“من أجل القضية”.. “أدم”.. “30 مليون”.. “عاشوراء” و”طفح الكيل”
بيت الفن
تشرع القاعات السينمائية في عرض عدد من الأفلام المغربية الجديدة خلال شهري يناير وفبراير 2020.
ومن الأفلام المنتظر عرضها بالقاعات المغربية مع بداية العام الجديد فيلم “من أجل القضية للمخرج حسن بن جلون، ثم “أدم” للمخرجة مريم التوزاني، و”30 مليون” للمخرج ربيع سجيد، و”عاشوراء” للمخرج طلال السلهامي، ثم “طفح الكيل” للمخرج محسن بصري.
“من أجل القضية” فلسطيني ويهودية.. وحدود وعقبات لا تنتهي
تعرض القاعات السينمائية المغربية منذ فاتح يناير 2020 الفيلم الجديد للمخرج حسن بنجلون “من أجل القضية”، بعدد من المدن المغربية (الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، وفاس، وطنجة، وتطوان).
الفيلم الجديد، حسب مخرجه تجربة مختلفة في الكتابة السينمائية، تعتمد على مقاربة تتعامل بشكل بسيط مع موضوع معقد مثل القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه لا يستطيع الادعاء بأنه الأحق بالتعبير عن مشكلات الفلسطينيين، لكنه تناول الموضوع من باب الشعور بأن الاهتمام بالقضية الفلسطينية بدأ يتراجع، رغم أن الأمر يتعلق بالقضية الأولى عربيا.
وتدور أحداث الفيلم، الذي سبق عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي، ضمن مسابقة آفاق السينما عربية، حول عازف عود فلسطيني كريم (رمزي مقدسي) يقيم في برشلونة، ومغنية يهودية من أصول مغربية سيرين (جولي دراي) تقيم في فرنسا، تجمعهما جولة فنية بكل من المغرب والجزائر وتونس.
تبدأ الأحداث في برشلونة بإسبانيا، حيث يعيش الفلسطيني كريم، الذي يغني معزوفات مرفوقة بأشعار فلسطينة للراحل محمود درويش داخل حانة، عزفه المنفرد يثير فضول متعهد حفلات فيطلب منه الالتحاق بفرقة موسيقية للمشاركة في جولة فنية بتونس والمغرب والجزائر فيوافق.
تطلب مغنية الفرقة (سيرين) من (كريم) مرافقتها إلى مدينة فاس لزيارة البيت الذي كانت تعيش فيه عائلتها قبل الهجرة من المغرب إلى فرنسا، فيتغير خط الرحلة بعيدا عن باقي أعضاء الفرقة.
وعند وصولهما إلى الجسر الحدودي بين المغرب والجزائر، حيث تدور معظم أحداث الفيلم يواجه الاثنان سلسلة من المواقف العبثية والمشاكل الإدارية.
شخص أدوار فيلم “من أجل القضية” إلى جانب بطليه رمزي مقدسي من فلسطين وجولي دراي من فرنسا كل من عائشة ماهماه، وعبد الرحيم المنياري، وساندية تاج الدين، وفدوى الطالب، ومحمد حميمصة، وحسن باديدة، وعبد الغني الصناك.
“أدم” نظرة سينمائية مختلفة للأمهات العازبات
تستعد الممثلة والمخرجة المغربية مريم التوزاني لعرض فيلمها الطويل الأول “آدم” يوم 15 يناير 2020 بالقاعات السينمائية المغربية.
ويعيد الفيلم، الذي مثل المغرب في أوسكار 2019، طرح إشكالية الأمهات العازبات في المغرب ليفتح جرحا مجتمعيا قديما.
يفتتح الفيلم بمشهد الممثلة نسرين الراضي التي جسدت دور الشابة الحامل “سامية” وهي بصدد طرق أبواب منازل أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء طلبا للعمل. وهذا بعد أن قررت الابتعاد عن أسرتها بحكم أن الحمل نتج عن علاقة خارج الزواج، لكن الكل رفض فتح أبواب منزله في وجهها، لتجد نفسها عرضة للشارع أمام منزل “عبلة”، وهو دور مثلته لبنى أزابال، الأرملة التي تربي ابنتها الوحيدة بمفردها بعد وفاة زوجها في حادثة سير.
رفضت “عبلة” في بادئ الأمر طلب “سامية” العمل لديها في متجرها الصغير لبيع الخبز التقليدي، لكنها ستغير رأيها بعد أن اكتشفت أن الشابة الحامل تنام على الأرض في الشارع أمام منزلها. ومع توالي الأحداث تستقبل “سامية” مولودها “آدم” برفض شديد ورغبة في أن تتخلص من “وصمة العار” في أقرب وقت.
