قنوات الحياة

الديون تهدد تلفزيون “الحياة” بالزوال

 قطع البث عن قنوات “الحياة” يعكس أزمة الإعلام المصري وفشل القنوات الخاصة في تدبير أمورها 

بيت الفن

دخلت شبكة تلفزيون “الحياة” في مصر، أزمة جديدة قد تقصيها من المشهد، بعدما قطعت مدينة الإنتاج الإعلامي، أخيرا، البث نهائيا عن قنوات شبكة الحياة، “الحياة”، “الحياة 2″، “الحياة مسلسلات”، بسبب تراكم الديون.

وتعد قنوات الحياة، من أولى الفضائيات المصرية التي دخلت سوق الإعلام الخاص، ويملكها رجل الأعمال السيد البدوي رئيس أقدم حزب سياسي في مصر (الوفد).

وقال المسؤولون عن مدينة الإنتاج الإعلامي في بيان صحافي، إنها أرسلت 3 إنذارات للمحطة منذ شهر أبريل لسداد الديون المتراكمة عليها، ومع التراخي في دفع الديون اضطرت إلى وقف جميع الخدمات المقدمة لمجموعة قنوات الحياة، بما فيها كهرباء البث المباشر، كإجراء أولي، تمهيداً لفسخ التعاقد مع القناة نهائياً.

وكانت مدينة الإنتاج الإعلامي استنفدت كل الطرق القانونية مع القناة، ومنحتها أكثر من مهلة للسداد، وأرسلت القناة خطابا للمدينة تعهدت خلاله بسداد الديون المستحقة في موعد غايته 12 أبريل الماضي، إلا أن إدارة القناة لم تلتزم بالمهلة التي حددتها للسداد.

وأبرز البيان أن إدارة بث الفضائيات المصرية والأجنبية، أتاحت الفرصة للمحطة خلال شهر رمضان ولم يتم اتخاذ إجراءات قطع الخدمات حتى تتمكن من تحقيق إيرادات تسمح لها بالوفاء بالتزاماتها، غير أن إدارة القناة أصرت على عدم السداد، وضربت بكل هذه الإجراءات عرض الحائط.

وذكرت مصادر داخل مدينة الإنتاج الإعلامي أن قرار فسخ التعاقد مع قنوات الحياة سوف سيتم بشكل نهائي وحاسم بعد أسبوعين، في حال الإصرار على عدم سداد الديون المستحقة عليها.

ونفت المصادر ذاتها، أن تكون وراء قطع البث عن قنوات الحياة مواقف أو ضغوط سياسية من أي جهة حكومية.

ويرى مراقبون أن قطع البث عن قنوات “الحياة” يعكس مدى الأزمات التي يتعرض لها الإعلام المصري، وفشل القنوات الخاصة في أسلوب إدارة صحيح يساعدها على تجاوز الخسائر المتلاحقة ويضمن لها البقاء وسط الساحة الإعلامية التي تلقت عشرات الملايين من الجنيهات خلال الأشهر الأخيرة.

ويأتي قرار وقف البث عن قنوات الحياة ضمن سلسلة من الأزمات تتعرض لها المحطة، بسبب خسائرها الفادحة خلال الأشهر الأخيرة، ما دفعها إلى خفض عدد البرامج، والاعتماد على الأعمال الدرامية المسجلة.

ويرى المراقبون أن أزمة فضائيات “الحياة” المالية، رسالة قوية إلى باقي أصحاب القنوات بأن الملكية الفردية للمحطات “خطر” وتقود للإفلاس مهما عظمت المكاسب في الوقت الراهن، لكن المستقبل ينذر بالسوء لتراجع دور الإعلام بشكل عام.

وأضافوا أنه لا بديل عن الدخول في شراكات ودمج بين القنوات لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة، التي تواجه وسائل الإعلام المصرية وتدني نسبة الإعلانات نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها معظم الشركات المعلنة، مع ضرورة تقديم رسالة مهنية وراقية تجبر الحكومة على مساندة الفضائيات المتعثرة.

عن بيت الفن