شكيب بن عمر

الدراما المغربية تودع واحدا من أبرز مخرجيها شكيب بن عمر

بيت الفن

بعد صراع طويل مع المرض، غيب الموت صباح الخميس 17 يونيو 2020 بالرباط المخرج المغربي، شكيب بن عمر، الذي سيوارى جثمانه الثرى، عصر اليوم ذاته، بمقبرة “لعلو” بالرباط، حسب تصريح للمخرج رؤوف الصباحي (صهر الراحل).

وقال الصباحي زوج ابنة الراحل المخرجة خولة بن عمر، إن المخرج توفي عن سن 72 عاما، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني اختزلها بكلمة ذكر من خلالها بأرز أعماله، كما وصف الراحل بـ”شيكسبير المغرب” الذي ترك بصماته على خارطة الدراما المغربية.

من جهتها قالت ابنة الراحل المخرجة خولة بن عمر  إن آخر ما قاله الراحل قبل أن يدخل في غيبوبة “لا أريد أن يتألم كل معارفي من أجلي، ولا أريد أن يروني وأنا في حالة وهن، أريد أن يحتفظوا لي بتلك الصورة الجميلة التي أريد أن تظل عالقة في أذهانهم”.

من جانبه، نعى المخرج، محمد مفتكر، الراحل قائلا “لقد فقدنا اليوم واحدا من أبرز مخرجي تلفزتنا الوطنية الذين كانوا وراء تطويرها وتحديثها وشكلوا نقلة نوعية في مسارها الطويل رغم كل الصعاب”.

ويعد الراحل شكيب بن عمر من المخرجين، الذين أغنوا خزانة الدراما التلفزيونية بالمغرب بأزيد من 12 مسلسلا.

وحسب ما ورد في كتاب “للتلفزة المغربية.. أعلام” لمؤلفه محمد الغيذاني، فقد ولج الإعلامي والمخرج شكيب بنعمر التلفزة، وهو طفل بمشاركته في برنامج “بستان الأطفال”، وكان الراحلان عبد الله شقرون ومحمد حسن الجندي يحضران تسجيل بعض الحلقات، فاقترحا عليه المشاركة في تمثيلية بمسرح محمد الخامس، كما نصحاه بالتسجيل بالمعهد الموسيقي بالرباط، حيث تعلم “البانتوميم” على يدي الراحلين فريد بنمبارك والتعبير الجسدي من محمد سعيد عفيفي.

تابع شكيب تكوينه إلى الباكلوريا، ثم ولج الجامعة وتابع دراسته في مادة العلوم السياسية، وفي سنة 1969، طلب منه مدير التلفزة التفرغ لدخول تدريب في مادة الإخراج أطره خبير من المعهد الوطني للسمعي البصري الفرنسي، مكنه من الاشتغال كمساعد مخرج مع الراحل محمد بوجنة.

في سنة 1971 خضع شكيب بنعمر لتدريب ثان بفرنسا في مؤسستين الأولى المعهد الفرنسي للسمعي البصري، حيث كان يتلقى الدروس النظرية وبمؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية كان يتلقى الدروس التطبيقية..

بعد التدريب اشتغل شكيب إلى جانب خالد مشبال المسؤول في مصلحة المنوعات، إذ كان يعد برنامج “أشكال وألوان” وهناك تعامل مع كل المخرجين في المصلحة، خاصة محمد بوجنة ومصطفى صدقي، وأشرف على إخراج برنامج “المجلة الثقافية” الذي كان يقدمه مصطفى القباج، و”المجلة الفنية” التي كان يقدمها العربي بنتركة، وبرنامج “همزة وصل” وكان يقدمه إدريس التادلي، وبرنامج “دين ودنيا” كان يقدمه عبد البر، وبرنامج “الوجه الآخر” مع أحمد ريان، وبرنامج “سمر” مع محمد بنعبد السلام.

وفي الوقت ذاته دعاه عبد النبي الجيراري لإخراج برنامج “مواهب” الشهير، الذي تخرجت منه مجموعة من الأسماء الفنية مثل سميرة بنسعيد ورجاء بلمليح وعزيزة جلال ومحمد الغاوي وآخرون، هذا البرنامج كان يقدم باستوديو التلمساني، الذي تأسس سنة 1973 للبرامج المسجلة والمباشرة.

