بهيجة السيمو

المهرجان الدولي لسينما الجبل يبحث سبل استقطاب الإنتاجات السينمائية لجهة بني ملال خنيفرة

مسؤولون يبرزون مؤهلات المنطقة وسينمائيون يدعون إلى إحداث شباك وحيد لتذليل الصعوبات التي يواجهونها…

بيت الفن

أجمع سينمائيون وفاعلون في مجال الثقافة والسياحة على أن قطاع السينما والتلفزيون يساهم بشكل فعال في تحريك دورة الاقتصاد، من خلال تنشيط مجال السياحة وإحداث فرص للشغل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى الترويج للمقومات الطبيعية والبشرية والثقافية لأي جهة تحتضن تصوير أعمال سينمائية وتلفزية وطنية وأجنبية.

ودعوا خلال مشاركتهم في ندوة جرى تنظيمها اليوم الأربعاء 6 شتنبر الجاري ضمن فعاليات المهرجان الدولي لسينما الجبل الذي تتواصل فعالياته إلى الثامن من شتنبر الجاري بشلالات أوزود التابعة لإقليم أزيلال بجهة بني ملال خنيفرة، إلى ضرورة العمل على استغلال المؤهلات الطبيعية التي تميز المنطقة وخصوصا إقليم أزيلال والبنيات والإمكانيات التي تتوفر أو يمكن توفيرها لاستقبال الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية الوطنية والدولية.

وتم خلال هذه الندوة، التي أدارها المنتج والمخرج جمال السويسي وشارك فيها الفاعل الثقافي سعيد مرغادي، والمندوب الجهوي للسياحة مصطفى أيشو، والمنتج عبد السلام المفتاحي، إلى جانب مخرجين ومنتجين وممثلين مغاربة، استعراض المؤهلات السياحية المتوفرة بالإقليم، معتبرين أنها تشكل قوة تنافسية عالية المستوى على الصعيد الوطني، كما تم التركيز على ضرورة إحداث شباك وحيد لتذليل الصعوبات التي يواجهها المنتجون الراغبون في تصوير أعمالهم بالجهة.

وفي مداخلتها أبدت رئيسة المهرجان بهيجة السيمو عن استعدادها من موقعها كرئيسة لمؤسسة “صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة”، للعمل على إحداث مكتب أو قسم بالمؤسسة، خاص باستقبال المنتجين الراغبين في تصوير أعمالهم الفنية بالمنطقة، وتنظيم لقاءات وزيارات ميدانية للفاعلين في ميدان الإنتاج السينمائي وطنيا ودوليا.

كما قدمت السيمو من موقعها كمؤرخة إطلالة على تاريخ الجهة، داعية إلى إنجاز أعمال فنية تبرز الأحداث المهمة التي عاشتها المنطقة، وتستمد مواضيعها من تراث المنطقة الغني بالأحداث التاريخية والحكايات والأساطير الشعبية.

من جهته قال مصطفى أيشو، المندوب الجهوي للسياحة بأزيلال، إن المناطق السياحية الجبلية، كشلالات أوزود وبحيرة بين الويدان وأمين افري وأيت بوكماز وزاوية أحنصال وتيلو كيت، سجلت في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف المغاربة، بفضل بعض الإنتاجات التلفزيونية التي جرى تصويرها بالجهة، مثل سيتكوم “لوبيرج”، وبعض الأعمال الدرامية التراثية التي نجحت في الترويج سياحيا للمنطقة.

بهيجة السيمو

وحسب أرضية الندوة فإن الدينامية التي يشهدها مجال الإنتاج التلفزيوني والسينمائي المغربي سواء على المستوى الكمي أو على مستوى الاستثمار، تؤكد أن المغرب يتوفر على مقومات تؤهله لتبوء الصدارة قاريا.

لكن يبدو أن تطور القطاع بشكل تصاعدي يحتاج إلى تسويق فضاءات طبيعية جديدة إلى جانب تلك التي تكرست على مدى عقود كقبلة مفضلة للإنتاجات الهوليوودية. وبالفعل تبرز المؤشرات القطاعية أن المغرب، رغم الآثار السلبية التي تركتها جائحة كورونا على المجتمع، استعاد عافيته وسجل أرقاما جد مشجعة، حيت بلغت مجمل الأعمال السينمائية والتلفزيونية المغربية 360 عملا سنة 2021، بغلاف مالي تجاوز 564 مليون درهم تتوزع ما بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، وما بين الأفلام التلفزية والمسلسلات والسيتكومات.

كما أن الإنتاجات المغربية التي اختارت المغرب كفضاء لأعمالها الفنية، أو التي تم استقدامها واستقطابها من طرف شركات تنفيذ الإنتاج المغربية، بلغت حوالي 70 عملا موزعا ما بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والمؤسساتية والتلفزيونية، بغلاف مالي بلغ 442 مليون درهم سنة 2022.

والملاحظ أن جل هذه الإنتاجات وجل الموارد المالية المستخلصة منها تستفيد منها أقاليم ومدن محددة، بالنظر لقربها من مراكز القرار الإدارية وتوفرها على بنيات الاستقبال، وتواجد الموارد التقنية والبشرية بها، وتوفرها على استوديوهات وفضاءات مجهزة للتصوير.

لكن التطور العددي للإنتاجات الوطنية والتنوع في التيمات وتعدد شركات الإنتاج والتحاق عدد كبير من خريجي المعاهد المتخصصة سنويا بالمجال، لم يعد يسمح اليوم بالاقتصار على نفس الديكورات ونفس الفضاءات التي أصبحت معروفة بل ومكررة إلى درجة الملل في بعض الأحيان، خصوصا أن الكثير من الأقاليم المغربية، خلال العشر سنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا على مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية، وأن بعضها أصبح يعبر عن رغبته في استقدام الإنتاجات الوطنية والدولية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الدولي لسينما الجبل

انطلاق المهرجان الدولي لسينما الجبل بتكريم 3 وجوه سينمائية بارزة

بهيجة السيمو: النسخة الأولى نجحت في كسب ود سينمائيين من 14 دولة… بيت الفن على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *