ليلى السليماني

ليلى السليماني تروج لروايتها الجديدة “في بلد الآخرين”

بيت الفن

بعد إرجاء جولتها الرامية للترويج لروايتها الجديدة “في بلد الآخرين” بعدد من المدن المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و29 مارس الماضي بسبب جائحة كورونا، تمد الروائية المغربية الفرنسية ليلى السليماني من جديد جسور التواصل مع قرائها يوم الخميس 25 يونيو الجاري، على الساعة الثالثة بعد الظهر، من خلال صفحة المعهد الفرنسي بالمغرب على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.

تعود ليلى السليماني الفائزة بجائزة غونكور لعام 2016 برواية “أغنية هادئة”، مع روايتها الجديدة “بلد الآخرين” (Le pays des autres)، الصادرة عن منشورات غاليمار، مارس 2020، إلى أرض المغرب التي ولدت فيها عام 1981. لتفتتح مع هذه الرواية ثلاثية تمتد من عام 1945 إلى اليوم، والمتمركزة على عائلة، هي عائلة أمين بلحاج، المغربي الذي قاتل مع الفرنسيين، وتزوج من امرأة ألزاسية، ماتيلد، وأخذها إلى منطقة قريبة من مكناس، حيث اشترى والده أرضا صخرية وقاسية.

هذا المجلد الأول، الذي يحمل عنوان “الحرب، الحرب، الحرب”، يقود أمين، وماتيلد وآخرين حتى عام 1956عشية الاستقلال. إنها رواية رائعة مليئة بالحيوية، وتتأرجح بين العنف والصفاء وبين القسوة والجمال. مليئة بشخصيات هائلة نتعلق بها رغم مساحاتها الرمادية. أمين وماتيلد بالطبع، وكذلك ابنتهما عائشة، التي سيكون لها، بلا شك، دور كبير في الجزء الثاني من الملحمة، عمر وسلمى، أخ وأخت أمين، ومراد، رئيسه، ودراغان، الطبيب والصديق، وزوجته كورين.

جميعهم مثيرون. لقد حملتهم الدوامة التي اجتاحت المغرب في تلك السنوات، واستياء المغاربة أكثر فأكثر من ظلم وضعهم، أمام ازدراء وعنصرية بعض المستوطنين الفرنسيين، وعمى هؤلاء وأولئك الذين يتطرفون، من كلا الجانبين. ويتم نقل القارئ عن طريق السرد، ومن خلال الكتابة الحادة والحسية على حد سواء، واللينة والخشنة لليلى السليماني.

وفي هذا السياق نورد ترجمة لمقابلة مع السليماني أجراها جان كلود فانتروين (JEAN-CLAUDE VANTROYEN)، لجريدة «لوسوار» (Le Soir) البلجيكية، في 29 فبراير الماضي.

* هل أردت الرجوع مجددا إلى الأرض التي ولدت فيها؟

** لقد شعرت بالاستعداد لمقاربة المغرب كمجال رومانسي. لقد قطعت مسافة كافية من هذا البلد لأتمكن من جعله رواية. وكان لدي شعور بأن المغرب يصلح تماما لذلك: إن تاريخه مذهل، ومليء بالتحولات والمنعطفات، وبالشخصيات التاريخية اللامعة.

* هل تتضمن الرواية عناصر من تاريخ عائلتك؟

** نعم. كان أجدادي من جهة الأم زوجين مختلطين: كانت جدتي من الألزاس وكان جدي جنديا في الجيش الاستعماري. ولكن الخيال هو الذي اشتغل بعد ذلك.

* لا وجود لمانوية، هناك فقط بشر مع رغباتهم، وعنفهم، وأخطائهم، وأحلامهم وأوهامهم.

** هذا ما كنت أحاول الدفاع عنه منذ بداياتي في الأدب. وعلاوة على ذلك، أعتقد أن الأدب هو أفضل طريقة لإظهاره: إنه أرض الغموض والارتباك وكل ما هو رمادي. هذا هو المكان الذي يمكننا فيه أن نحاول تسليط الضوء على تعقيد معين يصعب أحيانا التعبير عنه في الحياة اليومية.

* العنوان رائع، “بلد الآخرين”: كل واحد يعيش بالفعل في بلد الآخرين، والنساء يعشن في بلد الرجال أليس كذلك؟

** دائما ما يشعر كل شخص بأنه أجنبي، وبأنه مهمش في جميع الأحوال، وبأنه ينظر إلى الأشياء بشكل ما من الخارج، وبأنه غير معترف به. ثم إن النساء تخضعن لهيمنة مزدوجة. إنهن يعشن الاستعمار والأحداث السياسية، وهن مسيطر عليهن من قبل الأبوية، ومن قبل الرجال. يتم استعمارهن والهيمنة عليهن على نحو مضاعف.

* هناك مشاهد عنف كبير في كتابك، ولكن هناك أيضا مشاهد رائعة الجمال.

** شعرت هنا بالقدرة على التعبير عن المزيد من الرقة، حتى لو كان كتابا يسود فيه العنف. أردت أيضا أن أظهر جمال الطفولة، والحب الأمومي، والحب بشكل عام، والرغبة التي يمكن أن تنشأ لدى فتاة مراهقة، وجمال المناظر الطبيعية. تفحص هذه الرواية التعارض بين العنف والجمال. لكن صحيح أن العنف شيء أحاول فهمه، لأنه دائما ما يكون أعمى. ينشأ العنف عندما لا تتوفر كلمات أخرى. بالنسبة للكاتب، إنه لأمر رائع، لأنه اعتراف بفشل الكلام.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“صمت وطابوهات” لقاء أدبي يجمع بين سليماني..فاسيكي وبنزين

عبر تقنية الفيديو انعقد يوم الخميس 11 فبراير 2021، لقاء الأدبي بعنوان "جئت من بعيد.. أكتب بالفرنسية...