محمد وقيدي

الكاتب والمفكر محمد وقيدي يودع الحياة في صمت

خلف وراءه مؤلفات فكرية وفلسفية تعتبر مراجع لا محيد عنها

عانى في حرقة وصمت منذ رحيل زوجته التي كانت سندا له في حياته وفي عمله

خانه بصره ولم يعد يستطيع القراءة والكتابة ولا حتى المشي الذي اعتاد أن يكون رياضته اليومية

بيت الفن

فقدت الساحة الثقافية المغربية والعربية، صباح الجمعة سابع غشت 2020 بالرباط، الكاتب والمفكر أستاذ الأجيال  بجامعة محمد الخامس، وعضو اتحاد كتاب المغرب، محمد وقيدي، الذي عانى في المدة الأخيرة من وطأة المرض، ومن رحيل زوجته التي كانت سنده في الحياة الدنيا.

ونعى عدد من الكتاب والمغاربة الراحل، الذي كان أحد كتاب الرأي، بصحيفة “الصحراء المغربية”.

وكتب الشاعر المغربي، صلاح بوسريف على صفحته الفايسبوكية “فجعت هذا الصباح بخبر رحيل المفكر المغربي، الصديق محمد وقيدي. كنت مدركا، مثل غيري من الأصدقاء، ممن كنا نزوره بين الفينة والأخرى، أنه يعاني في حرقة وصمت، منذ رحيل زوجته التي كانت سندا له في حياته وفي عمله، وأن بصره خانه، ولم يعد يستطيع القراءة والكتابة، ولا حتى المشي، الذي اعتاد أن يكون رياضته اليومية…لروحك السلام، صديقي، فأنت موجود بيننا، بما تركته فينا من كتابات ومعارف، كانت الضوء الذي به قسنا مسافة ما اعترانا من ظلمة ويأس، في وجود لم يعد بقدر ما حسبناه فيه من وجود”.

من جانبه قال الناقد أحمد سيجلماسي “بمناسبة هذا المصاب الجلل أتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد ولأسرة الفلسفة والفكر بالمغرب، راجيا من الله أن يتغمد الراحل بواسع رحمته.. لقد ساهم الأستاذ وقيدي، إلى جانب أساتذة أجلاء آخرين من قبيل محمد سبيلا وسعيد بنسعيد العلوي والراحل جمال الدين العلوي وغيرهم في تكوين أجيال من طلبة الفلسفة، وأنا واحد منهم، خصوصا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس (ظهر المهراز) في سبعينيات القرن الماضي”.

من جهته وصف الكاتب محمد البكري المفكر والكاتب محمد وقيدي، بأحد اكبر فلاسفة المغرب من الجيل الثاني، الذي ذاع صيته عبر العالم العربي من خلال مساهماته في علم المعرفة الإبيستيمولوجيا، الرجل البيضاوي الطيب، اللطيف الخلوق.. المفكر العميق والباحث الجاد، العف اللسان والجميل المجالسة..كتاباته أثرت التراث الفكري المغربي برافد له خصوصيته ، وأثرت في أجيال بكاملها، من الطلبة والدارسين… والباحثين…

وأضاف البكري “وداعا صديقي.. في مرتبة أستاذي، منذ لقيتك لأول مرة في أواسط السبعينيات برفقة أستاذنا الراحل جمال الدين العلوي والأستاذ الفيلسوف العزيز محمد سبيلا . ترسخت صورة شخصيتك الطيبة، الإبستيمولوجبة العميقة، الباشلار ية وما بعد الباشلارية، وتوطدت العلاقة الفكرية والثقافية.. لم تتركنا وحيدين، لا خلال صدور مجلة الثقافة الجديدة، ولا بعدها. رغم افتراق الطرق،  الود اللطيف والتقدير العميق المتبادل، ترسخ..ستبقى ذكراك خالدة…حية متألقة…وداعا….صديقي الكبير وعزائي إلى كل أصدقائك الخاص وعلى الكبير العالي سي محمد مفتاح”.

وخلف محمد وقيدي، الحاصل سنة 1979 على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والمتخصص في فلسفة المعرفة عند غاستون باشلار “الابستمولوجيا”، وراءه مؤلفات فكرية وفلسفية تعتبر مراجع لا محيد عنها.

ومن أبرز مؤلفات الراحل: “فلسفة المعرفة عند غاستون باشلار” (دار الطليعة، بيروت، 1980) ثم (مكتبة المعارف، الرباط ، 1984).

“العلوم الإنسانية و الإيديولوجيا” (دار الطليعة، بيروت، 1983) ثم (منشورات عكاظ ، الرباط 1988).

“ما هي الإبستمولوجيا؟” (دار الحداثة ، بيروت ،1983) ثم (مكتبة المعارف، الرباط، 1987).

و”حوار فلسفي: قراءة في الفلسقة العربية المعاصرة” (دار توبقال للنشر، البيضاء، 1985).

“كتابة التاريخ الوطني” (دار الأمان، الرباط، 1990).

“بناء النظرية الفلسفية: دراسات في الفلسفة العربية المعاصرة” (دار الطليعة، بيروت، 1990).

“البعد الديمقراطي” (دار الطليعة، بيروت، 1997).

“أبعاد المغرب و آفاقه” (1998).

“جرأة الموقف الفلسفي” (إفريقيا- الشرق، الدار البيضاء و بيروت ( 1999).

“التعليم بين الثوابت والمتغيرات” (نداكوم للطباعة والنشر، الرباط ( 1999).

“التوازن المختل : تأملات في نظام العالم” (دار نشر المعرفة، الرباط ( 2000).

“لماذا أخفقت النهضة العربية؟” (بالاشتراك مع احميدة النيفر) سنة 2002.

“الإبستمولوجيا التكوينية عند جان بياجيه” ( 2007).

“الإبستمولوجيا التكوينية في فلسفة العلوم” ( 2010)…

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تتويج وتكريم وجوه فنية مغربية بمهرجان مينا السينمائي بهولندا

تتويج المشاركة المغربية في المسابقة الرسمية بـ4 جوائز مهمة وتكريم 3 وجوه بارزة في المجال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *