ترجمها من الفرنسية الصادق الميساوي
بيت الفن
عن منشورات بيت الحكمة بتونس، صدرت، أخيرا، النسخة العربية لكتاب أحمد عبدالسلام “ابن خلدون وقراؤه” بترجمة الصادق الميساوي.
يمهد عبدالسلام لكتابه الذي صدر أولا بالفرنسية، بالإشارة إلى ابن خلدون هو المؤسس لعلم العمران البشري وأكبر المطورين للفكر السياسي من خلال إسهاماته في فلسفة التاريخ والنظم السياسية.
ويرى أن الفكر الخلدوني تطور ببروز المدرسة الخلدونية في تركيا والتي من أبرز رموزها حاجي خليفة (1774-1856) والكاتب أوغلو، فضلا عن اهتمام كتاب ومستشرقين بكتاب “المقدمة”، وتأكيدهم لتشابه ما ورد فيه مع أفكار فلاسفة عصر الأنوار مثل مونتسكيو، ولهذا أُطلق على ابن خلدون اسم “مونتسكيو العرب”.
ويؤكد عبدالسلام أن القراءات المتعددة لأفكار ابن خلدون تتنوع بتنوع القراء إبستمولوجيا وأيديولوجيا، ولكل قراءة منها مشروعيتها.
ومما ورد في الكتاب إن نص “المقدمة” نص طيع ذلول ينقاد للقراءات المختلفة ويثير من الأسئلة ما قد لا يثيره نص آخر. هو نص طيع ذلول بما درس من مواضيع المجتمع والدولة الملك.
عاش ابن خلدون بعد تخرجه من جامعة الزيتونة فى مختلف مدن شمال إفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما توجه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولى فيها قضاء المالكية، أي على المذهب المالكي، وظل بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث توفى عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين عاما ودفِن قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركا تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد.
استرعى ابن خلدون انتباه العالم الغربي لأول مرة في عام 1697 م، عندما ظهرت سيرة له في مكتبة بارتليمي دي هوربيلوت دي مولينفيل في أورينتال، وبدأ يكتسب المزيد من الاهتمام من عام 1806م، عندما شمل سيلفستر دي ساسي كريستوماثي سيرته.
وفى عام 1816 ميلادية، نشر دي ساسي مرة أخرى سيرة ذاتية مع وصفٍ أكثر تفصيلا لمقدمة ابن خلدون، وظهرت المزيد من التفاصيل والترجمات الجزئية لكتابه على مر السنين حتى نشر الطبعة العربية الكاملة في عام 1858، ومنذ ذلك الحين، درس عمل ابن خلدون على نطاقٍ واسع في العالم الغربي مع اهتمام خاص.