بيت الفن
يسدل الستار غدا الأحد على فعاليات الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني لأحيدوس الذي نظمته وزارة الثقافة والاتصال وجمعية تيمات لفنون الأطلس، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، من 26 إلى 28 يوليوز الجاري بعين اللوح بإقليم إفران.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمهرجان، الذي حمل شعار “الحفاظ على التراث الثقافي، حماية للهوية وآليات التنمية”، بعرض عدد من اللوحات الشعبية قدمتها مختلف الفرق الوطنية، وتنظيم حفل لتكريم مجموعة من الفنانين للوفاء والاعتراف بما قدموه من تجديد وصيانة لهذا الفن التراثي من بينهم عبد الواحد حجاوي وعبد الله الهاشمي وسليمان المسعودي وبنعيسى زقا.
وتمت الإشادة بمسيرتهم الفنية المميزة وعطائهم المشهود له، ولما بذلوه من مجهود وافر في الحفاظ على فن احيدوس وصونه، وضمان اسـتمراريته، والتعريف به وبـنبل رسائله الفنية والإنسانية.
وجمعت دورة هذه السنة بين الجانب الاستعراضي والاحتفالي لفن أحيدوس، من خلال العروض التي قدمتها خمسة وأربعين فرقة أفرزتها مسابقة الإقصائيات الوطنية التي سبق تنظيمها يومي 4 و5 مايو الماضي، بالمركب الثقافي محمد المنوني بمكناس، حيث شاركت فيها حوالي مائة فرقة تمثل مختلف تلاوين وتعبيرات هذا الفن التـراثي الأصيل ومختلف الأقاليم والعمالات الحاضنة له.
وتم تنظيم ندوتين، الأولى حول أحيدوس كإبداع فني، والثانية حول أحيدوس كموروث ثقافي، استجلاء لمكوناته ومميزاته، وسـبل تثمينه وتحصينه وفق قراءات مختلفة ومتكاملة لباحثين ومختصين في المجال.
ويندرج المهرجان، المنظم بشراكة مع مجلس جهة فاس ـ مكناس، وعمالة إقليم إفران، وبتعاون مع جماعة عين اللوح (إقليم افران)، في إطار رؤية وإستراتيجية وزارة الثقافة والاتِّصال الهادفة الى الحفاظ على الموروث الثقافي بنفائسه وتعبيراته وتجلياته، وضمان استمراريته عبر دعم وتشجيع ممارسيه، وخلق فضاءات احتفالية لاستكشاف كنوزه، وإبرازه لعموم المهتمين والمتتبعين، وتوظيفه من أجل تحقيق التنمية المجالية والتنمية المصدامة.
يشار إلى أن أحيدوس هو رقصة فولكلورية يندمج فيها الرقص بالغناء أي التعبير الشفوي والتطبيقي من حيث الشكل والمضمون، أما أنواعه فهي كثيرة متفرقة في الأطلس المتوسط، خصوصا إقليم إفران، و خنيفرة باعتبارهما المنبع الأول للشعراء الأمازيغ، إضافة إلى أنهما منبع الثقافة الأمازيغية بجميع أنواعها وأشكالها وهذا الطبع لا يستثنى مدينة إيموزار كندر، التي تزخر بدورها بمجموعة من الخصائص الطبيعية والمكونات البشرية. فهي كما جميع مدن و قرى الأطلس المتوسط تحظى بتاريخ حافل و عريق.