مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة

انطلاق مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة بحضور نسائي متميز

أول مهرجان في العالم العربي إفريقيا يحتفي بمبدعات الفن السابع

سعاد العطار

تنطلق مساء اليوم الاثنين الدورة الـ 12 لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة، جمعية “أبي رقراق” تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس في الفترة ما بين 24 و29 شتنبر الجاري، بقاعة سينما هوليوود، وفضاءات أخرى.

وتهدف الدورة الجديدة من المهرجان، حسب برنامج المهرجان، إلى تعميق النقاش حول موضوع أفلام المرأة، ومواصلة الانفتاح على التجارب الإبداعية المُغَايِرَة سواء على مستوى الكتابة السينمائية أو البحث في القضايا المتعلقة بها.

ويسعى المهرجان خلال دورته الجديدة، إلى الحفاظ على هويته كمهرجان مغربي موجه أساسا للمرأة، سواء من خلال الأفلام المبرمجة سواء في المسابقات الرسمية أو خارجها، وعن طريق أو ثقافة التكريم والاعتراف التي دأبت عليها التظاهرة، إلى جانب الموائد المستديرة والندوات التي تتطرق إلى مختلف قضايا المرأة في علاقتها بالسينما.

وفي سياق انفتاح المهرجان على محيطه، وإدراكه للقيمة التربوية، التي تضطلع بها السينما، سينفتح المهرجان ابتداء من هذه الدورة على بعض المؤسسات التربوية بسلا عبر برمجةِ عروض هادفة وملائمة لكافة المستويات التعليمية، مدعومة بتنظيم ورشات ولقاءات مع المتعلمين.

13 مبدعة في لجان تحكيم مسابقات المهرجان

اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان، 13 امرأة لتؤثث لجان تحكيم مسابقات المهرجان، إذ تتشكل لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل من سبع نساء هن المخرجة والكاتبة الشيلية ماريلو مالي، (رئيسة اللجنة)، والممثلة المغربية أسماء الخمليشي، والممثلة المصرية يسرى اللوزي، والممثلة الكونغولية فيرونيك تشان بايا، والمخرجة والمنتجة التايوانية شاو- شان لي، ومخرجة البرازيلية روبرتا ماركيز.

أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، فتتشكل من ثلاث نساء هن المنتجة المغربية هند السايح، رئيسة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، والسينمائية اللبنانية ميشيل تيان، والمخرجة والمنتجة الغابونية سمانطا.

وتضم لجنة تحكيم الجمهور الشبابي، ثلاث مخرجات مغربيات شابات هن زينب المخرجة تمورت، وفاتن خلخال، وتتريت الإدريسي.

نرجس النجار تمثل المغرب في المسابقة الرسمية

تمثل المخرجة نرجس النجار المغرب في المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة، بفيلمها “بلا موطن”، الذي يروي قصة “هنية”، التي تعيش بدون جنسية، طردت وعمرها لا يتجاوز 12 سنة مع والدها من الجزائر إلى المغرب، فيما أرغمت أمها على البقاء في الجزائر، لتعيش مأساة إنسانية.

ويشارك في المسابقة أيضا، 11 فيلما من إنتاج 2018 لمخرجات يمثلن القارات الخمس، ويتعلق الأمر بـ”لوموناد” لخوانا لوريكارو، إنتاج (رومانيا، ألمانيا، السويد، وكندا)، ويحكي قصة “مارا”، الشابة الرومانية، التي تنتقل إلى الولايات المتحدة مع زوجها الجديد دانيال. تأخذ معها دراكوس، ابنها البالغ من العمر 9 أشهر. في ظرف يوم واحد، ستواجه مارا سلسلة من المشاكل الإدارية والاجتماعية والإنسانية. و”مرح شارلوت” لصوفيا لورين من كندا، و “المرئي وغير المرئي”، لكاميلا أنديني، إنتاج (إندونيسيا، هولاندا، أستراليا، وقطر، “وحيدة في عرسي”، لمارتا بريغمان، إنتاج (بلجيكا، فرنسا)، و”الصمت” لباتريزسينيير، إنتاج (البرازيل، فرنسا، كولومبيا).

