ليلى بنحليمة وخديجة الفحلي

ليلى بنحليمة وخديجة الفحلي تحكيان “ذكريات نسائية” بالألوان

فنانتان تتوحدان في الرؤية وتختلفان في الأسلوب الصباغي

بيت الفن

يستقبل رواق “منظار” بالدارالبيضاء انطلاقا من 6 إلى 30 مارس 2021، معرضا ثنائيا تحت تيمة “ذكريات نسائية”، لكل من الفنانتين التشكيليتين المغربيتين، ليلى بنحليمة، وخديجة الفحلي.

وفي هذا السياق، تعبر تجربة ليلى بنحليمة عن كل صورها الذاتية المتحررة من الجسد، إذ ينطلق مقتربها الفني من الحلم إلى الفن الروحي.

وعن تجربتها قالت الناقدة الفنية، ليلى بلحاج، تظهر لوحات بنحليمة نزوة فرشاتها، وتصبح أداة في خدمة كياناتها التي يتم التعبير عنها من خلالها.

شخوص ذات قرون بعيون ثاقبة. كيانات راقصة على خلفية السند، عدد لا يحصى من الألوان الهادئة، حيث تتحرك الكائنات من مكان آخر وتراقبنا. وتضيف الناقدة بلحاج أن أعمالها تختزل مشاهد تمثل حوافر الخيل، وجوه ملائكية ضاعت في متاهة نسجتها الحياة مثل شبكة عنكبوت، ازدواجية الرؤوس وعدم وجود جسد، وجه بشري في جسد وحشي مع نظرة فاحصة، في انتظار إجابة، ولكن ما الإجابة التي تنتظر هذا الكائنات الهلامية؟

لوحات ليلى بنحليمة عبارة عن العديد من الأسئلة، والعديد من الألغاز التي يجب حلها، والعديد من النظرات الحيوانية حيث تخترق النظرة جانبنا الصوفي وتدعونا إلى تمرير الجانب الآخر من المرآة إلى بعد آخر غير مؤلم وغير عنيف، بعد السند أو الحامل، حيث تملأ ألوان التظليل الجو بأمواج إيجابية وأمل. وجها لوجه مع كلاب عملاقة، وجها لوجه مع الأسماك، والأحلام تمسك بنا، ولكن تريحنا، وتغلفنا وتعود بنا إلى طفولتنا حيث لا يزال الخيال ممكنا، ويمكننا أن نحلم بالأسماك والحيوانات التي تتعايش مع البشر في التناضح الكامل ودائما زائل. أعمال تجمع بين الهواء والأرض والبحر والحيوانات والنباتات ووجوه النساء والرجال ذوي القرون مع نظرات تمعن النظر في الحياة الأخرى من المرآة.

في حين تقدم الفنانة التشكيلية، خديجة الفحلي، تجربة صباغية خاصة، فأعمالها تحكي قصص وزمن الصبا، وتمثل أيضا نافذة على الماضي البسيط، ماضي الطفولة بحماسته وشقاوته ولعبه. أعمالها غنية بالإشارات والرموز الفنية، كما أنها تحيل على الثقافة في روافدها المتعددة والموروث المغربي الأصيل.

غالبا ما ينتمي العمل لصاحبه المبدع، هذا التأمل يظل قاعدة للفنانة الفحلي، فالصباغة بالنسبة إليها أرض خصبة لإعادة المعرفة، مكان حيث تقدم فيه للعالم ما هو جدي وصريح، تبدأه بإنسانيتها، وقربها من الآخرين. فنانة عصامية تنفك من كل أسلوب يحصرها في دائرة معينة دائمة البحث عن إثراء تجربتها التصويرية، بيد أنها أسست أسلوبا تشكيليا خاصا وطورت تقنية وحدها تعرف أسرارها اللونية، ذلك أن الإبداع من منظورها الخاص تعبير رمزي حر عن ما اختمر في العقل والوجدان، بأسلوب جريء وتلقائي يختزل عناصره الجوهرية المنسابة.

المهتم بالثقافة التشكيلية يجد في أعمالها يدا عصامية تقودها إلى خانة الفن الفطري أو الفن الخام حسب مجموعة من المدارس التشكيلية. تنفتح أعمالها الأخيرة على رموز أشبه بالأبواب والنوافذ، تاركة هذا الصنيع الجمالي مشرعا على الغرائبي.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

أحمد المكاوي يدعم التشكيل بصيغة المؤنث في معرض “نظرات نسائية” بالدار البيضاء

“نظرات نسائية” معرض فني برواق المكتبة الوسائطية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء تنظمه جمعية …