بيتنا الكبير ومعزوفة الأرنب

ربيعة ريحان ومحمد الهرادي ضمن القائمة الطويلة للبوكر

بيتنا الكبير ومعزوفة الأرنب روايتان مغربيتان تتطلعان للجائزة العالمية للرواية العربية…

بيت الفن

تأهلت روايتان مغربيتان إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، التي جرى الإعلان عنها اليوم الثلاثاء 24 يناير 2023، ويتعلق الأمر بـ”معزوفة الأرنب” للروائي محمد الهرادي الصادرة عن منشورات المتوسط، و”بيتنا الكبير” للروائية ربيعة ريحان الصادرة عن منشورات “دار العين”.

وتضمنت القائمة الطويلة للروايات المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية، التي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أمريكي، 16 رواية من توقيع كتاب من تسع دول عربية، تتراوح أعمارهم بين 40 و77 عاما، وتعالج رواياتهم قضايا متنوعة، من الهجرة وتجربة المنفى واللجوء، إلى العلاقات الإنسانية، سواء منها العابر أو العميق. كما تستكشف الروايات عالم الطفولة وتجارب التحول من الطفولة إلى النضج، مظهرة من خلال ذلك الاضطرابات السياسية المتشعبة وشتى الصراعات الفردية والجماعية. في الروايات نجد السخرية والواقعية السحرية والديستوبيا والرمزية، كما نجد محاولات لاستثمار التراث الشعبي والحكايات الشفاهية من أجل فهم القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة. تسعى شخصيات عديدة في هذه الأعمال إلى تدوين الأحداث التاريخية والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخ الأُسَري العائد إلى أزمنة ماضية، إلى جانب الهوس بفعل الإبداع نفسه. ومن المجازات المتكررة في هذه الروايات، صورة الأرشيف الذي  يرمز للرقابة  وسيطرتها على حياة المواطنين. وثمة نماذج متعددة تبين التوترات المصاغة بحذق بين الحدود المشتركة لكل من التاريخ والقصص والسيرة.

جرى اختيار القائمة الطويلة من لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب والروائي المغربي محمد الأشعري، وعضوية كل من ريم بسيوني، أكاديمية وروائية مصرية، وتيتز روك، أستاذ جامعي ومترجم سويدي، وعزيزة الطائي، كاتبة وأكاديمية عُمانية، وفضيلة الفاروق، روائية وباحثة وصحافية جزائرية.

وشهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول كتاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقا، وهم عائشة إبراهيم (القائمة الطويلة عام 2020 عن “حرب الغزالة”)، أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن “النوم في حقل الكرز”)، لينا هويان الحسن (القائمة القصيرة عام 2015 عن “ألماس ونساء”) التي شاركت في ندوة الجائزة (ورشة للكتابة الإبداعية)، نشوى بن شتوان (القائمة القصيرة عام 2017 عن “زرايب العبيد”)، ميرال الطحاوي (القائمة القصيرة عام 2011 عن “بروكلين هايتس”)،  أحمد عبد اللطيف (القائمة الطويلة عام 2018 عن “حصن التراب”)، وناصر عراق (القائمة القصيرة عام 2012 عن “العاطل”).

كما شهدت هذه الدورة وصول تسعة كتاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة وهم، الصديق حاج أحمد، مي التلمساني، قاسم توفيق، سوسن جميل حسن، ربيعة ريحان، فاطمة عبد الحميد، أحمد الفخراني، زهران القاسمي، ومحمد الهرادي.

في إطار تعليقه على القائمة الطويلة، قال محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم: “تتميز روايات هذه السنة بحضور واسع للروائيات العربيات وبتنوع كبير في الموضوعات وفي طرائق السرد. وإذا كانت العودة إلى قضايا الوطن العربي، في العراق وسوريا وليبيا ولبنان ومصر وغيرها من الأقطار قد ميزت عددا مهما من الروايات المتنافسة، فإن عددا آخر اتجه إلى جذور هذه الأحداث في التاريخ والدولة والمجتمع والثقافة، لذلك وجدنا بعضا من المواضيع تفرض نفسها في هذه الأعمال، كموضوع الهجرة والطفولة والعائلة والحريات وعلاقات السلطة بالمجتمع، كما وجدنا عددا من الروايات تنصرف إلى المخزون التراثي والأسطوري وتنسج منه عوالم تعبر بشكل أو آخر عن حياتنا الآن، الممكنة أو المستحيلة. من جانب آخر، تعددت أساليب الكتابة، حيث اشتملت على تقنيات التحقيق الصحفي، التسجيل السينمائي، والحكي التراثي كما توسلت بالسخرية والتأمل واللغة الشعرية”.

من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء: “تقدم روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة إلى القارئ مجموعة من الروايات التي تناولت مواضيع ساخنة تعبر عن هموم الإنسان العربي في عالم أصابه التشظي والإقصاء والإزاحة. علاوة على ذلك، تسبر هذه الروايات إشكاليات العلاقة بين الإنسان العربي وبيئته الطاردة، وبينه وبين السلطة المهيمنة على صيرورته في سياقات محلية وعالمية، ليكشف عن تأزم واقعه وعن رغبته في سبر أغوار الماضي، ناسجا من ذلك كله سردية شارحة يقارب من خلالها تعقيدات حاضره وظلامات خباياه. ومما يميز هذه القائمة ذلك الحضور الثري للروائيات العربيات، مقرونا بالمشاركة اللافتة للنظر لروائي الشتات العربي في أوروبا وأمريكا الشمالية الذين اشتبكوا مع سردياتهم الروائية بأصوات متباينة في موضوعاتها ومساراتها”.

يشار إلى أن الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية، ويرعى الجائزة مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تحظى الجائزة بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الشارقة تستضيف 100 شخصية مغربية مؤثرة في مجالات الفكر والأدب والفن

يقدم المشاركون المغاربة في معرض الشارقة الدولي للكتاب برنامجا ثقافيا متنوعا يتضمن 107 فعاليات… تضم …