الأفلام القصيرة والمنصات الرقمية والقاعات

“الأفلام القصيرة والمنصات الرقمية والقاعات..” موضوع ندوة بفاس

فاس: بيت الفن

أجمع فاعلون سينمائيون، خلال ندوة وطنية، على أن المنصات الرقمية بالرغم من تقريبها المنتوج السينمائي للجمهور، إلا أنها لا يمكن أن تعوض دور القاعات السينمائية على الإطلاق.

واستعرض المخرج المغربي عز العرب العلوي في مداخلته بالندوة التي جرى تنظيمها أخيرا بفاس تحت عنوان “الأفلام القصيرة والمنصات الرقمية..اتصال أم انفصال؟” الجوانب الإيجابية للقاعات السينمائية والمنصات الرقمية، حيث أن الأولى تخلق جوا اجتماعيا وتواصليا مباشرا مع طاقم الفيلم وتفتح نقاشا جميلا بعد عرض الفيلم، فيما توفر المنصات الرقمية أفلام دفعة واحدة بين يدي المتلقي يختار منها ما يشاهده مع إمكانية إعادة المشاهدة.

وأكد المخرج أن عرض الفيلم بالقاعات السينمائية، يمثل عرفا ثقافيا واجتماعيا يدخل في إطار منظومة اجتماعية وحضارية ويؤسس لثقافة الوطن ويتجه نحو خلق منظومة حضارية بشكل عام.

واعتبر عز العرب العلوي، في الندوة، التي نظمت في إطار فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي، أن المنصات الرقمية ساهمت إلى حد ما وفي مرحلة من المراحل إلى عدم الركود خاصة في مرحلة بداية الجائحة، مؤكدا أنه تعويض مقبول يقدم فرجة غير مكتملة لا يمكن فيها للمنصة الرقمية أن تعوض القاعات السينمائية.

من جانبه شدد الناقد السينمائي، أحمد السيجلماسي، في مداخلته على أن المشاهدة الجماعية التي تتحقق داخل القاعات السينمائية لا يمكن أن يعوضها أي نوع من المشاهدات، مضيفا أن هذه المشاهدة الجماعية التي تجري بطقوس وخصوصية تخلق تفاعلا ما بين المشاهد والفيلم وطاقم الفيلم.

من جهته يرى الناقد الفني والسينمائي، إبراهيم الزرقاني، أن الفيلم القصير انحصرت مشاهدته وتقديمه فقط بالمهرجانات وبعض التظاهرات الثقافية والفنية، مضيفا أن مجموعة كبيرة من المخرجين ينسون الأفلام القصيرة التي قاموا بإخراجها في بداية مسيرتهم ويتذكرون فقط الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجوها.

وقال الناقد إن الذهاب إلى القاعات السينمائية يعد طقس للتواصل والإلتقاء، موضحا أن الأفلام القصيرة يشاهدها النقاد والمتتبعين فقط، مبررا سبب عدم إقبال الجمهور عليها بغياب التحسيس بالأفلام القصيرة والتي هي بمثابة تجربة صعبة للمخرج للانتقال إلى مرحلة أخرى من الفيلم، داعيا إلى ضرورة عودة الفيلم القصير للقاعات السينمائية جنبا إلى جنب مع الفيلم الطويل.

وثمن المشاركون في الندوة الإنتاجات الغزيرة للأفلام القصيرة، التي أصبح يشهدها المغرب كل سنة، إذ يمثل الفيلم القصير جنسا إبداعيا مستقلا بذاته وباستثناء بعض المخرجين الذين يخرجون بين الفينة والأخرى أفلاما قصيرة إلا أن الغالبية منهم يودعون الفيلم القصيرة بمجرد الانطلاق في رحلة الإنتاجات الفنية الروائية.

واقترح المشاركون ضرورة أن يؤسس المغرب منصة رقمية حقيقية تنافس المنصات الرقمية العالمية، تقوم بدور نشر الثقافة السينمائية بعروض للأفلام القصيرة والطويلة، للانفتاح أكثر على العالم الخارجي وتعزيز الدبلوماسية الموازية للمغرب.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تجديد الثقة في محمد خونا رئيسا للجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية

تضم اللجنة إلى جانب رئيسها محمد خونا كلا من مريم أبو نعوم ورابحة أحرضان وحنان …