المهرجان الوطني للفيلم

انطلاق المهرجان الوطني للفيلم بتكريم الصايل والمريقي والتازي

انطلقت بطنجة فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم بتكريم خاص لفقيد السينما المغربية والإفريقية نورالدين الصايل بحضور أرملته الإعلامية نادية لاركيت

بيت الفن

انطلقت مساء الجمعة 16 شتنبر 2022 بطنجة، فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم التي ينظمها المركز السينمائي المغربي  إلى غاية 24 شتنبر بتكريم خاص لفقيد السينما المغربية والإفريقية نورالدين الصايل، بحضور أرملته الإعلامية نادية لاركيت، التي تسلمت ذرع التكريم من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد.

كما شهد الحفل تكريم المنتجة سعاد الرميقي، والمخرج محمد عبد الرحمان التازي، وبث شريط استعادي تكريما لرواح الفنانين والمخرجين الذين رحلوا عنا ما بين سنتي 2020 و2022.

تكريم خاص لفقيد السينما المغربية والإفريقية

تميز حفل افتتاح هذه الدورة الاستثنائية، التي تفتح الموسم الثقافي والفني لسنة 2022-2023، باحتفاء خاص بالراحل نور الدين الصايل تضمن شهادة ألقاها في حقه المخرج كمال كمال، تشيد بالخدمات الكثيرة التي قدمها الراحل للسينمائيين المغاربة والأفارقة، مستحضرا تشجيعه للثقافة السينمائية من خلال تأسيسه للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وإيمانه بضرورة دعم الإنتاج السينمائي الوطني، وتشجيعه للمهرجانات السينمائية، وما قام به من مبادرات خلال فترة إدارته للقناة الثانية دوزيم، خصوصا دعم الدراما التلفزية من خلال إنتاج 12 فيلما تلفزيونيا في السنة، وشراء بث الأفلام المغربية، مما منح الكثير من الأمل للمنتجين وجعلهم يثقون في مساهمة التلفزة ودعمها للسينما.

من جانبها استعادت أرملة فقيد السينما المغربية، الإعلامية نادية لاركيت، جزءا مضيئا من مسار الصايل اللافت في خدمة السينما، أثناء تقلده مسؤولية تسيير المركز السينمائي المغربي، ورئاسته لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، كما أشادت بالخدمات التي قدمها الراحل للقطاع السمعي البصري خلال إشرافه على إدارة القناة الثانية.

واستعادت لاركيت مجموعة من خصال الراحل ومناقبه مقدمة صورة مقربة جدا وفريدة عن ثقافته التي تجمع بين عشق الفلسفة وشغف السينما وحب كرة القدم، مذكرة بمكانة الراحل الدولية، وبالتكريمات والأوسمة التي نالها قيد حياته من فرنسا وإسبانيا وبوركينافاصو، مؤكدة أن بصمة الصايل ستبقى خالدة في العديد من المؤسسات التي اشتغل فيها أو المهرجانات التي أسسها ودعمها وطبعها بحضوره الوازن.

وتسلمت نادية لاركيت ذرع تكريم زوجها الراحل من وزير وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، الذي لم يفته استحضار روح الفقيد، بقوله “لقد كان وسيظل أحد أبرز الوجوه في عالم السينما المغربية”.

وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره

من أبرز فقرات الحفل تكريم المنتجة والمخرجة سعاد المريقي، والمخرج محمد عبد الرحمان التازي، لمساهمتهما في تطوير السينما في المغرب ومساهمتهما الفعالة في الفيلموغرافية المغربية.

وألقت المخرجة سلمى بركاش كلمة في حق المريقي أبرزت من خلالها مساهمة المكرمة في خدمة السينما المغربية، من خلال إنتاجها مجموعة من الأفلام الجيدة لمخرجين كان لها الفضل في اكتشافهم أمثال فوزي بنسعيدي وليلى المراكشي. دون أن يفوتها الحديث عن تجربتها الخاصة مع المريقي من خلال إنتاج فيلمها “أنديغو”.

وأثناء تسلمها ذرع التكريم، وجهت المريقي الشكر للمنظمين على تكريمها في مهرجان كبير بحجم المهرجان الوطني للفيلم، الذي يعمل على تطوير السينما المغربية وتشجيع المهنيين في القطاع وتوفير فضاء للقاء والتفاعل والتبادل.

