بيت الفن
أعلنت وزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة، اليوم الجمعة 26 أبريل 2019، عن فتح أبواب موقع ليكسوس الأثري، الواقع شمال مدينة العرائش، لبرامج التصوير السينمائي والوثائقي، وذلك بعد استكمال أشغال الصيانة والترميم به.
وأبرزت الوزارة، في بلاغ صحافي، أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجيتها الإنمائية الرامية إلى صيانة وترميم المآثر والمباني التاريخية، وفي إطار جهودها الدؤوبة لتثمين الرأسمال الرمزي وتعزيز علاقته بالبعد التنموي الشامل قصد تحويله إلى قطاع صناعي وسياحي منتج.
وأضاف المصدر نفسه أنه تم، في السياق ذاته، إرساء مشروع مندمج يشمل إطلاق برنامج حفريات أثرية موسعة وإحداث مركز للتعريف بالموقع وتثمينه، وكذا إطلاق أبحاث أثرية متقدمة، تهدف إلى الكشف عن مكونات معمارية جديدة من شأنها الرفع من قوة جاذبيته واستقطابه للاستثمارات الأجنبية في مجال الإنتاج السينمائي، التي ستساهم في ترويج صورة المغرب على المستوى الدولي من جهة، وفي جعل الموقع مركز إشعاع ثقافي وقطبا سياحيا مهما يشكل أحد روافد التنمية المستدامة محليا ووطنيا من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن موقع ليكسوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد وفق المعطيات الأثرية، يعكس ما تميز به المغرب عبر تاريخه القديم من تلاقح لثقافات ولحضارات دولية متعددة، كما أنه يؤسس لبداية مرحلة مختلفة من إدارة وتدبير المواقع الأركيولوجية بالمملكة.
وتضم ليكسوس التي كانت من أعرق الحواضر في غرب البحر المتوسط في العالم القديم، الكثير من الآثار البارزة التي شيدت سنة 1180 قبل الميلاد، ودخلت لائحة التراث العالمي في المغرب منذ سنة 1995.
وتوجد ليكسوس شمال شرق مدينة العرائشوتمتد على مساحة 62 هكتارا، وتضم آثارا فينيقية ورومانية وإسلامية تشمل عملات فضية وبرونزية وذهبية وأوان فخارية إضافة إلى حلي ذهبية.
وتشمل آثارها المعمارية أطلال قصر شيد في عهد الملك الأمازيغي يوبا الثاني ومسرح مدرج فريد ومجموعة معامل رومانية لتمليح الأسماك.
وحسب وزارة الثقافة والاتصال المغربية فإن مدينة ليكسوس تأسست على يد التجار الفينيقيين في القرن الثامن قبل الميلاد وظلت عامرة على مدى 22 قرنا، من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع عشر الميلادي، حيث انتقلت من مدينة مورية مستقلة مزدهرة إلى مستوطنة رومانية ثرية ثم مدينة إسلامية باسم “تشميس”.