في تعليم تقنية كتابة السيناريوهات للأطفال في المدارس، حيث تفتقر الأنشطة المدرسية إلى المبادرات التي تركز على الفنون التعبيرية مثل السيناريوهات، حيث يظهر هذا القصور واضحا في غياب برامج تربوية متخصصة تعنى بتعليم الأطفال هذه المهارة، ما يؤكد على الحاجة الماسة لإدراج هذا النوع من التعليم في المناهج الدراسية بشكل رسمي ومنظم.
كما استعرض المتحدثون التحديات التي تواجه كتابة السيناريوهات للأطفال، مشيرين إلى أنها تتطلب دقة وتخصصا في مجالات التربية والتعليم، إذ يحتاج الكاتب إلى فهم دقيق لاحتياجات الأطفال، ويجب أن يطور سيناريوهات تجمع بين الترفيه والتعليم، بما يتناسب مع الفئات العمرية المختلفة. وشدّد الحاضرون على ضرورة أن تكون اللغة بسيطة وواضحة، مع الحفاظ على محتوى مناسب يراعي الجانب النفسي والتربوي للطفل.
وناقشت المائدة المستديرة، المنظمة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم، صعوبة تأقلم الأطفال مع الكتابة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة موقع “تيك توك”. كما لاحظ المتدخلون أن هذه المنصات تقدم محتوى سريعا وقصيرا، ما يصعب من تأقلم الأطفال مع تقنيات الكتابة التقليدية التي تتطلب تركيزا واهتماما أكبر، ودعا المشاركون إلى تطوير برامج تربوية مبتكرة تجمع بين أساليب الجذب الحديثة وطرق الكتابة الإبداعية، بهدف خلق توازن يساعد الأطفال على التفاعل مع التكنولوجيا دون التفريط في المهارات الكتابية الضرورية لتنميتهم الفكرية والأدبية.
وأشاد المشاركون في المائدة المستديرة بكون هذا الطرح جديد وغير مسبوق في المهرجانات السينمائية بالمغرب، حيث نادرا ما يناقش موضوع كتابة السيناريوهات للأطفال في مثل هذه الفعاليات.
واعتبروا أن هذه المبادرة خطوة إيجابية تسجل للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اهتم ولأول مرة بفتح نقاش جاد حول تعليم الأطفال الكتابة السينمائية، وهذا الاهتمام من إدارة المهرجان يحسب لها، إذ يعكس وعيها بأهمية تكوين جيل جديد من المبدعين الذين يمكنهم التعبير عن أفكارهم ومواهبهم من خلال السينما، مما يعزز مكانة الطفل في الصناعة السينمائية بالمغرب.
ومن خلال تبادل الخبرات بين المؤلفين والمخرجين والأخصائيين في مجال الطفولة، جاءت هذه المائدة المستديرة لاقتراح توصيات ملموسة للمهنيين في قطاع السينما من أجل النهوض بكتابة السيناريو المخصص للطفل المغربي، ويبقى الهدف الأسمى هو دعم إنتاج أفلام موجهة للأطفال تستجيب لانتظارات الجمهور الناشئ في سياق وطني ودولي.
يشار إلى أن هذه المائدة المستديرة شارك فيها رئيس المهرجان السينمائي “كاميرا كيدس” بالرباط، محمد همراس، والكاتبة لطيفة باقا، والمخرج وكاتب السيناريو إسماعيل فروخي، وكاتب السيناريو محمد الميسي، وأدارها الصحافي كريم الدويشي.
أرضية الندوة
كتابة سيناريوهات للأطفال
وسط زخم المشهد الإعلامي الذي يستهلك فيه الأطفال الشاشات المتنوعة والمحتويات الرقمية على نحو متزايد، تلعب أفلام الأطفال دورا أساسيا باعتبارها أداة للتربية والترفيه ونقل الثقافة.
تمثل الكتابة لهذا الجمهور الناشئ تحديا خاصا، حيث تتطلب كتابة سيناريوهات للأطفال فهما دقيقا لحاجياتهم الخاصة، فضلا عن ضرورة استخدام التقنيات السردية والبصرية التي تتكيف مع قدراتهم الاستيعابية وحساسيتهم العاطفية.
تسعى هذه المائدة المستديرة للكشف عن التحديات التي تفرضها كتابة السيناريو للأطفال، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا الجمهور، والمواضيع التي يجب التطرق لها، والقيم التي يلزم نقلها، والأساليب الإبداعية التي يتعين اعتمادها. حيث تنطوي هذه العملية على ضرورة التفكير في طرق ملموسة لتعزيز الإنتاجات الوطنية ذات الجودة، التي تكون لها القدرة على الترفيه، ولكن أيضا على التثقيف والإلهام، مع إدراج القيم الأساسية الكونية، وتلك الراسخة بقوة في عمق الثقافة المغربية. مجموعة من القيم مثل احترام التقاليد والتضامن والإدماج وحماية البيئة، سيتم التطرق إليها من أجل تعزيز العلاقة بين الجمهور الناشئ وموروثه الثقافي الوطني.
من خلال تبادل الخبرات بين المؤلفين والمخرجين والإخصائيين في مجال الطفولة، يهدف هذا اللقاء إلى اقتراح توصيات ملموسة للمهنيين في قطاع السينما. ليبقى الهدف الأسمى هو دعم إنتاج أفلام موجهة للأطفال تستجيب لانتظارات هذا الجمهور الناشئ في سياق وطني ودولي.