“30 مليون” تجربة جديدة تجمع نجوم الكوميديا والغناء
من الأفلام التي تفتتح عروض شهر فبراير 2020 فيلم “30 مليون” وهو أول تجربة سينمائية لمخرجه الشاب ربيع سجيد، من بطولة ممثلين معروفين مثل رفيق بوبكر وربيع القاطي، وآخرين يشاركون لأول مرة في شريط سينمائي رغم شهرتهم في مجالي الكوميديا والغناء.
ومن بين هؤلاء نجوم برنامج اكتشاف المواهب “كوميديا” يسار المغاري، والثنائي إدريس ومهدي، ونجمتا برنامجي اكتشاف المواهب “ستار أكاديمي” و”ذا فويس” بنسخته التركية ابتسام تسكت، وكريمة غيث.
كما يمثل في الفيلم، الذي شارك في كتابته كل من منتجته بشرى ملاك والثنائي إدريس ومهدي، المغني غاني قباج، ومليحة العرب فاتي جمالي ونبيل عاطف وفاطمة بوشان.
وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأصدقاء، يتورط أحدهم في مشاكل كبيرة، ليقوم باقي أصدقائه بمغامرات من أجل مساعدته على الخروج من أزمته.
عاشوراء” دعوة لمجابهة كوابيس الماضي
بعد “أيام الوهم”، يعود المخرج المغربي طلال السلهامي في شهر فبراير المقبل إلى الشاشة الفضية بفيلمه الجديد “عاشوراء”.
ويحكي الشريط الطويل، الذي شارك في العديد من المهرجانات الكبرى لأفلام الرعب في باريس وبروكسل وسيول ولوس أنجلوس، قصة أربعة أطفال يستمتعون بلعبة تخويف بعضهم البعض ويتوجهون إلى منزل يزعم أنه ملعون حيث يختفي أحدهم في ظروف غامضة، ليكتشف المشاهد مع توالي الأحداث أن الطفل المختفي اختطفه ما يسمى بـ”بوغطاط”، الوحش الذي يتغذى على أحلام الأطفال وبراءتهم وأفراحهم.
وبعد 25 عاما، يظهر الناجون، الذين حاولوا طوال سنوات نسيان الذكرى المؤلمة إلى أن ظهر صديقهم بتزامن مع اختطاف العديد من الأطفال، حينها بات يتعين على المجموعة مواجهة ذكريات الماضي.
ويتضمن الشريط، الذي ينتمي إلى صنف سينما الرعب، على أكثر من 260 من المؤثرات الخاصة الرقمية، مما يعد سابقة في السينما المغربية.
ويشارك في هذا الفيلم، الذي تم تصويره بين الدار البيضاء والمحمدية، مجموعة من الممثلين مثل صوفيا منوشة، يونس بواب، عمر لطفي، ومحمد الشوبي، وإيفان غونزاليس.
“طفح الكيل” انتفاضة سينمائية في وجه الفساد
بعد مشاركته في عشرات المهرجانات الدولية يستعد المخرج المغربي محسن بصري، لعرض فيلمه “طفح الكيل” الذي يعد صرخة في وجه البؤس الذي يعيشه المجتمع.
ويحكي الفيلم قصة إدريس الصياد، الذي يرحل برفقة زوجته زهرة على عجل إلى الدار البيضاء لإخضاع ابنها لعناية طبية، إذ لم يعد قادرا على تحمل الألم الذي يعانيه منذ أسابيع، إلا أن الزوجين يجدان نفسيهما غير قادرين على توفير ما يلزم من المال لإجراء العملية.
وبموازاة ذلك، يسلط الشريط الضوء على علي، شاب يقفز من أعلى جسر جراء اكتئاب مزمن، غير أنه ينجو من محاولة انتحار، فينقل إلى نفس المستشفى الذي يعالج فيه ابن إدريس، فتنشأ علاقة صداقة بينه وبين علي وأفراد عائلته، ليصبح مصير المريضين معا بين يدي طارق، الطبيب المخلص لمهنته الذي فضل البقاء في بلده الأم على الهجرة إلى كندا.
وتناول محسن بصري، من خلال الشريط، عدة علل تنخر جسد المجتمع منها على الخصوص الفقر والبطالة ويأس الشباب والحالة المزرية للمستشفيات والرشوة التي تسود بها، بالإضافة إلى خيبة الأمل التي يعيشها المغاربة المقيمون بالخارج الذين اختاروا العودة إلى وطنهم الأم.