وتتضمن قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، أيضا،”كارمن ولولا” للمخرجة الإسبانية أرنتخا شيفاريا، “والسمعة السيئة”، لإيام حق إنتاج (النرويج، ألمانيا، السويد)، و”ماكيلا ” لماشيري أكوا، من الكونغو الديموقراطية وفرنسا، “الملائكة ترتدي الأبيض”، لفيفان كو إنتاج (فرنسا، الصين)، و”على بعد ساعتين من باريس”، لفرجيني فرير من فرنسا، “وإلى آخر الزمان”، لياسمين شويخ من الجزائر.

وبالإضافة إلى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ينظم المهرجان مسابقة للأفلام الوثائقية يتنافس على جوائزها 5 أفلام هي “واتيرا”، لإيفا منيري، جنوب إفريقيا، و”قصة ليدي”، لمخرجته إيساتا اوارما، إنتاج مشترك بين فرنسا ةوبوركينافاسو، وفيلم “جميليا”، لإميناتو ايكهارد، فرنسا، قرغيزستان، و”ألف فتاة تحبني” (صحراء ماني، أفغنستان)، “الشاعرة” لستيفاني بروخوس وأندي وولف إنتاج ألماني.

تكريم روح الراحل محمد اعريوس

وفي إطار ثقافة الاعتراف التي طبعت المهرجان منذ دورته الأولى، يكرم المهرجان روح الراحل محمد اعريوس، عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، عاشق الأفلام العالمية الرفيعة، الذي عمل جاهدا من أجل التعريف بها في كتاباته ومحاضراته، أطر عشرات الورشات التقنية في المهرجانات والملتقيات الوطنية والدولية، وكان مسؤولا في حركة الأندية السينمائية بالمغرب، حيث شغل منصب رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية لثلاث ولايات متتالية، ما بين سنوات 1996 و2002.

ومن المنتظر أن تضم ليلة الاحتفاء بمحمد اعريوس، تقديم شهادة في حقه للناقد والمخرج عبد الإله الجواهري، والوقوف عند أبرز محطاته، فقد كتب الراحل سيناريوهات العديد من الأفلام الروائية المغربية، الطويلة والقصيرة، وأفلاما من بينها “لعبة الحب” و”فينك آليام” لإدريس اشويكة، و”قاع البير” لمحمد منخار و”ماء ودم” لعبد الإله الجوهري، و”اليد اليسرى” لفاضل اشويكة.

احتفاء خاص بأبرز الوجوه السينمائية النسائية

اختارت اللجنة المنظمة الاحتفاء بأربع وجوه نسائية سينمائية، ويتعلق الأمر بالمخرجة التونسية سلمى بكار، والمنتجة البرازيلية سارة سيلفيرا، والممثلة المصرية رانيا فريد شوقي، والممثلة المغربية هدى الريحاني، التي يندرج تكريمها ضمن تقليد أصبح من ثوابت المهرجان منذ دورته الأولى، وهو بمثابة احتفاء مستحق بممثلة مغربية وهبت حياتها للتلفزيون والسينما، حيث قدمت عشرات الأدوار المتميزة.

الممثلة هدى الريحاني، تألقت في العديد من الأفلام السينمائية المغربية من بينها “عايدة” لإدريس المريني، الذي حصلت من خلاله على جائزة ثاني أفضل ممثلة من المهرجان الوطني للفيلم، و”أيادي خشنة” لمحمد عسلي، و”فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت” لحكيم نوري، و”نهار تزاد طفا الضو” لمحمد الكراط.

السينما البرازيلية ضيف شرف الدورة

يستضيف المهرجان في دورته 12 السينما البرازيلية من خلال عرض أربعة أفلام روائية طويلة لأربع مخرجات برازيليات، 3 منها من إنتاج 2017، ويتعلق الأمر بـ”بوندولار” لجوليا ميرات، و”الطرق الطيبة” لجوليانا رخوس وماركو ديترا، و”موتيم” لسندرا كوغيت و”العمل الجاد” لجوليانا رخوس وماركو ديترا، من إنتاج 2011.

وعن اختيار البرازيل ضيف شرف الدورة، أكد بلاغ اللجنة المنظمة، أن السينما البرازيلية هي إحدى أقدم السينمات في العالم، حيث يعود عرض أول فيلم سينمائي في هذا البلد إلى سنة 1896، وأول فيلم صور يعود إلى سنة 1897، في حين فتحت أول قاعة سينما أبوابها أمام الجمهور سنة 1898.

