بيت الفن
في إطار احتفالها بالذكرى 25 لتأسيسها (1995 /2020)، التي صادفت الدورة 21 من فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (28 فبراير 7 مارس 2020)، حرصت الجمعية المغربية لنقاد السينما على أن تكون أنشطتها خلال هذه السنة متميزة، وأن يكون حضورها في المهرجان أكثر فعالية.
وفي هذا السياق، تختتم الجمعية مشاركتها في المهرجان بالإعلان عن جائزة النقد 2020، التي ستمنح لأفضل فيلم روائي طويل وأفضل فيلم روائي قصير عبر لجنة اختارت لها الجمعة 3 من أعضائها النشطين بوشتى فرقزايد، سعيد لبيب، ومحمد البوعيادي.
وفي إطار ثقافة الاعتراف نظمت الجمعية حفل تكريم ووفاء لرئيسها المؤسس، خليل الدامون، الذي خصه محمد نور الدين أفاية بكلمة تضمن مسار الرجل مع كتابة القصة وممارسة النقد السينمائي، مرورا بتحمل المسؤولية داخل الجمعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، ككاتب عام، لهذا الإطار الوطني بين سنتي 1985 و1992، ثم تأسيسه للجمعية سنة 1995.
وتضمنت أنشطة الجمعية، أيضا، حفل تقديم الإصدار الجديد للمخرج سعد الشرايبي “أشلاء من الذاكرة … السينمائية” لسعد الشرايبي، الذي يختزل مسار 50 سنة من الكواليس وتاريخ السينما المغربية.
كما أشرفت الجمعية على تسيير لقاءات مناقشة الأفلام التي احتضنتها قاعة سينما روكسي على مدى ايام المهرجان.
ومن أبرز أنشطة الجمعية في المهرجان تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع ” إلى أين تسير السينما المغربية: إشكالية الإبداع” بمشاركة محمد مفتكر، سعد الشرايبي، محمد الشريف الطريبق، نور الدين لخماري، أسماء المدير، معدان الغزواني، نور الدين أفاية، عمر بلخمار، حمادي كيروم.
وتوزعت محاور الندوة حول مشكل السيناريو، وعملية الإخراج وتوظيف الصورة، التوظيف الضوئي والموسيقي
ومما جاء في ورقة المائدة المستديرة “إن المتتبع للحقل السينمائي المغربي سيلاحظ أن الإنتاج السينمائي الذي سهرت الدولة على تحقيقه في أفق تطوير الصناعة السينمائية الوطنية بمواصفات مهنية قد ربح الرهان على العموم. وإذا كان هذا الرهان قد تحقق بناء على سياسة الدولة الداعمة للحقل السينمائي، من خلال توفير الحد الأدنى من البنيات التحتية ، وتنظيم المهنيين في غرف ونقابات ، وتنزيل القوانين الناظمة لتدبير المال العام وتحصينه، فإن المستوى الفني والإبداعي يتطلب منا أن نقوم بمراجعة هذا الكم المتوفر، لتقييمه وتحصينه من الشوائب والطفيليات للدفع به نحو الأحسن والأكمل لضمان انتظامه واستمراريته وخلوده.
وتساعدنا القراءة العامة لهذا المنجز السينمائي إلى استنتاج هدة ملاحظات من بينها:
يتصف المنتوج السينمائي المغربي بتعدد الأجناس الفيلمية: فهناك الأفلام الدرامية وأفلام المغامرات والكوميديا والتحقيق البوليسي وأفلام التاريخ السوسيولوجي وأفلام التجريب…
تعالج هذه الأفلام قضايا متعددة تمتح من اليومي الاجتماعي والعاطفي والذاتي والحميمي والسياسي و التاريخي وآثار الهجرة على الأجيال وقضايا المرأة والأطفال.
تستعمل سجلات لغوية تنتقل بين العربية الدارجة، وهي المهيمنة ، والأمازيغية بتفرعاتها الريفية وتشلحيت والحسانية واللغة الفرنسية .
استطاعت هذه الأفلام أن تغطي أغلب الجغرافيا الجهوية للمغرب من شماله الى جنوبه .
أُثبتت هذه السيرورة أهمية وإيجابية تعايش وتفاعل أجيال المخرجين السينمائيين، التي جمعت بين جيل المؤسسين وجيل المؤصلين وجيل الشباب ، الذين أنتجوا فيلمهم الطويل الأول ، أو الذين لا زالوا في مزرعة الفيلم القصير، وهم كثر ويبشرون بأفق إنتاجي غزير .
وأفادت الجمعية أنها تسعى من وراء هذه الطاولة المستديرة التي شارك فيها بعض الفاعلين في الإبداع السينمائي المغربي، إلى تثمين الجدية والمسؤولية الفنية والثقافية للسينمائيين المبدعين، وتحليل وكشف ومناقشة الهنات و العثرات الإبداعية التي تبين الفارق الأكبر بين السينما واللا سينما في إنتاجنا ، هذه الهنات والعثرات التي بدأت آثارها تتجلى في حقلنا السينمائي من خلال التعطيل الذي أصبح يتجلى في تفاعل الفيلم المغربي مع جمهوره سواء على المستوى المحلي أو الدولي وكذا مع باقي المكونات المتلقية للفيلم المغربي من نقاد وصحافيين وباحثين في مجال الثقافة السينمائية.