سعد الشرايبي

“شذرات من ذاكرة سينمائية” للشرايبي..مرجع في الفن السابع

يستعرض الكتاب في فصوله الثمانية كواليس وتاريخ السينما المغربية

بيت الفن

يستعرض الكاتب والمخرج السينمائي سعد الشرايبي في كتابه الموسوم” شذرات من ذاكرة سينمائية”، مسار 50 سنة من كواليس وتاريخ السينما المغربية.

ويناقش الكتاب في فصوله الثمانية عبر 235 صفحة من القطع المتوسط، الأحداث التي طبعت (السينما المغربية)، من قبيل مهرجانات السينما، الجامعة الوطنية الوطنية للأندية السينمائية، المركز السينمائي المغربي، تنظيمات مهنية، النقد السينمائي في المغرب، إلى جانب كتابات تأملية وتفكيرية حول الأدوات واللغة السينمائية.

ويكفي أن نذكر ان الفصل الأول الذي عنونه الشرايبي بـ”التاريخ”، تحدث فيه عن أولى ذكرياته عن السينما المغربية تعود إلى الستينيات من القرن الماضي، مبرزا انه نسج علاقة مع ثلة من أبناء الحي، الذين أتوا من مناطق مختلقة، وكانوا في أغلبيتهم طلبة في كلية الطب، وكان من بين هذه الجماعة واحد له علاقة مع الراحل محمد الركاب، الذي دخل المغرب، بعدما أكمل دراسته في المجال السينمائي بموسكو.  يقول الشرايبي في الفصل نفسه أن أصدقاءه كانوا يناقشون جميع المواضيع الراهنة التي تسيطر على الساحة الثقافية والسياسية والفنية، وكان سؤال الحالة الاجتماعية في المغرب يثير حفيظتهم.

ومع الأيام قدم لي هذا الصديق محمد الركاب، الذي ربطت معه علاقة صداقة، وعلى إثرها جرى رفقة المجموعة إنشاء جمعية حملت اسم “العزائم” أي الإرادات. وأخذت هذه الجمعية على عاتقها تنظيم لقاءات مناقشة في دار الشباب بوشنتوف وسيدي معروف بالدارالبيضاء.

وطرح الراحل محمد الركاب إنشاء ناد سينمائي، على غرار مجموعة شباب اسسوا ناديا سينمائيا في الرباط (نادي العمل)، وهكذا رأى النور نادينا السينمائي، إلى جانب جمعية (العزائم).

والتحق بالنادي شباب من فئات مختلفة ضمنهم تلاميذ في الثانويات وطلبة جامعيون، إلى جانب محمد الطوزي، ومحمد مهدي، وحسن رشيق ثلاثة أساتذة جامعيون في السوسيولوجيا والأنثربولوجيا، فضلا عن كتاب.

كما طبعت هذه المرحلة انتساب آخرين مثل يوسف فاضل، حميد نجاح، محمد سحماوي، شفيق السحيمي، الذين ينشطون المجموعة المسرحية “البسيم” في دار الشباب بوشنتوف.

وانضمت إلى النادي، أيضا، أسماء أخرى طبعت اليوم المشهد الثقافي والسياسي والجمعوي والمالي. ويؤكد هؤلاء أن النادي السينمائي شكل لهم مفتاحا لرؤية العالم بشكل مختلف، كما اعتبروه جسرا للتواصل والتكوين.

من جهة أخرى أشار الشرايبي إلى ان أعضاء النادي السينمائي كانوا يتابعون ما جد في الساحة السينمائية العالمية، وكلما شاهدوا شريطا تعهدوا بالنقاش والحوار، وسرد الشرايبي مجموعة من الأفلام منها لمخرجين مرموقين على ذلك العهد مثل وبودوفكين، وويم ويندرز، وأنتونيوني، وتاركوفسكي ودوسيكا، وشاهين، وشادي عبد السلام، وتوفيق صالح، وأشرطة لمخرجين من بلغاريا، والتشيك، ورومانيا، وكوبا، والقائمة طويلة.

وجذب النادي السينمائي، بشكل جدي، أسماء معروفة في تلك الفترة من قبيل، الأخوين مصطفى وعبد الكريم الدرقاوي، وعبد القادر لقطع، وحميد الزوغي، وأسماء أخرى.

حاول الشرايبي في منجزه أن يواكب الحركة السينمائية المغربية برجالها، وفتنتها وآمالها وتطلعاتها، وكذا أزماتها. وبلغة فرنسية تنتمي إلى السهل الممتنع سلط الضوء على تجارب سينمائية ومهرجانات، ففي فصول الكتاب الثمانية، يؤكد الشرايبي أن الكتاب ثمرة مجهود ومثابرة، من خلال مجموعة المقالات التي كتبت في أمكنة وأزمنة مختلفة.

وبخصوص مؤلف” شذرات من ذاكرة سينمائية” كتب محمد صوف “عرف عن سعد الشرايبي انه شغوف بالصور ومعجب بها، والآن مفتون بالكلمة، فهو من كتاب الندرة أو القلة. هذا الكتاب ثمرة 28 سنة من المثابرة والتفكير والتأمل، والنتيجة عمل نضالي. واطلع الكاتب والمخرج بعمق على جميع التقارير على اختلاف مكوناتها في الحقل السينمائي، او يما يسمى بالفن السابع، في المغرب، وله مجموعة من الكتابات النقدية حول السينما الوطنية والمغاربية. الأمر لا يتعلق بكتاب نقرأه ونتركه جانبا، إنه بالفعل أداة عمل للطلبة في المدارس السينمائية إنه أيضا وسيلة للتفكير من أجل النقد، ومن أجل مهنيي الصورة. الكتاب يمنح مجالا جديدا للنقد، ولا تعوزه الحماسة لفعل ذلك.

وقبل أن يرسخ مساره في السينما، مر سعد الشرايبي من مدرسة نادي السينما، ويعد واحدا من أفضل المخرجين السينمائيين. ويمكن القول إن الكتاب جمع بين دفتيه كل ضروب الثقافة السينمائية.

يشار إلى أن الكتاب تم توقيعه بمعرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر (16 فبراير 2020) في لقاء شارك فيه سعد الشرايبي والناقدين حمادي كيروم ومحمد صوف، وبحضور جمهور نوعي مكثف من رواد وعشاق الفن السابع.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

السينما المغربية تحت أضواء المهرجان الدولي للفيلم في دبلن

تحل السينما المغربية ضيف شرف على العاصمة الإيرلندية من خلال تخصيص يوم كامل لعرض العديد …