من جانبها ألقت غيثة الخياط كلمة في حق المخرج محمد عبد الرحمان التازي، أبرزت من خلالها حرص التازي على إبراز الخصوصية المغربية في جل أفلامه السينمائية، التي ناهزن 7 أفلام هي “ابن السبيل”، و”باديس” و”البحث عن زوج امراتي” بجزأيه الأول والثاني، و”جارات أبي موسى” و”البايرة” وأخيرا فيلم “سلطانة غير منسية” عن الراحلة فاطمة المرنيسي، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

وعبر التازي، بالمناسبة عن تأثره البالغ بهذا التكريم الذي يعني الاعتراف بأعماله الفنية ولو كانت بسيطة، معربا عن سعادته بهذا الاحتفاء، الذي حظي به في الوقت المناسب، مستشهدا بمقولة شهيرة للراحل جبران خليل جبران “وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره”.

وتواصل الاحتفاء بالتازي، الذي تسلمه ذرع تكريم المهرجان، من وزير وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، من خلال عرض فيلم “ابن السبيل” في حفل الافتتاح، وهو شريط سينمائي من إنتاج سنة ‍1981 من تأليف الراحل نور الين الصايل، وإخراج التازي، وبطولة على حسن الذي سيحظى بالتكريم في حفل اختتام الدورة الحالية من المهرجان.

كما جرى عرض “سارق الفرجة” وهو فيلم قصير للمخرج محمد عبدارحمان التازي من إنتاج 1995.

فنانون ومخرجون “في الذاكرة”

لم يمر الحفل الافتتاحي، دون استعادة أرواح عدد من الفنانين والمخرجين الذين رحلوا عنا ما بين سنتي 2020 و2022، في فقرة “في الذاكرة” ومن ضمنهم خالد البكوري، الذي فارق الحياة أثناء حضوره فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان، وعبد العظيم الشناوي فاطمة الركراكي، وزهور المعمري، ومحمد إسماعيل، وسعد الله عزيز وثريا جبران وعزيز الفاضلي وحمادي عمور، محمد أبو الوقار.

وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد في كلمة بالمناسبة، إن المهرجان يعد “حدثا فنيا متميزا يحظى بمواكبة إعلامية وثقافية على أعلى مستوى في تجسيد قوي للعناية المولوية السامية بشؤون الثقافة وترسيخ قيم الانفتاح”.

وشدد الوزير على السعي لأن تشكل هذه الدورة “فرصة مواتية لإبراز جودة الإنتاج السينمائي الوطني وثراء ثقافتنا الوطنية وانفتاحها على العالم وتشبثها بأصالتها وتاريخها المجيد”، مبرزا أن “الفن السابع هو الأكثر دمقرطة في العالم لما بملكه من قدرة هائلة على خلق الرابط الاجتماعي بين الأفراد”.

وجدد بنسعيد التأكيد على التزام الوزارة بتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالصناعات السينمائية بالمملكة، عبر خلق اقتصاد ثقافي وازن وقادر على العطاء والمنافسة على الصعيد القاري ولم لا الدولي.

3 مسابقات و19 جائزة

تضمن حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الثلاث المبرمجة ضمن هذه الدورة، وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والمسابقة الثانية للأفلام الروائية القصيرة، والمسابقة الثالثة للأفلام الوثائقية الطويلة.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل، التي يرأسها خبير القطاع السمعي البصري، إدريس أنور، كلا من المخرج لحسن زينون، والكاتبة والشاعرة ثريا ماجدولين، والناقد السينمائي، محمد طروس، والإعلامي والناقد السينمائي، بلال مرميد، إضافة إلى الملحن بلعيد العكاف، والكاتبة بشرى بولويز.

أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، التي تترأسها المخرجة ليلى التريكي، فتتكون من المخرجة غزلان اسيف، والصحافية إكرام زايد، والشاعر محمد عابد، ومصممة الأزياء بشرى بوماريج.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل التي يترأسها المخرج داوود اولاد السيد، كلا من المخرجة مريم آيت بلحسين، والباحث في مجال المخطوطات والوثائق التاريخية عبد الوهاب سيبويه.

وسيتم توزيع 19 جائزة موزعة على المسابقات الثلاث التي تشهد مشاركة الأفلام المنتجة منذ الدورة الأخيرة للمهرجان التي انعقدت خلال الفترة من 28 فبراير إلى 7 مارس 2020.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

رشيدة الكراني تحصد الجائزة الكبرى لمهرجان ألميريا السينمائي الدولي

تتويج أول فيلم للمخرجة المغربية البلجيكية رشيدة الكراني “رشيد” بجائزة أفضل فيلم قصير دولي بعد …