سارق الدراجة

“سارق الدراجة” يفتتح عروض إيف سان لوران بمراكش

بيت الفن

افتتح متحف ايف سان لوران بمراكش عروضه السينمائية المبرمجة خلال الفترة الممتدة بين شهري شتنبر الجاري ومارس 2019، بعرض الفيلم الإيطالي “سارق الدراجة” لمخرجه فيتوريو دي سيكا، إنتاج عام 1948، ومدة العرض 93 دقيقة.

ويعتبر فيلم “سارق الدراجة” واحدا من أفضل أفلام تيار الواقعية الإيطالية الجديدة ومن الأفلام ذات التأثير الواضح على التطور اللاحق للسينما العالمية.

تجري أحداث الفيلم في روما بعد انتهاء الحرب مباشرة، وتدور حول مصير رجل عاطل عن العمل يعيش مع زوجته وابنه يجد له عملا كلاصق للإعلانات في الشوارع التي يتنقل فيها مستخدما دراجته الهوائية لكن اللصوص يسرقون دراجته التي اقتناها بعد أن رهن أغطية السرير من أجل الحصول عليها، وذلك أثناء لصقه لإعلانات أحد الأفلام.

وهكذا يشرع الأب بمعية الابن بالبحث عن سارق الدراجة في أرجاء المدينة غير أنه يفشل في العثور عليها. وفي النتيجة يقوم الأب بدوره بمحاولة سرقة إحدى الدراجات عوضا عن دراجته التي لا غنى له عنها من اجل القيام بعمله، فيتنبه المارة له ويطاردونه في الشارع ويلقون القبض عليه ويكيلون له الضربات أمام ابنه المذعور الذي يدافع عن أبيه والذي يجبر الناس على النظر بعين الشفقة والرحمة لحاله فيتمكن من إنقاذه في اللحظة الأخيرة.

كتب الناقد المؤرخ جورج سادول عن فيلم “سارق الدراجة” يعتبر هذا الفيلم ذا أهمية تاريخية ومن أهم الأفلام السينمائية التي ظهرت بعد الحرب وذلك للتأثير الفخم الذي تركه على المستوى العالمي وبالطريقة التي عولج فيها والتي غيرت وجددت المفاهيم الدرامية في السينما.

فالفيلم لا يروي حكاية تتضمن صراعا بين قوى متناقضة بل هو ببساطة يحكي عن رجل يبحث عن دراجته ولمدة 24 ساعة في مدينة كبيرة والتي يتوقف عليها مصير حياته نفسها، وقد كان ذلك في حينه بالنسبة للعالم موقفا جديدا كليا.

لقد كان الموضوع الرئيسي للفيلم هو البطالة في بلد فيه ملايين من الناس العاطلين عن العمل.. وفي المنظور البعيد للفيلم نجد الوحدة والعزلة الإنسانية القاتلة، وغياب التضامن الإنساني، لرجل يعيش في مجتمع لا أحد يعيره أي اهتمام.

عندما لمحوا لكاتب السيناريو زفاتيني إن موضوع العزلة في فيلمه يقترب في بعض الأحيان من أجواء كافكا رد على ذلك قائلا : إن عدم التضامن والعداء الذي جوبه به بطل الفيلم كان واضحا ومفهوما تماما من قبل كل متفرج ثم إن هدفي الأساسي هو تعرية الدراما في السينما إذ أود أن يتعلم الناس رؤية الحياة اليومية والأحداث اليومية بالحماس نفسه الذي يقرأون في كتابا شيقا.

يعرض المخرج فيتوريو دي سيكا في هذا الفيلم وبأسلوب متكامل ومتوازن الوعي الإنساني المتعلق ببعض الحقائق غير الموضوعية على بساط البحث، ثم يجسد لنا صدمة هذا الوعي بحقيقة أخرى هي الحقيقة الموضوعية الاجتماعية التي تسير نحو التطور بخطى بطيئة ومتناقضة مع نفسها.

من إنجازات الفيلم على صعيد الإخراج الجرأة على إعطاء دور البطولة لشخص من عامة الناس غير ممثل أصلا إذ قام بالدور عامل ذاق مرارة البطالة وقاده دي سيكا ببراعة وجدية، مما شجع على استخدام ما يسمى بالممثل غير المحترف الذي يؤدي دورا رئيسيا قريبا من واقع حياته في العديد من الأفلام السينمائية. ومن الطريف هنا أن نذكر أن شركة توزيع أمريكية اقترحت عند الإعداد للفيلم إعطاء دور البطولة في الفيلم للنجم الأمريكي المشهور كاري جرانت، لكن كاتب السيناريو زافاتيني والمخرج فيتوريو دي سيكا رفضا ذلك.

يشار إلى أن برنامج العروض السينمائية لمتحف إيف سان لوران بمراكش يتضمن قامة من أجود الأفلام العالمية أنظر القائمة:

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

النجمة الفرنسية كاترين دونوف تعرض ملابسها للبيع

احتفلت النجمة الفرنسية كاترين دونوف ببلوغها 75 عاما، وقررت بهذه المناسبة طرح ملابسها...