يتضمن اكتشاف المواهب والتكوين وتشجيع البحث في التراث وتأسيس مجموعات لفن العيطة
بيت الفن
أطلقت جمعية “المفتاح” للموسيقى والثقافة بمدينة تمارة مشروعا ثقافيا وفنيا كبيرا يسعى إلى اكتشاف المواهب والتكوين وتشجيع البحث في التراث الشعبي، وتأسيس مجموعات موسيقية على شاكلة “مجمع لحباب لفن العيطة” الذي يتكون من 16 عازفا بقيادة الفنان والباحث في التراث الشعبي وفنون العيطة عبد العالي مهيدة الملقب بـ”مسناوي”.
واعتبر مسناوي أن العمل على هذا المشروع الثقافي الذي انطلق بإنشاء جوق كبير “حلما” لطالما راوده، واليوم يتحقق على أرض الواقع، مشيرا إلى إن تأسيس جوق “مجمع لحباب” بمدينة تمارة يدخل ضمن أنشطة جمعية “المفتاح” للموسيقى والثقافة، التي يترأسها، وهي فضاء للم شمل الفنانين والمبدعين المغاربة، فضلا عن كونها مجالا للتثقيف والتواصل في ما بينهم، موضحا أن الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة التي تهدف، إلى رد الاعتبار للتراث الموسيقي الشعبي المغربي من خلال إحياء الإبداع الوطني وتشجيع الفنان على مزيد من العطاء.
وتهدف الجمعية، حسب مسناوي، إلى الاهتمام بالفنون الغنائية وعلى رأسها فن العيطة والبحث في أساليب جديدة للارتقاء بهذا الفن والتعريف بها وطنيا وعالميا، والعمل على خلق مدرسة لتلقين فن العيطة وسائر الفنون الغنائية التقليدية عزفا وغناء، بالإضافة إلى القيام بتجارب جديدة على مستوى الغناء والآلات دون المساس بجوهرها وأصالتها مع البحث في النصوص والعيوط المنسية والعمل كذلك على إحيائها ونشرها، وتشجيع البحث العلمي في هذه الفنون الشعبية التراثية، بتوفير الوثائق والنصوص والصور والتسجيلات القديمة لأعلام هذه الفنون، والعمل على خلق متحف محلي أو جهوي لهذه الفنون الغنائية الشعبية القديمة.
وأبرز مسناوي أن فن العيطة إبداع شعبي متعدد الأبعاد يتجاوز الفن كحاجة إلى الفن كمرادف للإنسان، مؤكدا أن هذا الفن عنوان إرث حضاري متجذر في الموروث الثقافي المغربي، وليس مجرد لون فني غنائي.
ففن العيطة، حسب مسناوي، تكمن روعته في كلماته التي خرجت إلى الوجود ووقع تداولها فأصبحت ملكية جماعية، وبالتالي صانتها الذاكرة ثم تناقلتها الأجيال في أفراحها وأحزانها، موضحا أن العيطة نصوص شعرية رمزية عميقة الدلالة، تعكس بصدق عقلية وثقافة البيئة التي أبدعتها وضمنتها تمثلاتها ومشاعرها، وصاغتها صياغة تتجاوز اللغة، كما آن الإيقاعات والألحان الموسيقية للعيطة تعكس نوعا من التفاعل الوجداني مع الأرض ومع الطبيعة.
وشدد مسناوي على أهمية مشروعه الثقافي، الذي يأتي في وقت ازداد فيه الوعي بأهمية الموروث الثقافي الشعبي، وبالتالي تزايد الاهتمام بفن العيطة من خلال الدراسات والأبحاث التي عملت على جمع النصوص الشعرية وتوثيقها وتحليلها، واستقصاء أخبار المبدعين والرواة، وتدوين الألحان الموسيقية، وتنظيم المهرجانات والملتقيات، كل ذلك ساهم ويساهم في تقريب هذا الفن من الجمهور والمتتبعين، وحفظه من الضياع.