وعلى المستوى النسائي تعتبر تاتا أمارال، وسارة سيلفيرا، وساندرا كوغوت، وكاتيا لوند، وآنا مويليرت إضافة إلى جوليانا روخاس، ضمن نساء أخريات، مخرجات سينمائيات أثرن بطابعهن الخاص في المشهد السينمائي البرازيلي، سواء من حيث جودة أعمالهن وكفاءاتهن في الجمع بين العديد من المهن السينمائية والتألق فيها.

“التحرش الجنسي في السينما” عنوان الدورة الأبرز

اختار منظمو المهرجان الدولي لفيلم المرأة، موضوع “التحرش الجنسي بالمرأة في السينما” عنوانا للدورة الثانية عشرة.

ويسلط المهرجان الضوء على موضوع “التحرش الجنسي في السينما” من عدة زوايا، تهتم أساسا بالتجربة المغربية، مع الانفتاح على التجربة العربية، بمشاركة عبد الرزاق الزاهر، بورقة حول “مفهوم التحرش والمفاهيم المجاورة”، والناشطة الحقوقية السعدية وضاح، التي ستقارب قضية التحرش من زاوية قانونية؟، والممثلة والمخرجة مريم التوزاني بمداخلة حول “جسد المرأة في المتخيل السينمائي”، والنقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس بورقة تحمل عنوان “أي دور للسينما في تجاوز الصورة النمطية السلبية للمرأة العربية؟”.

“كلاسيكيات السينما الإفريقية بصيغة المؤنث

“كلاسيكيات السينما الإفريقية بصيغة المؤنث” فقرة جديدة، سيتم خلالها عرض فيلم أخذ من المجموعة المسماة “الثلاثية الافريقية النسوية” المهداة لمساهمة النساء في النضال من أجل الاستقلال بالقارة الإفريقية.

ومن أفلام هذه الفقرة عرض” فاطمة 75″ للمخرجة التونسية سلمى بكار، في هذا الفيلم القوي، الذي أنتج سنة 1976، تشرع فاطمة، الطالبة الجامعية، في رحلة نسوية تاريخية، تجري مقابلات مع نساء شهيرات في التاريخ. تتحدث فاطمة إلى النساء الأرستقراطيات عن الثوريات اللواتي شاركن في النضال من أجل استقلال تونس.

ويتم التركيز بشكل خاص على التطورات التي عاشتها تونس من الثلاثينيات حتى الخمسينيات من القرن المنصرم، عندما كانت النساء التونسيات يكافحن بشكل متنام من أجل التحرر، وقانون الأحوال الشخصية المثير للجدل الذي تم اعتماده، والذي كان يهدف إلى المساواة المؤسسية بين المرأة والرجل. ويسمح الأسلوب المبتكر للخيال الوثائقي للمخرجة سلمى بكار بتقديم عنصر سردي روائي، تتخلله مشاهد لمقابلات، وإعادة بناء الظروف التاريخية والوثائق الأرشيفية.

ماستر كلاس السينمائية الفرنسية دومنيك كابريرا

سبق للمهرجان الدولي لفيلم المرأة أن نظم في إطار دورته الحادية عشرة ولأول مرة، “ماستر كلاس” للمخرجة الفرنسية المغربية سيمون بيتون بشراكة مع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير (فيدادوك) والجمعية المغربية للفيلم الوثائقي.

ونظرا للاهتمام الذي لاقاه “الماستر كلاس” لدى المشاركين، خاصة طلبة المعاهد والمدارس، فإن المهرجان ينظم خلال هذه الدورة “ماستر كلاس” السينمائية الفرنسية دومينيك كابريرا، المنتجة، والسيناريست، والمخرجة والممثلة.

ويشكل اللقاء فرصة لاكتشاف العمل الوثائقي لدومينيك كابريرا ومسيرتها في مجال الكتابة السينمائية والإخراج، من خلال الحوار، التبادل المباشر، الصريح والبناء.

أخرجت دومنيك كابريرا أزيد من 15 فيلما، في تناوب ما بين التخيلي المرح والوثائقي وكتابات هجنة.

درست دومينيك كابريرا هارفارد وفيميس والسوربون. وقامت بتنشيط ورشات الاستئناس بالعمل السينمائي والوثائقي، كما نظمت تكوينات في مجال الارتجال وتشخيص الممثلين.

سينشط أشغال هذا “الماستر كلاس” المدير الفني للمهرجان هشام فلاح والصحفية الفرنسية كاترين رييل من إذاعة “إ.ر.ف”.

