بيت الفن
ضمن أنشطة مهرجان أسوان لأفلام المرأة، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 15 فبراير 2020، تم تنظيم حلقة نقاشية حول صورة المرأة في السينما العربية، وكيف عكستها الأفلام التي صدرت في 2019، بحضور ثلة من صانعات السينما والنقاد المصريين والعرب.
وناقشت الحلقة العديد من التساؤلات حول وضع المرأة في السينما العربية، منها هل رسخت الصورة النمطية للمرأة، أم قدمت صورة واقعية صادقة تلامس قضاياها وتطرح همومها؟ وهل أتاحت للمرأة كصانعة أفلام الفرصة لتكون فاعلة في مجالات الفن السابع المختلفة؟.
وقالت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي “المرأة لها دور مؤثر في السينما المصرية، وظهر ذلك في العديد من الأفلام، لكن في 2019 تحديدا، تراجع نموذج المرأة الفعال في المجتمع، ولم تقدم أعمال تبرز دورها وتأثيرها”.
وأضافت “حتى لو كان دور المرأة صغير في الفيلم، مثل دور هند صبري في “الممر”، لكنها قدمت نموذج للمرأة المصرية في الأحداث السياسية، ولها دور محوري جدا”.
وأكدت “لابد أن تتغير الصورة الذهنية للصناع عن المرأة، وللأسف الشديد؛ القضايا الاجتماعية والسياسية غير موجودة في السينما خلال السنوات الأخيرة، ولم تقدم السينما سوى المحتوي السطحي الترفيهي فقط”.
واستكملت حديثها قائلة “نحن لدينا في مصر دراما تليفزيونية تتسع لعدد كبير من الأمثلة الناجحة للمرأة، ويمكنها أن تغير كثيراً من وضعها في المجتمع، بمناقشة حياة هذه النماذج علي الشاشة”.
ومن جانبه، قال الناقد السينمائي أسامة عبدالفتاح “أفلام مثل (سيد الخرطوم)، و(ستموت في العشرين)، عبرت عن السودان، لأنها ليست مجرد أفلام تتحدث عن المرأة فقط، ولكنها أعمال مشرفة علي مستوى السينما”.
وأضاف “فيلم (ستموت في العشرين) تناول صمود المرأة ورفض فكرة أن ابنها سيموت في سن مبكرة، كما رصد مواجهتها للتحديات بمفردها بعد هرب زوجها وتركها لمواجهة الحياة”.
وتابع “وفي فيلم (سيد الخرطوم) لمروة زين، ظهرت المرأة كنموذج مشرف، من خلال فريق كرة قدم نسائي يبحث عن حقوقه، وفي نفس الوقت تناولت مشاكل المجمتع السوداني كلها، وتطرقت لمشاكل الانفصال بين شمال وجنوب السودان”.
واستكمل حديثه قائلا “مروة زين لديها شجاعة كبيرة لتقديم تلك القضايا في الفيل، رغم أنها قُبض عليها 20 مرة بسبب التصوير، نظراً لأن القانون السوداني يمنع التصوير في الشارع ولعب كرة القدم النسائية”.
وتحدثت الدكتورة أنصاف أوهيبة عن المرأة التونسية قائلة “السينما هي مرآة المجتمع، وصورة تؤرخ قضايا في فترة زمنية معينة، ولكن هناك مشكلة في كتابة الشخصيات النسائية في الأعمال السينمائية، وخاصة في تونس”.
وقالت أوهيبة رغم أن هناك أفلاما كثيرة تكتب عن المرأة المظلومة والضحية، ولكن لماذا لم تقترح نماذج عن المرأة الناجحة، وأنا مللت من الأفلام التي تبرز المرأة خلال أحداثها كضحية فقط”.
وأضافت “الأفلام مختلفة في تونس، فنحن لا نلجأ للسينما التجارية، لكن نركز على أفلام المهرجانات، ومقياسي لنجاح فيلم هو وصوله للجميع، والأفلام الآن لديها فرصة كبيرة للانتشار بفضل التطور في العصر الحديث”.
وقالت الناقدة السينمائية انتصار الدرديري “لو تم عرض الأفلام العربية في جميع الدول العربية، سيتم معرفة جميع اللهجات، وعلى سبيل المثال اللهجة المصرية منتشرة بقوة في الدول العربية بسبب انتشار الأفلام”.