بطن باريس

صدور النسخة العربية من “بطن باريس” لإميل زولا

بيت الفن

أصدر مشروع “كلمة” للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، ترجمة عربية لرواية “بطن باريس” للكاتب الفرنسي إميل زولا، وترجمها عن الفرنسية الكاتب والمترجم المصري المقيم في كندا ياسر عبداللطيف، وراجع الترجمة وقدم لها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في باريس كاظم جهاد.

ويرصد زولا في “بطن باريس” مجريات الحياة اليومية وطبيعة العلاقات المهنية والإنسانية عامة في أسواق Les Halles لبيع اللحوم والأسماك والفواكه والخضار التي كانت، منذ نهايات القرن الـ18، تحتل قلب العاصمة الفرنسية بعدما تنقلت على مر العهود بين عدة أحياء.

ورغم نقلها في السبعينيات من القرن الـ20 إلى ضاحية رانجيس الباريسية وإخلائها المكان إلى مشهد عمراني جديد بقي المكان يحمل الاسم ذاته  Les Halles.

وتقترن لغة زولا في هذه الرواية، الصادرة في 1873، بخصوصيات الشيء الموصوف وبتنوع تجلياته، فتحت عنوان “سيمفونية ضروب الجبنة”، رصد زولا في أسواق “ليهال” وفرتها المذهلة، كما رصد شتى صنوف الأسماك المعروضة بألوانها وحجومها وأشكالها وروائحها، ومختلف صنوف الخضار، وطقوس وصول العربات المحملة بالسلع الطازجة كل صباح، وكذلك أروقة السوق وأقبيتها السفلية ومزاداتها.

وحلل الكاتب طبائع البائعات والبائعين وأنانيتهم وأمزجتهم وصبواتهم المحبطة في الغالب، وتحالفاتهم المعقودة فالمنهارة فالمعقودة من جديد، هذه التقلبات التي يقع ضحيتها بطل الرواية الشاب، فلوريان، الهارب من معتقل المنفيين في مدينة كايين الواقعة في المستعمرة الفرنسية غويانا، الذي زج به فيه بعدما قبضت عليه الشرطة في مظاهرة مناوئة لنابليون الثالث كان قد انجر إليها بالصدفة.

ويرسم زولا شبكة واسعة من العلاقات والنماذج والسلوكية والأهواء، تاركاً المصائر تتلاقى وتتقاطع أو تفترق، ويتوقف ملياً عند علاقة الحب التي تنشأ بين الصبي مارجولان والفتاة كادين، وكان الاثنان لقيطين عنيت بتربيتهما بائعة خضار، ويستعيد حوارات عن الفن مع الرسام كلود الذي يرتاد الأسواق بحثاً عن موديلات ومشاهد يطبق عليها تصوره الجديد لفن الرسم، ويرصد “ليهال” في مختلف ساعات النهار والليل، ويعاين أنماط سلوك الباعة وطقوس العمل ومختلف تعابير هذا الجمهور الواسع.

ولد إميل زولا في إكس أون بروفنس في جنوب فرنسا عام 1840 لأب إيطالي وانتقل إلى باريس في سن الـ20، وبدأ بكتابة محاولات شعرية ثم اشتغل في الصحافة والنشر، وبعد كتابات قصصية وروائية متأثرة بالرومنطيقية وضع في روايته “تيريز راكان” (1867) أسس ما شكل بعد فترة التيار الطبيعي في الرواية الفرنسية.

وترجم رواية “بطن باريس” المصري ياسر عبداللطيف، الذي تخرج في قسم الفلسفة في جامعة القاهرة عام 1994، وعمل في الصحافة التلفزيونية والخبرية، ويقيم منذ عام 2010 في مدينة إدمنتون في كندا، وأصدر عدة مجموعات شعرية من بينها “ناس وأحجار” و”قصائد العطلة الطويلة”، ومن أعماله في السرد رواية “قانون الوراثة” الحاصلة على جائزة ساويرس الأولى للكتاب الشباب عام 2005.

عن بيت الفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Protected by Spam Master