قال إن “صمت الفراشات” حظي بإعجاب الجمهور الإيطالي
بيت الفن
حصد المخرج المغربي حميد باسكيط جائزة أفضل مخرج من مهرجان روما للفيلم الإفريقي، الذي نظمت فعالياته في الفترة من 11 إلى 14 يوليوز الجاري بمشاركة 10 أفلام من بينها “صوفيا” للمخرجة المغربية مريم بنمبارك، و”يوم الدين” للمخرج المصري أبوبكر شوقي.
ونال باسكيط جائزة الإخراج عن فيلم السينما “صمت الفراشات”، الذي سبق له حصد العديد من الجوائز الوطنية والدولية من بينها جائزة العمل الأول من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
وعبر باسكيط عن سعادته بالجائزة، والمشاركة في مهرجان مهم مثل مهرجان روما للفيلم الإفريقي، مؤكدا أن فيلمه حظي بإعجاب الجمهور، الذي غصت به قاعة العرض، كما حصل على إشادة النقاد ولجنة التحكيم، خصوصا رئيسها.
ويشارك في الفيلم، الذي يعد أول فيلم سينمائي طويل للمخرج حميد باسكيط، ثلة من أبرز الممثلين المغاربة من بينهم رشيد الوالي، وسعيدة باعدي، وأمين الناجي، وسارة بيرلس، وعادل أبا تراب، وحفيظة باعدي والفنانة سميرة القادري.
ويرصد باسكيط في “صمت القفراشات” معاناة المرأة مع عنف المجتمع من خلال “مليكة” (سعيدة باعدي) أستاذة الرياضيات التي تواجه مشاكل عميقة مع زوجها، اضطرتها إلى متابعة العلاج عند طبيب نفساني “عمر” (أمين الناجي)، الذي يحاول جاهدا إعادة الأمل لديها وإقناعها بالتشبث بالحياة.
وتتنوع التيمات المتناولة في الفيلم (البيدوفيليا، العلاقة المتوترة بين أم وابنتها، جريمة قتل والبحث عن مرتكبها..)، إذ اختار المخرج شد المتلقي (على الطريقة الهتشكوكية) منذ البداية إلى أخر مشهد في الفيلم. فالسيناريو الأصلي كتبته نادية هدى وأعاد كتابته المخرج حميد باسكيط بمساعدة السيناريست محمد العروصي، ليتماشى مع رؤيته الإخراجية وأسلوبه في السرد.
من نقط القوة في الفيلم التشخيص والتصوير والموسيقى… فالممثلون في مجملهم، رغم التفاوت النسبي الملحوظ بينهم، كانت إدارتهم جيدة، وهذا ما جعل معظمهم جد مقنعين في أدائهم لأدوارهم، ولعل الشابة البرتغالية المغربية سارة بيرليس كانت أقواهم على الإطلاق.
أما التصوير، الذي أداره الإيطالي إنريكو لوسيدي، فقد أمتع العين وأظهر الدار البيضاء من زوايا عدة في حلة جميلة ، فلا أحد يجادل في قوة لقطات ومشاهد هذا الفيلم وقدرتها على التعبير ببلاغة واضحة.
ولم يكن توظيف الموسيقى اعتباطيا بل كان كل مقطع منها يوظف للتعبير عن أحاسيس وحالات نفسية معينة. وقد شكلت هي أيضا نقطة قوة، خصوصا إذا علمنا أن ورائها مبدع كبير من أصل نمساوي هو وولفكانك فانك.
على مستوى المونتاج تمكن جوليان فوري، من خلق إيقاع متوازن تناسب مع أحداث الفيلم وطابعه البوليسي، الشيء الذي لم يخلق مللا لدى المتلقي.
وبشكل عام يمكن القول أن قوة فيلم “صمت الفراشات” نابعة من الخبرة النظرية والميدانية التي راكمها المبدع حميد باسكيط على امتداد ما يقارب ربع قرن من الزمان، فبعد تخرجه من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط (1987 – 1991) اشتغل في المسرح (مخرجا) وفي السينما الوطنية والأجنبية (ممثلا ومساعدا في الإنتاج…) وأخرج أفلاما وثائقية وروائية للتلفزيون وفيلما سينمائيا قصيرا جميلا “آخر صرخة” (2006)، كما عمق معارفه في الإخراج والإنتاج بالديار الإيطالية…