نظرات متقاطعة حول مسألة النوع في السينما

لا تصبو  هذه الفقرة من فعاليات المهرجان إلى أن تصبح مجرد فضاء يتواجه فيه ممثلان من جنسين بصدد مقاربتهما بالسينما بصيغة المؤنث أو للحضور النسائي في عوالم السينما، بقدر ما تسعى إلى تحقيق غاية ذات أهمية كبرى تتمثل في المساهمة في ترسيخ ثقافة تتجاوب تحفيز، بالمعنى الكيمائي للكلمة، سلوكات وردود أفعال تستهدف تحرير أفراد، نساء ورجال ينتمون لعالم السينما، من نير لكليشيهات والأفكار المسبقة وكل أشكال التحيز المتعلقة بمسألة الانتماء لأحد الجنسين وذلك في محاولة مشتركة لتجاوز ما وصفه “باشلار” بالمشكلة الصعبة: “مشكلة الحفاظ لدى الطرفين على انسجام طبيعتهما المزدوجة” (شاعرية أحلام اليقظة).

الاختيار وقع هذه السنة على المخرج المغربي نبيل عيوش والمخرجة الفرنسية باسكال فيران.

ورشات تكوينية حول “التربية على الصورةو”الكتابة السينمائية”

تتابع ورشة الكتابة السينمائية لقاءاتها مع الطلبة والمبدعين وصناع السينما والفرجة للوصول إلى مقاربة مهنية حول بعض المواضيع السينمائية.

تركز الورشة في هذه الدورة على ظاهرة “شريكة في الحياة، شريكة في العمل السينمائي”، ويتعلق الأمر بالمخرجة خولة أسباب بنعمر عن فيلمها “نور في الظلام”، والمخرج رؤوف الصباحي رفيق دربها ومنتج فيلمها.

كما تستضيف الورشة الممثلة جليلة التلمسي بطلة فيلم “أندرومان” لعز العرب العلوي، والممثلة نسرين الراضي للتحدث والحوار عن تجربتهما في المجال السينمائي إضافة إلى لقاء مفتوح مع الفنان فتاح نكادي حول الموسيقى في الأفلام المغربية.

من خلال هذا النقاش، تحاول الورشة تقريب المستفيدين من معاناة صناع الفيلم، في كل مراحل تبلوره الكتابة، التقطيع… التصوير والانتاج، إلى أن يصبح المشهد السينمائي جاهزا للعرض، مع التركيز على بعض المشاهد التي فرضت جهدا استثنائيا، وعناء كبيرا لإخراجها للوجود.

سيكون للمستفيدين حصة تقويمية للقاءات / الورشات في أفق تطويرها، من حيث الاداء والمحتوى، وأيضا المواضيع التي يرغبون في تناولها.

يتكون جمهور الورشات أساسا من طلبة المعاهد السينمائية والسمعية البصرية والتشخيصية، وطلبة الجامعات وتلاميذ الثانويات وجمهور المهتمين بالسينما، في عدد محدود.

وفي إطار اهتمامه بالتكوين والتربية على الصورة، قرر إحداث فقرة جديدة تتمحور حول “رهانات التربية على الصورة”.

واستلهاما من التجربة الفرنسية التي أحدثت أجهزة للتربية الفنية في مجال السينما منذ نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم، على مستوى المدارس والإعداديات والثانويات ومؤسسات التكوين المهني، ستمكن التربية على الصورة الشباب المغربي من كسب ثقافة سينمائية عن طريق مشاهدة الأعمال السينمائية في دور السينما، والمشاركة في تطوير الممارسة الثقافية، وخاصة خلال التظاهرات السينمائية ومن ضمنها المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا.

ستقوم جمعية أبي رقراق والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بدعوة أنطوان لوبيهان المكلف بمهمة السينما والسمعي البصري بالمعهد الفرنسي بالمغرب، للتبادل حول تجربة نظام التربية على الصورة “سلسلة الشباب”.

كما ستشهد مدينة سلا توقيع اتفاقيات شراكة بين جمعية أبي رقراق ومجموعات المدارس الخاصة، وسيتم تقديم برنامج خاص بالتربية على الصورة خلال المهرجان، يتضمن عرض أفلام وتدريب الشباب على ثقافة الصورة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير ينطلق بتكريم روح الراحلة نعيمة المشرقي

تكريم روح الراحلة نعيمة المشرقي أكثر من مجرد التفاتة عابرة فهو تعبير عن الحب والاحترام …