بعد ذلك دعاه خالد مشبال لإخراج مسلسل “يامنة”، وتم التصوير بمنطقة زعير بكاميرا واحدة واستغرق العمل ثلاثة أشهر.

وفور تحمل محمد بوجنة المسؤولية الإدارية تكلف الراحل بن عمر بإخراج سهرات المغرب العربي، وشارك بإحدى حلقاته في مسابقة عربية بتونس حصل بها على الميدالية الذهبية. ومن البرامج الضخمة التي قام بإخراجها “يوم في ربوع بلادي” برنامج يسهر على إعداده وتقديمه فريق تلفزي ضخم، يبث يوما كاملا من الإقليم الضيف ما عدا الأخبار التي تقدم من استوديو الرباط، يعده أحمد قروق ومحمد بوجنة والإشراف العام كان للصديق معنينو، ومن فقراته “هكذا نحن” لأحمد قروق و”شباب التنمية” لأحمد الزوكاري و”سباق الثانويات” لمحمد شيبان… أما برنامج “موزاييك” المخصص للجالية فهو من إعداد احمد قروق وينجز بالتعاون مع القناة الثانية الفرنسية، القناة التي كانت تنجز برنامج “المغرب نحن” من خلال استجواب تجريه القناة الثانية مع رؤساء الدول وهي فرصة للتعريف بخصوصيات البلد الضيف، وفي حلقة المغرب تم التعريف بالطبخ والزليج والعمران والملحون. أما الإخراج فكان لشكيب بنعمر بالتعاون مع المخرج الفرنسي.

ولعبد الله شقرون الفضل على شكيب فكلفه بإخراج مسلسل “الشعراء وشعرهم” في خمس حلقات، وكانت هذه بداية ممارسته في الإخراج، ولكن رغم ذلك كان يتناوب مع محمد بوجنة في إخراج السهرات، التي أصبحت بعد ذلك تحمل اسم “سهرات الأقاليم”.

تكفل بنعمر بسيناريو وإخراج مسلسل “عزيزة” من تأليف أحمد عبد السلام البقالي، وشارك في التمثيل محمد الجم ونزهة الركراكي وفاطمة الركراكي، المسلسل لقي إقبالا كبيرا وأعيد بثه ما يقارب ثمان مرات. وقام شكيب أيضا بإخراج مسلسل “الشرع عطانا ربعة” عن رواية للراحل محمد أحمد البصري وشارك في التمثيل الراحلة ثريا جبران والراحل سعد الله عزيز ومحمد مفتاح وخديجة أسد.

كما أعد سيناريو وأخرج مسلسل “نساء آل الرندي” المقتبس من رواية للميلودي شغموم حصلت على جائزة المغرب للكتاب.

في سنة 1987 تقلد مسؤولية مصلحة المنوعات، وبالموازاة مع عمله الإداري واصل الراحل شكيب بنعمر إنجاز مجموعة من الأعمال التلفزية، من بينها برنامج وثائقي تحت عنوان “عندما ينضج التمر” خاص عن مرض البيوض الذي يصيب التمور بالراشيدية، وحصل به على جائزة المركز الدولي للإذاعات والتلفزات الناطقة بالفرنسية. كما قام بإخراج برنامج  “الشاهد” بالتعاون مع محمد الضو السراج.

وانتقل إلى الدراما حيث أخرج “خيوط العنكبوت”، ثم مسلسل “ذئاب في دائرة”، الذي نال عام 1997 على جائزة من مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون (مناصفة مع المخرج المصري المعروف محمد فاضل).

وفي مرحلة التقاعد انتقل شكيب لتلقين ما راكمه من تجربة لطلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، حيث كان يركز على الجانب التطبيقي، كما درس مادة الإخراج والسيناريو بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

القاعات السينمائية المغربية تشرع في عرض “واحة المياه المتجمدة”

واحة المياه المتجمدة فيلم مغربي جديد من إخراج رؤوف الصباحي وبطولة نسرين الراضي وأحمد حمود… …