الصحافة التونسية تشيد بالفيلم المغربي فاطمة السلطانة التي لا تنسى للمخرج محمد عبد الرحمان التازي.. والدورة الـ33 تشهد مشاركة 8 أفلام مغربية في مختلف أقسام المهرجان…
بيت الفن
أشادت الصحافة التونسية بالفيلم المغربي “فاطمة السلطانة التي لا تنسى” للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، الذي افتتح أيام قرطاج السينمائية الثالثة والثلاثين، المنظمة إلى غاية 5 نونبر الجاري بمشاركة 599 فيلما من 72 بلدا، من بينها 8 أفلام مغربية.
واعتبرت الكاتبة الصحافية التونسية حنان مبروك، “فاطمة السلطانة التي لا تنسى”، الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية، فيلما “لا يستعرض فقط السيرة الذاتية للكاتبة وباحثة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي (1940 – 2015) وإنما يستعرض جزءا لا يتجزأ ونموذجا مهما عن نضالات المرأة المغربية والعربية لافتكاك حقوقها وفرض حضورها الفعّال داخل المجتمع متحدية تيارات الإسلام السياسي والأحزاب والجماعات الدينية”.
ونوهت الكاتبة الصحافية التونسية، حنان مبروك، ببطلة الفيلم مريم الزعيمي، التي استطاعت أن تنقل عالم فاطمة المرنيسي إلى المشاهد، بهدوء وسلاسة، وجاء أداؤها التمثيلي مقنعا نجحت من خلاله في تقمص شخصية المفكرة والباحثة، التي كانت في الماضي من أقوى الشخصيات النسائية حضورا في الفضاءات الأكاديمية والثقافية المغربية، وتحدت الصعاب، وكانت بمثابة “شهرزاد المغربية”، التي تكتب وتحكي القصص والأفكار لتنتصر لهن، وخلدها التاريخ بأنها صوت النساء المقهورات والمهمشات.
ولم يأت تمكن الممثلة من دورها، حسب مبروك، من محض الصدفة، وإنما تطلب منها الكثير من العمل، فبالإضافة إلى الاطلاع على مسيرة فاطمة المرنيسي كان على مريم الزعيمي التعرف بأفراد عائلة المفكرة وأصدقائها للتعرف على شخصيتها، والاعتماد على مهارة خبير في التجميل لتصل إلى أقصى درجات الشبه، وتطلب الأمر سنة ونصف السنة للخروج بست هيئات تجسد فيها الممثلة مختلف مراحل حياة الراحلة فاطمة المرنيسي.
ويركز الفيلم، تضيف مبروك، على عالم المرنيسي “الحاضر” في الزمن الفيلمي إن صح التعبير، مع ربطه بالماضي موظفا لإتمام عملية المزاوجة تلك موسيقى مستوحاة تارة من التراث المغربي والصوفي وطورا من الموسيقى العربية التي ارتبطت بحديث المرنيسي عن النساء العربيات اللواتي كن أول الثائرات في وجه الإسلام السياسي والقيود المفروضة عليهن من المجتمعات الذكورية.
وترى الكاتبة حنان مبروك أن كاميرا المخرج لم تثبت في مكان واحد، كما هي حال فاطمة، فتنقلت بين المدينة العتيقة لفاس والرباط ومدينة زاكورة وجامعة محمد الخامس ومسارح وصالات مونتاج ومطاعم، عدا عن منزل فاطمة ومنزل عائلتها، ليضفي الكثير من الواقعية على الفيلم، واقعية تدفع المشاهد لعيش حياة البطلة والمرور بكافة الصراعات الذاتية والجماعية التي خاضتها.
وتخلص إلى أن هذا الفيلم الذي جعل فاطمة المرنيسي سلطانة لا تنسى وأشبه بالسلطانات اللواتي استحضرت هي سيرتهن وكتبت عن نضالاتهن في وجه الأنظمة الذكورية، وكان أشبه برسالة من فاطمة المرنيسي ما انفكت تبعث بها إلى كل امرأة تعيش في الوطن العربي تذكرها فيها بأنه “لم يتمّ التلاعب دائمًا بالنصوص المقدسة فحسب، بل إن التلاعب بها هو سمة بنيوية لممارسة السلطة في المجتمعات الإسلامية”، لكنه أيضا تناول إسهامات المرنيسي في قضايا شائكة أخرى مثل المركزية الأوروبية، والتقاطعية، والأفكار العابرة للقوميات، والنسوية العالمية.
وبالإضافة إلى فيلم الافتتاح تم اختيار 7 أفلام مغربية للمشاركة في الدورة الثالثة والثلاثين، ويتعلق الأمر بفيلم ”العبد” للمخرج عبد الإله الجوهري، و”لعبة أطفال” لريم مجدي، للتنافس ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة إلى جانب 11 شريطا سينمائيا من مختلف الدول.
ويعرض الفيلم المغربي ”بين الأمواج” للمخرج الهادي أولاد محند، في قسم “أسبوع النقاد”، الذي ينظم لأول مرة في إطار هذه التظاهرة.
ويشارك فيلم ”لعزيب” لجواد بابيلي في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وفيلم “زياد” لمخرجه ياسين مجاهد في فئة قرطاج السينما الواعدة، و”عبدلينيو” للمخرج هشام عيوش في إطار العروض الخاصة.
أما عن فئة الأفلام المختارة (ورشة تكميل الأفلام الروائية الطويلة) فيمثل فيها المغرب بفيلم “صيف في بجعد” للمخرج عمر مول الدويرة.