أحمد الكبيري

أحمد الكبيري يصل الصين عبر “مقابر مشتعلة”

بيت الفن

بعد صدور طبعتها العربية بالمغرب سنة 2007، صدرت، أخيرا، بالصين الترجمة الصينية لرواية “مقابر مشتعلة” للروائي المغربي أحمد الكبيري.

وتم تقديم الرواية في نسختها الصينية، التي أنجزها الأستاذ يانغ فونغ تونغ المتخصص في الأدب العربي، ونشرتها دار ووتشو كومينيكاسيون، باعتبارها رواية تحكي عن معاناة الناس البسطاء في مدينة مغربية صغيرة، وبيان قساوة الحياة الاجتماعية التي يعيشونها، إلا أنها بالمقابل تعيد الاعتبار للذين يسعون للحفاظ على كرامتهم بالعمل والمثابرة ومقاومة ظروفهم القاسية.

كما تمت الإشارة إلى أن أعمال الروائي المغربي أحمد الكبيري، تتميز بالتركيز على خصائص البيئة المحلية بلغة جذابة ببساطتها، يمزج فيها بين اللغة العربية الفصحى والدارجة المغربية مشبعا إياها بعمق التأمل والتفكير ونبل العواطف، بالإضافة إلى اعتمادها، على مستوى الأسلوب، على الجمع بين تقنيات الحكايات العربية والكتابة الروائية الغربية، وأيضا على استخدام المفارقات والسخرية السوداء في تتبعه وتفسيره للمصائر التي يؤول إليها الناس الذين يظلون العنصر الأساسي لقيام واستمرار المجتمعات.

بـ”اختراق” سور الصين العظيم، يكون أحمد الكبيري، الروائي العصامي الذي يكتب رواياته مدفوعا بحب الكتابة وحده وينشرها بالطريقة التي يراها ملائمة، على نفقته، في غياب ناشرين حقيقيين يتبنون الأدب ويؤمنون به، قد حقق هدفا أساسيا ضمن مسيرته التي أثمرت حتى الآن أربعة أعمال روائية. ويتمثل هذا الهدف في أن يقدم الكتاب نفسه إلى القارئ ليس المغربي فحسب، بل في أي مكان من العالم وبأي لغة.

وتعد “مقابر مشتعلة” الرواية المغربية الوحيدة التي تم انتقاؤها إلى جانب 24 رواية عربية أخرى من طرف لجنة مكونة من أساتذة متخصصين في الأدب واللغة العربيين، للترجمة في إطار مشروع تبادل الترجمة والنشر بين الصين والدول العربية، الذي انطلق منذ بضع سنوات.

يذكر أن “مقابر مشتعلة” هي الرواية الثانية للكبيري بعد “مصابيح مطفأة” سنة 2004، وقبل “أرصفة دافئة” سنة 2013، و”كلاي” سنة 2019. وحظيت بقراءات نقدية اعتبرتها “رواية تقدم عينة تمثيلية، بلغة الإحصاء، حيث نجد الأسوياء والشواذ، والخرافة والعلم، والروح الانهزامية والأخرى التواقة إلى البقاء عاليا، كما تصور تحول العلاقات في مجتمع منخرط في سياق عالمي فيه الكثير من الحركة والدينامية”، وهو ما جاء أيضا في تقديم الترجمة للقارئ الصيني.

الجدير بالذكر أن الروائي المغربي أحمد الكبيري وقع روايته الجديدة “كلاي” بمكتبة الألفية الثالثة بالرباط بحضور ثلة من المبدعين المغاربة.

وفي تقديمه للرواية عبر المبدع المغربي أحمد الكبيري عن سعادته بتقديم روايته الجديدة “كلاي” في فاتح السنة الجديدة 2019، متوجها بالشكر لكل من كل كان له الفضل في تصحيحها او اقتراح عنوانها أو صورة غلافها، وكل من دعم تجربته السردية المتواضعة بالنقد والدراسة والمتابعة الصحفية، سواء من داخل المغرب أو من خارجه.

من جهته قال الشاعر المغربي جمال الموساوي “تأتي رواية (كلاي) بعد ثلاثية روائية: (مصابيح مطفأة، مقابر مشتعلة، أرصفة دافئة). في هذه الثلاثية تعرف القراء على أحمد الكبيري روائيا، بأسلوب ولغة خاصين، ولكن أيضا ثابتين. بمعنى أنه يكتب رواية عن الناس وقريبة منهم. رواية تنبش أكثر في تلك الحياة التي على الهامش. تلك الحياة التي تحجبها حياة أخرى، هي حياة الواجهة، والوجاهة!

في رواية “كلاي”، يضيف الموساوي، يتخلص الكبيري من أسر ثلاثيته ويعود بعد ست سنوات، محافظا على أسلوبه ولغته. الأسلوب القائم على الحكايات التي يتناسل بعضها من بعض، حيث تفضي كل حكاية إلى أخرى لتصب في الحكاية الكبرى التي تمثل حياة وشخصية “كلاي”، ومحافظا أيضا بحرص على لغته القريبة من أولئك الذين كتب عنهم.

بالمقابل، يرى الموساوي أن الكبيري، يحفر في هذه الرواية، أكثر في الجراحات الموجعة للمجتمع. جراحات فئات منه على وجه التحديد. الفئات التي ليس لها أحد، أو التي يتحدث عنها فقط الانتهازيون لأغراض مختلفة، ومنها الأطفال والنساء وعموم المسحوقين.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مقاه افتراضية مغربية تنتصر للعلاقات الإنسانية في زمن كورونا

“أخي أحمد الكبيري نتلتقي مساء لنحتسي فنجان قهوة بالواتساب...