برتران تافيرنييه

السينما الفرنسية تفقد واحدا من أبرز مخرجيها برتران تافيرنيي

احتفى به المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ18

بيت الفن

توفي المخرج الفرنسي الشهير برتران تافيرنيي، الخميس، عن عمر يناهز 79 عاما، وفق ما أعلن “معهد لوميير” في ليون الذي كان يترأسه.

وأعلن المعهد الذي يعنى بالفن السابع في تغريدة “غياب برتران تافرنييه اليوم”، معرباً “مع زوجته وولديه نيلس وتيفاني وأحفاده” عن “الحزن والألم” لرحيله.

من وكيل يروج لأفلام مدرسة الموجة الفرنسية الجديدة التجريبية، إلى كاتب وناقد سينمائي، لم يصنع المخرج الفرنسي الشهير اسمه في عالم السينما، إلا عندما أخرج أفلاما تنتمي إلى تيار لم يكن يحظى بشعبية في فرنسا خلال الستينيات، وهو التيار الواقعي.

احتفى به المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ18، بمنحه جائزة النجمة الذهبية تكريما له على مجمل أعماله السينمائية.

وعرض المهرجان نبذة من أشهر أعمال المخرج في السينما الفرنسية وفي هوليوود، مثل “صانع الساعات” و”القاضي والقاتل”، وفيلم “صفحة نظيفة” الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، قبل أن يصعد الممثل الأمريكي الشهير هارفي كايتل، الذي عمل مع تافرنييه في فيلم “حارس الموت”، ليقدم له الجائزة.

وقال تافرنييه بعد تسلمه الجائزة، إنه يقتسم هذا التكريم “مع كايتل والممثلين والمخرجين المغاربة، ومع المشاهدين الذين لا يزالون يتدفقون على القاعات لمشاهدة الأفلام”، وأضاف: “أنا ابن مدينة ليون التي يتحدر منها الأخوان لوميير، وفيها توصلا إلى أحد أكثر اختراعاتهما ثورية، آلة السينماتوغراف، تلك الآلة الثورية التي مكنتهما آنذاك من التقاط العالم”.

واختتم تافرنييه كلمته باقتباس من فيلم “الأيرلندي”، أحدث أفلام المخرج مارتن سكورسيزي، مستعيرا عبارة وردت على لسان بطل الفيلم روبرت دي نيرو، عندما قال: “لست متأكدا إن كنت أستحق هذا التكريم، لكني متأكد من أنني لا أستحق التهاب المفاصل”.

وشكل تافيرنييه شخصية بارزة في السينما الفرنسية، وعرفت عنه انتقائيته في أعماله، واكتسب سمعة عالمية، ومن بين أفلامه ما هو معاصر فيما يدور البعض الآخر في أجواء حقب تاريخية، وكان لديه ميل إلى الموضوعات المجتمعية.

ودفعه عشقه للسينما إلى بذل جهود لحفظ التراث السينمائي وضمان انتقاله إلى الأجيال المقبلة، مدفوعاً برغبته في الدفاع عن السينما الفرنسية المستقلة وبشغفه بسينما القرن العشرين الأمريكية.

وحازت أفلامه جوائز كثيرة، ورشح للأوسكار عام 1983 عن “كو دو تورشون”، وفاز في فئة الإخراج في مهرجان كان عام 1984 عن “آن ديمانش آ لا كامباني”.

ونال عام 1990 جائزة بافتا لأفضل فيلم أجنبي عن “لا في إي ريان دوتر” وجائزة “الدب الذهبي” في مهرجان برلين عن “لابا” عام 1995، و”الأسد الذهبي” في مهرجان البندقية عن مجمل مسيرته عام 2015.

وولد برتران تافيرنيي في 25 أبريل 1941 في ليون، وهو نجل الكاتب والمقاوم رينيه تافيرنييه.

وأخرج تافرنيي حوالى 30 فيلما طويلا لكن بداياته كانت كناقد سينمائي قبل أن ينتقل وراء الكاميرا. وبات يهتم قبل فترة قصيرة بالأفلام الوثائقية ومن بينها “فواياج آ ترافير لو سينما فرانسيه” (رحلة عبر السينما الفرنسية) في عام 2016.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان البندقية يتوج المخرج الألماني فرنر هرتزوغ بجائزة «إنجاز العمر»

سبق للمخرج الألماني المعروف الحصول على عدة جوائز عالمية أبرزها جائزة إنجاز العمر لأكاديمية الأفلام …